مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم السبت 23/12/2023
الطوفان الأقصى في مستهل فصل الشتاء في لبنان تكشفت عنه تداعيات سلبية وغرق عدد من السيارات المدنية في عدد من الطرق والأوتستردات الساحلية بالسيول ومحاصرة الذين كانوا في السيارات الغارقة.
الرئيس ميقاتي تفقد أعمال فتح الطرق موجها التحية الى الدفاع المدني والاطفاء، والمعنيون بقطاعات مسؤولة و ذات صلة بالأمراستنفروا ميدانيا وإداريا في محاولات قصوى للإحاطة بتداعيات العاصفة الشتوية منذ عصرالجمعة وحتى عصر هذا اليوم السبت، وسجال غير مباشر بين الأشغال والطاقة.
العدوان الاسرائيلي ما بعد طوفان الأقصى مستمر في يومه الثمانين: بتوحش مضطرد في غزة وبتمادى سافر في الجنوب الحدودي اللبناني، والمقاومة ترد بدقة وسداد.
معربا عن أقصى التعاطف مع أهل الجنوب وقطاع غزة البطريرك الراعي في رسالة الميلاد المجيد: المسؤولون يرتكبون جرما بحق الرئاسة والمؤسسات والشعببظل رهن انتخاب الرئيس لشخص أو مشروع أو هدف مستور.
إقليميا ايران تنذر الولايات المتحدة بإقفال البحار في حال استمر العدوان على غزة.
البلد بين طوفانين: نار طوفان الأقصى وسيول طوفان نهر بيروت. وكما بدت السلطة غير قادرة على مواكبة تطورات طوفان الاقصى، فانها بدت عاجزة عن مواجهة طوفان المياه، ولاسيما في بيروت ومختلف المناطق. العجز العملي لم يمنع المسؤولين، على تعدد مستوياتهم، من رمي المسؤولية على بعضهم بعضا. وزير الاشغال يضع المسؤولية على وزارة الطاقة وبلدية بيروت، فيما وزير الطاقة يتنصل ويرد. لكن بمعزل عن هوية المسؤول لا شك في ان ما حصل كارثة بكل معنى الكلمة، ويدل الى اي حد بلغ الاستهتار و”الاستلشاق” بحياة المواطنين. فالتقصير الرسمي واضح، وفساد المسؤولين الذين تعاقبوا على الوزارت المعنية منذ عشرات السنوات فاقع. كما ان الهدر ليس بحاجة الى من يدل عليه. يكفي ان نذكر كيف ان اكثر من ثلاثين مليار دولار صرفت على البنى التحتية للطرقات بلا جدوى. فاين ذهبت هذه الاموال؟ طبعا هي اغرقت المسؤولين واتباعهم وازلامهم بالعملة الخضراء، فيما اغرقت اللبنانيين بالسيول.
مع بداية عطلة الأعياد تنكفئ الملفات الداخلية اللبنانية في إجازة طويلة يتعلق خلالها اللبنانيون بأهداب الأمل والرجاء للخروج من نفق همومهم الطويل مع حلول العام الجديد. إجازة الأعياد يرجح ألا تنسحب على الأوضاع الميدانية عند الحدود الجنوبية في ظل الاعتداءات الاسرائيلية. هناك لم تحل العاصفة المطرية دون قيام قوات الاحتلال بجولات من القصف الجوي والمدفعي كان أخطره في منطقة الخردلي حيث كان يـمكن ان تقع مجزرة ضحيتها عدد من الصحافيين عندما سقطت صواريخ وقذائف على مقربة منهم ولكن العناية الإلهية انقذتهم.
في المقابل واصلت المقاومة إشغال العدو على الجبهة اللبنانية – الفلسطينية وشل الحياة في المستوطنات. هذا الواقع عكسه ضباط وجنود صهاينة عند الحدود مع لبنان بقولهم لوسائل إعلام عبرية: نشعر كأننا بط في ميدان رماية. اما رئيس مجلس مستوطنات الجليل الأعلى فقال: نحن في حرب منذ السابع من تشرين الأول والمقاومة في لبنان هي صاحبة اليد العليا.
