كشف الرئيس فؤاد السينورة عن “عدم توقعه أن تتمكن الحكومة اللبنانية من أن تقدم أجوبة حقيقية تلامس ما يحتاج اليه لبنان ليجيب عن المواضيع التي جاءت بها المبادرة الكويتية العربية، ولا في إيجاد حلول صحيحة للقضايا والمسائل الشديدة الأهمية التي أثارتها هذه المذكرة، والتي ينبغي للبنان مبدئيا أن يتقيّد بها، ولا سيما لأنها وفعلياً تمثل ما يحتاج اليه من حلول لمعالجة جوهر المشكلات التي يعانيها”.
وفي حديث إلى قناة ” الحدث”، أضاف “هذه المذكرة تتطابق بالفعل مع المذكرة التي تقدم بها 5 من رؤساء الجمهورية ورؤساء الحكومة السابقين في نهاية كانون الأول الماضي حول تصورهم لأهمية العودة إلى المسارات التي تضمن استعادة لبنان لسيادته ولقراره الحر ولاستعادة دور الدولة في لبنان. وكذلك لعودة جميع الافرقاء السياسيين اللبنانيين إلى الدولة وبشروطها”، موضّحًا أنّ “هذا الأمر يبدو الآن متعذّرا على الحكومة اللبنانية أن تستطيع أن تلتزمه. ولا سيما ونحن نعلم ان دويلة “حزب الله” ومن ورائه إيران خطفتها.”
وكشف السنيورة عن أنّ “هذه السطوة والهيمنة والنفوذ الذي يتمتع به “حزب الله” في لبنان ظهر واضحا بعد اتفاق الدوحة في العام 2008 وبشكلٍ كبير، والذي تنكّر له بعد ذلك “حزب الله” وتفاقم بعدها عقب انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو الذي كان بينه وبين الحزب اتفاق عقد في العام 2006، والذي يضمن للجنرال عون في أن يصبح رئيسا للجمهورية، ويضمن ل”حزب الله” ان يفوز بالجائزة الكبرى: الجمهورية اللبنانية”، مضيفًا أنّه “كذلك، فإنّ هذا الأمر تفاقم بعدها نتيجة إقرار قانون الانتخاب الجديد، بما يتضمنه من تسعير للحالة الطائفية والمذهبية في لبنان، وهو الذي حقق لحزب الله وللأحزاب التي تدور في فلكه وفلك إيران والنظام السوري هيمنة على المجلس النيابي وعلى لبنان”.
وفي حديثه، أشار السنيورة إلى أنّ “هناك اختلالا كبيرا في التوازن الخارجي في السياسة الخارجية اللبنانية، فضلا عن أنّ هناك اختلالا كبيرا في توازن القوى في المنطقة العربية وفي الأوضاع الإقليمية والدولية. وهذا كله ما لا يسمح للحكومة بأن تقوم بأي عمل حقيقي من اجل معالجة القضايا الأساسية المطروحة في هذه المبادرة الكويتية العربية”، معتقدًا أنّ “هناك مسارا يجب اعتماده من أجل التقدم على مسار إيجاد الحلول الحقيقية، ويكون ذلك بالبدء بمعالجة الاختلالات الداخلية. من الواضح أنّ هناك تشرذما كبيرا في صفوف القوى السيادية في لبنان”.
ولفت إلى “أنّ اجراء الانتخابات النيابية، وعلى رغم كل إشكالاتها يمكن أن تشكّل مناسبة من أجل التوجه نحو توحيد صفوف هذه القوى السيادية حول قضية استعادة سلطة الدولة اللبنانية الحصرية ولقرارها الحر، وبالتالي العمل على تقديم الدعم اللازم إلى هذه القوى السيادية وعدم القيام باي عمل يؤدي إلى العبث بأي مدماك من هذه القوى السيادية، وهو ما يؤدي بالفعل إلى أن يبقي هذه القوى متشرذمة وغير فعّالة”.
وأكّد السنيورة أنّ “هذا هو المسار الذي يجب برأيي أن يعتمد. ولكن هذا الأمر يتطلب دعما عربيا حقيقيا لتلك القوى السيادية من أجل أن تتقدم على مسارات التصدي لهذا الأطباق الذي تمارسه دويلة “حزب الله” والأحزاب الموالية له على الدولة، وأن يكون هذا التصدي سلميا من أجل جمع جميع الاقرقاء السياديين من حول الدولة اللبنانية، والعمل على تعزيز التحالفات في ما بينها بما يخدم عملية استعادة التعافي الوطني والسياسي والاقتصادي والمعيشي للبنان”.
.