مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 28/12/2023
في مثل هذا اليوم قبل خمسة وخمسين عاما نفذت إسرائيل عدوانها المشؤوم على مطار بيروت الدولي ودمرت حوالي نصف الأسطول الجوي المدني اللبناني.
في العام 1968 كما قبله وبعده العدوانية هي هي من لبنان إلى فلسطين وغيرهما.
أما أحدث حلقاتها الإجرامية فيشهد عليها قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ ثلاثة وثمانين يوما.
لكن معركة غزة ليست نزهة فقد استحالت أرضها مقبرة للجنود الغزاة الذي يواجهون مقاومة أكثر تماسكا وشراسة ما يزيد المشهد تعقيدا أمام جيش الإحتلال
وأمام هذا الواقع وجد نفسه مضطرا – على سبيل المثال – للدفع بقوات إضافية إلى خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع والتي تشكل منذ مدة محور العمليات البرية.
وعلى خط مواز يحاول جيش العدو إستنزاف الضفة الغربية من خلال الإقتحامات التي كان آخرها في طولكرم ورام الله ونابلس حيث سقط شهيدان جديدان وعدد من الجرحى في صفوف الفلسطينيين.
وفي حلقة جديدة من حلقات العدوان على فلسطينيي الضفة باشرت قوات الإحتلال عميات دهم لمحلات الصيرفة ووضعت يدها على ملايين الدولارات قاطعة بذلك شريان حياة الكثيرين ممن يعتمدون على تحويلات أقاربهم المغتربين.
في غمرة العدوان الإسرائيلي يستعد وزير الخارجية الأميركي للقيام برابع زيارة للكيان العبري خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقبل وصول أنطوني بلينكن إلى المنطقة جدد الرئيس الفرنسي الدعوة إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة وذلك خلال إتصال هاتفي مع بنيامين نتنياهو.
وبحسب متحدث باسم الأخير فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي شكر إيمانويل ماكرون على إستعداده للمساعدة في إستعادة الأمان على الحدود مع لبنان.
هذه الحدود شهدت اليوم جولة جديدة من الإعتداءات الإسرائيلية على بلدات جنوبية فيما كان هاجس الطائرات المسيرة يلاحق العدو من مزارع شبعا إلى حيفا.
كأنه لم يكف لبنان انه معلق ب “حبال الهوا”، فعلق بعض مواطنيه والسياح بحبال تلفريك جونيه! طبعا مثل هذا الحادث يمكن ان يحصل. فالاعطال التقنية و الميكانيكية والكهربائية واردة دائما ، لكن المهم ان عمليات الانقاذ تمت بحرفية عالية من قبل الجيش اللبناني والدفاع المدني، بمساندة من الصليب الاحمر. مع ذلك فان ما حصل يجب ان يفتح الملف القانوني للتلفريك.
فهو امتياز تابع لوزارة الطاقة لكنه انتهى في العام 2022 ، فلماذا لم يتم تجديد الامتياز او نقله الى جهة اخرى؟ جنوبيا، الامور تتدهور ليس على صعيد القصف الاسرائيلي فحسب .
ذاك ان الاوضاع تسوء بين ما يسمى بشباب القرى والاهالي وبين اليونيفيل ، وقد وقع حادثان في اقل من اربع وعشرين ساعة في الطيبة وفي كفركلا. الا يعني اعتداء الاهالي على اليونيفيل ان حزب الله يريد توجيه رسالة الى الاسرة الدولية فحواها: فكروا مليا قبل البحث في تنفيذ القرار 1701؟ البداية من عطل التلفريك الذي حبس انفاس اللبنانيين لساعات وزرع الخوف والقلق في نفوس المعلقين بين الارض والسماء.
كل اصوات قذائفهم الحاقدة ولهيب نيرانهم المسعورة التي تحرق غزة واطفالها لم تستطع ان تحجب اصوات الخلافات التي ارتفعت الى اعلى المستويات داخل مجالس الحرب الصهيونية واروقة قرارها المرتبكة. واخطرها السجالات الحادة بين بعض الوزراء ورئيس الاركان كما كشف الاعلام العبري، فضلا عن الثقة المعدومة بين قيادة الحرب ..