في قطاع غزة أيضا لا تزال يد فصائل المقاومة هي العليا رغم استخدام العدو قوته النارية والإجرامية القصوى وهو لذلك بدأ يمهد – كما يبدو – للنزول عن الشجرة تحت شعارات ومسميات مختلفة من قبيل الاستعداد للمرحلة الثالثة. هذه المرحلة تقضي بتقليص عديد القوات والإنسحاب من مناطق التوغل وتسريح الاحتياط وهي إجراءات بمثابة الإسم الحركي لإنهاء العملية البرية في قطاع غزة خلال اسابيع بحسب ما افادت وسائل إعلام عبرية. هذه الخطوة عندما تتحقق ستكون إحدى ثمار صمود المقاومة الفلسطينية وضرباتها المؤلمة لقوات الاحتلال الغازية. ففي مقابل إخفاق جيش العدو في تحقيق النتائج الميدانية التي يرغب فيها تقارعه المقاومة في غير محور وتبدو غير مستعجلة رغم الجراح العميقة التي تصيب أهل القطاع ولذلك تـبدي استعدادها لحرب طويلة ولا تتنازل عن مطلب وقف اطلاق النار الشامل قبل أي عملية سياسية او تبادل للأسرى والمحتجزين.
وارتباطا بالعدوان على غزة يستمر كيان الاحتلال هدفا لضرب مصالحه التجارية في البحر. وفي هذا الاطار تعرضت سفينة تجارية مرتبطة بإسرائيل لهجوم بطائرة مسيرة في المحيط الهندي ما ألحق بها أضرارا.
دولة التمديد غارقة في شبر ماء.
ليس فقط دولة التمديد الملتبس في الجلسة الاخيرة، بل دولة التمديد للأزمة اللبنانية بكل مندرجاتها بلا اي استثناء:
دولة التمديد لفشل الوزارات والادارات المعنية عاما بعد عام في القيام بأقل الواجب، لتحل الكارثة على وقع تبادل الاتهامات والتذرع بنقص الامكانات والموارد.
دولة التمديد للحكومات الساقطة في تجارب خرق الدستور وضرب الميثاق، والمتمادية في ارتكاباتها الى حد التخطيط لتجاوز وزير الدفاع في تعيين اعضاء المجلس العسكري ورئيس الاركان، كما المح احد النواب اليوم.
دولة التمديد للتشريع غير الضروري في ظل الفراغ الرئاسي وقوانين غب الطلب، التي تشرعها العشوائية، ليدفع ثمنها الناس.
دولة التمديد للفراغ الرئاسي ولتحلل آلية الحكم ولعدم تطبيق الطائف بتجاهل اهم ما ادخله من اصلاحات سياسية، كاللامركزية الادارية الموسعة التي كانت كفيلة بتفادي فيضانات الساعات الاخيرة.
اما فيضانات النكد السياسي، فوحدها تتفوق على فيضانات الطرق، وتسد كل المنافذ السياسية وتنصب الحواجز امام الحلول، وتنصر التمديد تلو التمديد.
قد لا يصح جلد الذات وتنغيص فرحة الناس بالأعياد، ولكن ما حصل في الساعات الماضية لا يمكن السكوت عنه. اليوم نهر بيروت، بالأمس نهر الغدير، وقبله نفق المطار، وبين كل هؤلاء الاوتوستراد بين الضبيه ونفق نهر الكلب. تتعدد الطوفانات والنتيجة واحدة: نكون في السياحة فنصبح في السباحة. هذا ما حصل مع المواطنين في الطريق المحاذية لنهر بيروت وعلى أوتوستراد الضبية وغيرها: إذا كان السبب التغير المناخي ، فلماذا لم يحتط من يجب ان يحتاطوا لهذا التغير؟ إذا كانت مخالفات البناء والنفايات؟ فلماذا لم يقم من يجب أن يقوم بدوره؟ فقط نطالب المعنيين برفع تقارير لتحديد المسؤوليات؟ ما هذه النكتة السمجة؟ ألم تعرفوا إلى اليوم من هم المسؤولون؟
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تفقد أعمال المعالجة، الرئيس ميقاتي نفسه قام بالجولة ذاتها منذ ربع قرن حين كان وزيرا للأشغال. بذاكرته المعروفة، ألم يتذكر أن ما شاهده منذ خمسة وعشرين عاما شاهده اليوم؟ آنذاك كنا خارجين من الحرب وفي عز الإعمار وانجاز البنى التحتية، مضى ربع قرن وما زلنا مكاننا، لا بل إن الأمور من سيئ إلى أسوأ، ما العمل؟ الناس ينتظرون معاقبة من يجب أن يعاقبوا، وفي الانتظار، كل منا يجب أن يضيئ شمعة بدل أن يلعن الظلام. أنسوا الدولة، إنها غير موجودة، يا أهل بيروت وكل لبنان، بادروا إلى المعالجة علكم يوما تصبحون بدل المسؤولين الحاليين الذي لا يتذكر منهم الناس سوى الاهمال.
