قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إنه بعد خمس سنوات من إطلاق “إسرائيل” عملية درع الشمال ضد أنفاق “حزب الله” العابرة للحدود، هناك مخاوف بشأن تهديد أنفاق “حزب الله” مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن “حزب الله يتمتع بخبرة واسعة في حفر الأنفاق تحت الأرض”، لافتة إلى أنه “تم اكتشاف أن أنفاق حماس أكبر بكثير وأكثر اتساعا مما كان يعتقد سابقا. فهل من الممكن أن يكون تهديد أنفاق حزب الله أكبر مما كان يعتقد سابقا؟”.
وتابعت أن “هذا هو السؤال الذي أثير في الأسبوع الماضي بعد الكشف عن نفق عملاق لحماس بالقرب من معبر إيريز، الذي كان واسعا بما يكفي لمرور سيارة عبر أجزاء منه. وبينما تم العثور على 1500 عمود نفق، يبدو أن هناك آلافا أخرى. فماذا عن لبنان اليوم؟”.
ونقل موقع “واي نت” عن قائد القيادة الشمالية لجيش العدو الإسرائيلي أوري جوردين، قوله للمجالس الإقليمية في الشمال إن “المعلومات حول تهديد الأنفاق لن يتم حجبها”، كاشفاً أن الجيش “يجري عمليات بحث لتحديد موقع أي بنية تحتية إرهابية فوق وتحت الأرض. وإذا تم تحديد تهديد، فلن نبقيه سراً عن أي شخص”.
ولفت مركز “ألما” للأبحاث والتعليم، الذي يركز على التهديدات الشمالية، إلى أنه “بعد الكشف عن نفق حماس الاستراتيجي في غزة (17 كانون الاول)، أصبحت السلسلة الغذائية لوكلاء إيران واضحة. حزب الله أولا، ثم كل شيء آخر. وإذا كانت هذه قدرات حماس، فما هي قدرات حزب الله في سياق بناء الأنفاق الاستراتيجية؟”.
وبحسب المركز، فإنه “بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، أنشأ حزب الله، بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين، مشروعا لتشكيل شبكة من الأنفاق “الأقاليمية” في لبنان، وهي شبكة أكبر بكثير من مترو حماس”.
وقالت “جيروزاليم بوست”: “في تقديرنا، استخدمت حماس المعرفة الإيرانية والكورية الشمالية لبناء أنفاقها أيضا”، مضيفة: “لقد راقب حزب الله التطورات في غزة. كما أنه يحسب تحركاته القادمة ونفذ العديد من الهجمات على إسرائيل”.
وأوضحت أن “جنوب لبنان ليس مثل غزة. لديه نوع مختلف من التضاريس، بما في ذلك التلال الصخرية والوديان. بالإضافة إلى ذلك، في حين قامت حماس ببناء أنفاق تحت المدن، فإن حزب الله يعمل في القرى والبلدات. وتستخدم كلتا المجموعتين المدنيين كدروع بشرية وتستغلان وجود الأمم المتحدة”، مبينة أن “حزب الله بشكل عام أكثر تطورا من حماس. لكن هجوم 7 أكتوبر كشف عن قدرات حماس وأدى إلى طرح العديد من التساؤلات حول قدرات حزب الله. ومع إجلاء المدنيين الإسرائيليين من الحدود الشمالية، تغيرت المعادلة في الشمال. ومع ذلك، تبقى الأسئلة حول الأنفاق قائمة، وما هي نوعية الأنفاق التي يملكها حزب الله، وكيف تشكل تهديدا”.