هي حال الصهاينة المحبطين، الفاقدين لبوصلة المعركة مع التخبط في الميدان وعدم القدرة على تحقيق اي من الاهداف، فيما جنودهم وآلياتهم اهداف محكمة كل يوم للمقاومين الحاضرين على طول مساحة القطاع، وجديدها اليوم ما عرضه الاعلام العسكري لكتائب القسام عن تدمير الآليات وتشظيها امام عدسات الكاميرات شرق مخيم البريج وسط القطاع، واصطياد الجنود الصهاينة في الشجاعية وغيرها قبل ايام .
فيما الاعترافات الصهيونية الرسمية بعدد الضباط والجنود القتلى باتت محل تهكم من الاعلام العبري الذي يتحدث عن خسائر أكبر بكثير من تلك التي يعلن عنها الجيش ..
اما حديث الصهاينة عن جبهة الشمال، فعويل وبكاء وخشية للمستوطنين من وقوعهم تحت اسوأ المعادلات، فيما يؤكد الاعلام حال جيشهم المنهك، فكما في غزة كذلك بالشمال حيث المستنقع كبير والخسائر لا تطاق. فيما هم مطوقون بنيران المقاومين الذين يناصرون غزة ويحمون لبنان، وقد امطروا المواقع الصهيونية اليوم بمئة صاروخ وعشر طائرات مسيرة بحسب ما نقل الاعلام العبري عن مصادره العسكرية ..
وما صدر من مواقف حزب الله، يؤكد ان المعادلات محمية بدماء الشهداء حتى يوقف الكيان العبري عدوانه وهو مهزوم ومكسور كما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مؤكدا ان المقاومة تقدم التضحيات التي تتطلبها المعركة، وهي مستعدة للاكثر الى آخر المطاف ..
وبعد طواف وسعي في سوح الجهاد لعقود من الزمن استراح فقيد المقاومة والجهاد الحاج ابو سليم ياغي في تراب بعلبك، وقد شيعه حزب الله في مأتم مهيب تكريما لعطاءاته ومسيرة جهاده الطويل ..
مرت مرور الكرام او كادت، المخالفة الدستورية الصريحة التي ارتكبها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، من خلال الطعنة الجديدة التي وجهها الى صلاحيات رئيس الجمهورية، من خلال قراره الذي قضى بالامتناع عن نشر ثلاثة قوانين اقرها مجلس النواب، في جلسة خارجة اصلا عن اطار تشريع الضرورة.
لكن، اذا كان صمت التواطؤ مفهوما لدى القوى السياسية التي ساهمت في التمديد، فالمستغرب هو الصمت المريب للمرجعيات الروحية والسياسية، ازاء التطبيع مع الفراغ الرئاسي، سواء على المستوى الحكومي او النيابي.
لكن، كم يبدو صغيرا وسخيفا النكد السياسي المحلي، امام مشهد الدم الذي يسيل بغزارة جنوبا بفعل الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، على وقع حرب الابادة الجماعية المستمرة في غزة. وفي هذا الاطار، وقبل اقل من اسبوع على الكلمة التي يلقيها السيد حسن نصرالله في ذكرى اغتيال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، شدد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على وجوب مواجهة اجتماع الشر كله المتمثل بأميركا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وغيرها من الدول، باجتماع الخير كله والمتمثل بالمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة ودولها الشريفة كإيران واليمن والعراق وغيرها. واضاف قاسم: حزب الله والمقاومون في لبنان وشعب لبنان يقدمون التضحيات نصرة لغزة ولمستقبل وطنهم المستقل والمحرر. وتابع: نحن نقدم التضحيات التي تتطلبها المعركة وهي كبيرة، ولكننا نصد خطرا كبيرا، لا بل نحن مستعدون للأكثر، إلى آخر المطاف، في مواجهة التهديدات أو العدوان، فنحن أهل الميدان وأهل النصر فيه مهما بلغت التضحيات.
حادثة تعطل التلفريك أحدثت نقزة عند اللبنانيين خصوصا أنها جاءت في أيام العطل والأعياد وانتعاش هذا القطاع، لكن المعالجة المقبولة أعادت الإرتياح وإن كان المطلوب البحث في أسباب ما حصل لتفاديه مستقبلا.
ملف إشكالي آخر يضغط على الأهل والطلاب والمدارس والأساتذة ووزارة التربية في آن واحد ، قانون تمويل صناديق التعويضات أحدث بلبلة وكباشا بين الأساتذة والمدارس الخاصة، وهناك سباق بين التوصل إلى حل، وتفتح المدارس بعد انتهاء عطلة الأعياد، أو يتعذر أو يتعثر الحل، فتفتح السنة الجديدة على إضراب المدارس الكاثوليكية وجزء من المدارس الخاصة.
