المتضامنون لـ”ZARA”: اعتذارك غير مقبول!

| رنا منصور |

 

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي، بالحملة الإعلانية التي تحمل اسم “The Jacket”، أو “السترة”، والتي أطلقتها العلامة التجارية ZARA، حيث تحولت إلى رأي عام، لما تضمنته من إيحاءات تخص جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في فلسطين.

نشرت العلامة الشهيرة ZARA، صوراً لعارضة أزياء أميركية، تدعى كريستين ماكمينامي، وهي تقف وسط الركام، محاوطةً بأشكالٍ تشبه جثث الإنسان، ملفوفة بغطاء أبيض كـ”كفن الموت”.

كما أن الجثث المحيطة بماكمينامي، يظهر عليها أثر الرماد والغبار، وكأنها حرفياً مسحوبة من تحت الأنقاض.

كما ظهر في خلفية إحدى الصور، مجسم لخريطة فلسطين المحفوظة جيداً ل\ى حاملي القضية.

ولأن القضية الفلسطينية، حاضرة في وجدان الشعوب العربية، ولأن الظلم الذي يعيشه الفلسطينيون اليوم في غزة، قد استطاع لفت أنظار كل “الإنسانيين” في العالم، انهالت الانتقادات العالمية على الحملة التي اعتبرها الجميع أنها مقصودة في التوقيت، وتستغل دماء الشهداء والأبرياء الذين سقطوا في غزة جراء القصف الإسرائيلي.

وبدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، يجمعون الصور ذات أوجه الشبه بين الحملة الإعلانية، وما يحصل في غزة، كصورة الأم التي تحتضن جثة ابنها الرضيع وغيرها.

وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور العارضة و بمنشورات ZARA، لتكسب العلامة التجارية “ترند” سلبي.
وانتشرت بعض الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، لمجموعة من الناشطين وهم يحملون دمى الأطفال وهي “مكفنة”، وتجولوا بها أمام وداخل متجر ZARA.

وشارك الشعب التونسي ايضاً في الاحتجاجات، أمام أحد فروع الشركة في العاصمة التونسية، ولطخوا واجهتها باللون الأحمر، احتجاجاً على منشور الشركة الذي اعتبره رواد العالم الافتراضي مسيئاً لشهداء غزة.

كما شارك معترضون من مختلف دول العالم، بمظاهرات واعتصامات أمام فروع الشركة في العديد من الدول، ومنها الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، مطالبين الشركة بالاعتذار.

كما وأطلقوا حملات واسعة النطاق لمقاطعة شركة ZARA للأزياء.

وبدأ الرواد بكشف كل “الفضائح” التي طالت الشركة سابقاً، ومنها سوء معاملة العمال، والتفريق بينهم بناء على جنسيتهم، والتمييز العرقي، وحرمانهم من حقوقهم وغيرها.

https://twitter.com/TheMuslim786/status/1735145989307248742

وبعد كل الهجوم الذي تعرضت له ZARA، ما كان عليها سوى التراجع عن قرارها، فأزالت جميع المنشورات التابعة للحملة الإعلانية، ونشرت على حسابها الرسمي تبريراً أشارت فيه إلى أنها قد صورت الحملة بتاريخ تموز 2023، وكان يفترض إطلاقها في أيلول الماضي، لكن ظروف معينة حالت دون ذلك، مما اضطرهم إلى تأجيل إطلاقها حتى الآن.
وقالت الشركة إنها تأسف لـ”سوء الفهم” الذي أثارته حملة إعلانية ظهرت فيها عارضون بأطراف مفقودة وتماثيل ملفوفة باللون الأبيض، مما أثار غضب نشطاء داعمين للفلسطينيين اعتبروا الحملة مستلهمة من قتلى غزة.
وأضافت: “لسوء الحظ، شعر بعض العملاء بالانزعاج من هذه الصور التي تمت إزالتها الآن، ورأوا فيها شيئا بعيدا عن المقصود عندما تم إنتاجها”.

تبرير سطحي، من شركة بهذا الحجم، ويفترض أن فريق التسويق التابع لهذه العلامة التجارية العالمية، انه يعي أهمية التوقيت في إطلاق العلامة التجارية، وقد استغل ما يحصل في غزة وروج لحملته طامعاً في كسب تفاعل كبير، وهذا ما حصل.

لكن المفاجأة غير المتوقعة، أن الحملة لم تقتصر على الفلسطينيين والعرب، بل شارك فيها أشخاص من مختلف الجنسيات، معترضين على مضمون ومحتوى الإعلان الذي اعتبره العديد منهم أنه “عنيف”، ويثير “الإشمئزاز”، متهمين القيمين على هذه العلامة التجارية بأنهم “مروجو حرب”، بحسب التعليقات التي أدرجت تحت منشورات الحملة.