هيام القصيفي
في وقت تفرض إيران إيقاعها بعد تشعّبات حرب غزة، ومع وقوع لبنان تحت تأثيراتها، لا يمكن الكلام عن تحريك للملف الرئاسي ما دامت إيران خارج اللجنة الخماسية، فضلاً عن أن ثمة تسليماً أوروبياً بأن لا شي جدياً في هذا الملف ثمّة سؤال مطروح في دوائر أوروبية عن حقيقة اعتقاد الوسط السياسي اللبناني بأن الملف الرئاسي تحرّك في هذه المرحلة، وأن هناك احتمالات جدّية لوصوله إلى خواتيمه. السؤال مقرون باستغراب عما إذا كان لبنان على دراية بحجم المخاطر العسكرية التي تحيط به، فضلاً عما يحيط بدول المنطقة وجوار إسرائيل، بما لا يسمح بأن يكون الملف الرئاسي مطروحاً بالشكل المتداول لبنانياً. وهذا يعيد إلى المربع الأول الذي كانت خلاله عواصم فاعلة تدفع عبثاً في اتجاه لبننة الاستحقاق، قبل حصول موانع إقليمية، وقت كانت المنطقة شبه هادئة.
منذ 7 تشرين الأول، باتت دول المنطقة على نار تحت الرماد. كل ما يمكن أن يتصل بإسرائيل وأمنها، وبالوجود الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، أصبح على بساط البحث، ليس فقط لجهة العمليات العسكرية من قصف واستهدافات متبادلة تطاول ساحات المنطقة من العراق إلى اليمن وسوريا ولبنان. وضع مصر والأردن أصبح دقيقاً بالقدر الذي يثير لديهما علامات قلق على ما يُعد إسرائيلياً لهما على الصعيد الفلسطيني. وهذا من شأنه كذلك أن يمدد المخاوف إلى لبنان بطبيعة الحال. كل ذلك في كفة مع عدم تبيان أي ملامح حل لحرب غزة على المدى المتوسط.
وفي كفة أخرى، يعود الحضور الإيراني ليتخذ زخماً متجدداً في إدارة الأنشطة في المنطقة وأبعد منها، في شكل يتعدى ما كان مطروحاً في مراحل سابقة لجهة الملف النووي الإيراني.