خارج هذين الملفين، العين على الجنوب الذي أصبح الجبهة اللبنانية في حرب غزة ، الميدانيات على حالها من التوتر والتصعيد ، في ظل القصف المتبادل بين حزب الله واسرائيل.
أما في حرب غزة فمعطيات جديدة عن إحياء المقترح المصري في شأن وقف النار وإعادة فتح ملف تبادل الأسرى، ليبقى البند الثالث الأكثر استراتيجية وحيوية وهو “اليوم التالي” بعد الحرب، والذي لا أحد يملك جوابا عنه.
البداية من عطل التلفريك وما أحدثه من هلع.
لا على اليابسة بخير ولا بين السماء والأرض أمان. وبرعاية سيدة لبنان لم يقع المحظور. خمسة وعشرون شخصا بينهم أطفال رغبوا في معاينة لبنان من فوق فحوصروا بمقصورتين وتدلوا على حبال من هواء وأخذوا رهائن قلة المسؤولية لساعات حبست الأنفاس إلى أن تدخل فوج المجوقل في الجيش اللبناني وفرق الدفاع المدني وعملوا على إجلاء المحاصرين وإنزالهم بالحبال والرافعات مدعومين بالطوافات.
بين طوفان الكرنتينا وتلفريك جونيه أقل من أسبوع ووزارة الطاقة الوصي الشرعي على الأرض ومجاري التصريف هي نفسها ولية أمر السلك السياحي الرابط بين السهل والجبلوما يزيد الأمر تعقيدا أن الشركة الحاصلة على الامتياز لتسيير هذا المرفق انتهى عقدها في العام 2022 كما قال وزير السياحة متفقدا سير عمليات الإنقاذ في حين رأى وزير الداخلية في الحادثة دليلا على انعدام المسؤولية التي اعتاد عليها البعض وأن عدم الصيانة جعل المواطنين رهينة ما حصل.
الشركة المشغلة وفي بيان براءة الذمة الذي أرسلته إلى وزارة الطاقة، نسبت المشكلة إلى عطل ميكانيكي محتمل جرى على مستوى المحطة الثانية في حارة صخر وأن نظام الأمان الأوتوماتيكي هو الذي أوقف سير خط التلفريك فور حصول العطل المذكور.
عملية الإنزال انتهت بسلام فيما عمليات الإشغال تدحرجت صعودا نحو تكثيف العمليات القتالية على الجبهة الجنوبية بصواريخ طالت حيفا وعكا وكتمت المسيرات على أنفاس الجنود والمستوطنين ما وراء الحدود وأصابتهم بالوسواس القهري والعدوى نفسها نقلتها غزة إلى الجيش الإسرائيلي مع إدراج منظمة معاقي الجيش آلاف الجنود المصابين باضطراب ما بعد الصدمة وارتفاع عدد حالات الأمراض العقلية والانتحار.
وبحسب محللين إسرائيليين قالوا إن غزة لقنتنا درسا والنصر الوحيد الممكن هو رحيل بنتنياهو. لكن “بنيامين” وبوكالة أميركية غير قابلة للعزل بعدم وقف إطلاق النار يجري عصفا فكريا لليوم التالي وهو ما أشارت إليه القناة الثانية عشرة الإسرائيلية بقولها إن مجلس الحرب يناقش اليوم للمرة الأولى مسألة اليوم التالي في غزة وبموقف من داخل البيت الحكومي الإسرائيلي يفضح خلافات واختلافات الرأي قال وزير ما يسمى بالأمن القومي للاحتلال إيتمار بن غفير إن مجلس الحرب مفوض إدارة العملية العسكرية وليس مناقشة سياسة اليوم التالي.
ويوم ما بعد غزة الموعود عاينه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على أرض المملكة المتحدة حيث التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون وأبلغه بأن استمرار الاستفزازات الاسرائيلية جنوبا قد يؤدي الى تدهور الاوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل ودعاه إلى ممارسة أقصى الضغوط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان
وفي اتصال من مقر إقامته في لندن أجراه ميقاتي بوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا وأبلغها بأن من شأن تمادي إسرائيل في الاعتداءات أن يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تطال كل دول المنطقة. وما على الرسول إلا البلاغ.