هزمنا والوقت كفيل بانتزاع الاعتراف.. هذا ما يخلص اليه الصهاينة اعلاما ومحللين، وقادة مخضرمين شربوا مر الهزيمة من قبل في غزة ولبنان.. وكل هروب الى الامام سيكلفهم المزيد ان في وحول غزة او على طول جبهة لبنان، حيث الرعب يلاحق الجنود والمستوطنين وما تبقى من هيبة للاسرائيليين..
في حصيلة يوم غزة الجديد عمليات نوعية للمقاومة وقنص للجنود وتدمير للآليات، وهو ما وثقته عدسات الكاميرات، فيما همجية القصف والعدوان على الفلسطينيين طالت مجددا اسرى صهاينة لدى المقاومة، فاعلن المتحدث باسم كتائب القسام القائد ابو عبيدة فقدان التواصل مع مجموعة لديها خمسة من الاسرى الصهاينة، مرجحا موت الاسرى بقصف اسرائيلي ..
اما ترجيحات الجنوب اللبناني فتشي بان صواريخ بركان هزت الصهاينة من جديد عسكرا ومستوطنين من موقع جل العلام الى كل معالمهم العسكرية، فالضريبة التي يدفعونها لن يستطيعوا الاستمرار بتحملها، ومستوطنة المنارة التي تدمرت نصف الوحدات السكنية فيها – نموذجا – بحسب شهادات المستوطنين ..
وفي شهادات الجنوبيين ما يؤكد الصمود وعلو العزيمة، والوقوف على ركام المنازل بثقة تناطح السحاب، تؤكد الثبات حد النصر الذي لا بد آت.. وعلى حد الكاميرا التي تنقل حقيقة الهزيمة يذبح الكذب الصهيوني كل يوم، فيصاب بعدساتها كما يصاب بصواريخ المقاومين. ولن يكون له ما يريد عبر استهداف الصحفيين بالقتل حينا والترهيب احيانا، وجديد اجرامه اليوم ما تعرض له فريق المنار عند منطقة الخردلي ونجاة الزميلين علي شعيب وخضر مركيز الذي اصيب بجروح طفيفة..
اما الجراح البليغة التي تصيب المحتل واسياده لن يشفيها كل اجرامه ضد البشر والحجر، فهي ممتدة من وحول الميدان الى اعالي البحار التي اشتعلت مجددا بمسيرة استهدفت سفينة تعمل لمصلحة الصهاينة قبالة الشواطئ الهندية في بحر العرب.
وكل استهداف لمصالح هؤلاء مطلوب، كما ان كل مساعدة للمقاومة الفلسطينية واجب بحسب الامام السيد علي الخامنئي، الذي أكد أن بسالة المقاومة وصبر اهلها وصمودهم انتصار على الاميركي والعدو الصهيوني الذي لا بد أنه زائل يوما ما.
وفي يوم شهادة القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس اطلالة مع جزيل الكلام لقائد المقاومة وسيدها سماحة السيد حسن نصر الله عند السادسة من مساء الثالث من كانون الثاني المقبل ..
