في هذا الواقع، بات محسوماً أنّ لا سبيل الى الحسم الايجابي لأيّ من الملفّات الداخلية، سواءً المتعلق منها بالاقتصاد او المال أو معيشة الناس، أو بالملف الرئاسي، الذي تعرّض في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه نوبة خارجية للتعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، وفجأة ومن دون مقدمات، تحرّكت “اللجنة الخماسية” ولكن من دون ان تتمكن من تحريك هذا الملف خطوة واحدة الى الأمام.
واستفسرت صحيفة “الجمهورية” من معنيين بهذا الملف، عمّا هو منتظر من “الخماسية”، والمفاجئ في الامر، أنّ هؤلاء لا يجدون جواباً، اكثر من القول: “لا شيء في الأفق”، وبعضهم يذهب الى ما هو اكثر صراحة بقوله انّه لا يعرف أصلاً، لماذا تحرّكت “الخماسية” في هذا الوقت، كما لا يعرف إنْ كانت اللجنة ستجتمع على مستوى وزراء خارجية، ام لا، حيث لا شيء يؤشر إلى عقد مثل هذا الاجتماع، وحتى ولو اجتمع وزراء دول “الخماسية” فماذا سيقدّمون أكثر من تكرار دعوتهم اللبنانيين إلى أن يراعوا مصلحة بلدهم ويعجّلوا في انتخاب رئيس بلدهم، وهو ما سبق وأكّد عليه سفراء في الخماسية في حراكهم الأخير؟!
وأفادت معلومات لصحيفة “الجمهورية” من مصادر معنية مباشرة بحراك “الخماسية”، أنّه ومنذ الحراك الأخير لسفراء دول “الخماسية”، كل خطوط التواصل الرئاسي مقطوعة حالياً، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، ما خلا ما يطلقه بعض الموفدين والسّفراء، من مواقف تذكيرية بما يسمّونها “حاجة لبنان الى انتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة”.
ويبرز في هذا السياق، ما بات مؤّكداً لدى مستويات سياسيّة مسؤولة، من انعدام وجود أيّ معطيات جديّة حول إمكان تحريك الملف الرئاسي في المدى المنظور، ومعنى ذلك وكما يقول احد كبار المسؤولين لصحيفة “الجمهورية” مراوحة، ربما تكون طويلة الأمد، في مربّع السلبية القائمة المفتوحة على احتمالات اكثر سلبية.