بعدَ حوالي أسبوع على “اللاقرار” من قبل المجلس الدستوري في الطعن المقدّم من “التيار الوطني الحر” في قانون التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وبعدما صار القانون ساري المفعول، عيّن مجلس الوزراء أمس، رئيساً جديداً للأركان.
رئيس الأركان الجديد، هو العميد حسان عودة، وتمّت ترقيته إلى رتبة لواء. وهو كان من المطروحين قبل التمديد لقائد الجيش، ولم تكُن هناك اعتراضات على شخصه. كونه يحظى بقبول الجميع، وليس فقط الحزب الاشتراكي. لكن ما أخّر تعيينه، خلافات بين كتل وزارية ربطاً بملف رئاسة الجمهورية.
وتمّ إدراج القرار على طاولة البحث من خارج جدول الأعمال، كما من دون الطلب المفترض أن يُقدّم من وزير الدفاع موريس سليم.
سياسياً، لم يكن الأمر يحتاج سوى إلى مبادرة النائب السابق وليد جنبلاط باتجاه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وقالت مصادر وزارية بارزة لصحيفة “الأخبار”، إن تهرب ميقاتي من طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء سابقاً، لم يكن مرتبطاً بتحرك العسكريين المتقاعدين، ولا حتى بالاعتراضات من جانب “القوى المسيحية”، بل خشية عدم توفر النصاب في حال ظل فرنجية معترضاً.
وأفادت المصادر لصحيفة “الأخبار” أن “فرنجية كانَ يرفض السير في تعيين رئيس للأركان، ليس لأنه يرفض التعيين بغياب رئيس للجمهورية، بل لأن ذلك كان مطلب جنبلاط المعروف موقفه من ترشيح فرنجية.
وبينما عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري “وساطة” في هذا الإطار، إلا أن جنبلاط فضّل المبادرة، موفداً نجله النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد كبير نهاية العام الماضي إلى بنشعي، قبل ان يستضيف فرنجية إلى عشاء عمل عند والده في كليمنصو. وهو اللقاء الذي تمّ قبل ثلاثة أسابيع واتّخذ طابعاً عائلياً وسياسياً.
لكنّ قرار تعيين عودة، لم يحجب الأسئلة حول سبب امتناع الحكومة عن تعيين العضوين الشيعي والأرثوذكسي في المجلس العسكري. وهل هناك احتمال بأن يقدم وزير الدفاع أو أي ضابط آخر من المتضررين، على الطعن في التعيينات أمام مجلس شورى الدولة؟ بينما اعتبرت مصادر نيابية معارضة للتعيين أن “التجربة مع المجلس الدستوري لم تكن مشجّعة ويبدو واضحاً أن هناك غطاء سياسياً داخلياً وخارجياً يقف سداً منيعاً في وجه الطعون”.