هو طوفان أقصى الدولة عن مجاريها و حجر عليها في الكرنتينا وببنية مهترئة كحال المسؤولين فاض نهر بيروت عن منسوب الإهمال بعد سنين عجاف حولته إلى ممشى وموقف للسيارات أمواجه جرفت المواطنين بسياراتهم وأرزاقهم وحملت معها الأتربة وكل النفايات المتراكمة إلى مصب سدت مجاري تصريفه بفعل فاعل وبتقنيات مجرور الرملة البيضاء وأمام الطوفان الذي ضرب كل لبنان لم يتحرك حس المسؤولية عند مسؤولين كانوا يحيون ليلة الجمعة كل على مزاجه ولم تصل إلى مسامعهم لا صرخات الاستغاثة ولا تلقى أحد منهم إشارات النجدة التي بثها وزير الأشغال علي حمية من تحت الماء قبل أن يتوجه صعودا لجرف الثلوج المتراكمة تحركت ورش حمية فيما وليد فياض وزير الطاقة والمياه المعني الأول بشؤون الأنهار ومجاري التصريف “غطس” بالنوم وعلى ضفاف الكارثة من نفق المطار إلى أوتوستراد ضبيه مرورا بالكرنتينا ومصب نهر بيروت انطلقت حرب الاتهامات بسلاح الصلاحيات وكل من موقعه رمى حجرا في الأرخبيل اللبناني ورجم الآخر بتهم من عيار التقاعس فاستنفرت لجنة الأشغال النيابية بعد وقوع الكارثة وقررت استدعاء حمية وفياض إلى جلسة مساءلة في مجلس النواب فيما ذهب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى المصب تفقد المصيبة ووجه التحية الى عناصر الدفاع المدني واطفائية بيروت وقال إن ما حصل سيكون محور ملاحقة إدارية وقضائية لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين. كان اللبنانيون ليصدقوا وعود المحاسبة بعد العاصفة لو ثبت على مدى عقود من الفساد إحالة متورط إلى القضاء وإجراء المقتضى لكن في ظل حكومة عاجزة عن تصريف المياه فكل الكلام عن المحاسبة لا سوق يصرف فيه ما دام ” التمريك” شغال وفيه فعل وزير الطاقة عدادات العام المقبل على وعود جبران باسيل العرقوبية بأن تكون السنة المقبلة سنة كهربائية ” وبدو يولعها” . والسلطة المختلفة على تصريف اعمال حكومية اصبحت اليوم تخاطب اللبنانيين من فوهة مجرور ، وحق المواطنيين بعد ان اغرقهم بالطوفان بالامس ان يسدوا على حكامهم كل الريغارات السياسية . لبنان غرق في شبر فيضان فيما حدوده الجنوبية على فوهة بركان والاعتداءات الإسرائيلية تتمدد وتتوسع لتتطال بيوت المدنيين وإذا كانت بيروت قد فاضت بنهرها فإن الاحتلال وسع بيكار القصف ليطال جسر الخردلي عند خاصرة نهر الليطاني والرابط بين محافظتي النبطية ومرجعيون ونقلا عن وول ستريت جورنال فإن الرئيس الأميركي جو بايدن أقنع بنيامين نتنياهو بعدم توجيه ضربة استباقية لـحزب الله محذرا من أنها ستؤدي لحرب إقليمية واسعة. لكن الجبهة الجنوبية موصولة بحبل الخلاص في غزة وعن الحرب عليها قالت صحيفة واشنطن بوست إن إسرائيل شنت في غزة واحدة من أكثر الحروب تدميرا في هذا القرن في حين نشرت صحيفة معاريف أن إسرائيل عالقة في حرب بلا أفق وأن نتنياهو ليس لديه خطة لأي شيء سوى إرضاء الائتلاف والعائلة. ونتنياهو المرفوع على الكف الأميركية في أكبر صرح دولي تمنع كل قرار لوقف إطلاق النار وقد أتت جلسة الأمس في مجلس الأمن لتثبت أن البيت الأبيض شريك فعلي في الحرب باستخدامه حق النقض بوجه أربع عشرة دولة نادت بإسكات آلة الموت واستقر الأمر على مساعدات إنسانية لن تصل إلى وجهتها وإلى ثمانين بالمئة من أطفال غزة يعانون من فقر غذائي حاد بحسب تقرير لليونسيف. وإذا كانت إسرائيل قد وضعت أهل القطاع هدفا لحرب الإبادة فإن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وإمكانياتها ثابتة في الميدان وبعد لعنة الشجاعية التي أصابت نخبة النخبة في لواء غولاني وأفقدته أربعين بالمئة من قوته ودفعته إلى الانسحاب من أرض المعركة فقد أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام فقدان الاتصال بمجموعة مسؤولة عن خمسة أسرى صهاينة سرعان ما تبين أنهم : كانوا لا يريدون أن يشيخوا لكن نتنياهو أراد لهم الموت.