|خاص الجريدة |
بعد أكثر من شهر ونصف على اعتداءات العدو الإسرائيلي المتكررة على القرى والبلدات الجنوبية، عند الحدود مع فلسطين المحتلة، والتي طاولت أيضاً القرى التي تعد بعيدة نسبياً عن الحدود، عم الهدوء الحذر مختلف البلدات الحدودية منذ ما بعد السابعة صباحا حيث سرت الهدنة على هذه المناطق.
لم تخلُ القرى من الأهالي، فرغم مغادرة بعض السكان لبيوتهم، إما بسبب تعرضها للقصف، أو بطلب من المرابطين في المقاومة والجيش اللبناني حفاظاً على حياتهم ولتسهيل الأعمال العسكرية، إلا أن هناك العديد من الأهالي الذين رفضوا مغادرة منازلهم وبقيوا فيها.
ومع بدء العمل بالهدنة في فلسطين وعند الحدود، بدء سكان هذه البلدات بالعودة إليها، إلا أن حركة العودة كانت متفاوتة ما بين بلدة وأخرى خصوصا تلك المتقدمة أكثر عند الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة، والتي شهدت حربا حقيقية خلفت اضرارا في الممتلكات والمزروعات، واستهدفت منازل المدنيين.
وكانت الحصة الأكبر من الاضرار من نصيب بلدات مروحين والضهيرة وعلما الشعب، التي أتت الحرائق فيها على معظم الثروة الحرجية، اضافة الى تضرر العديد من الطرقات والمنازل بشكل كامل.
وفي حديث لموقع “الجريدة”، أكد أحد سكان بلدة عيتا الشعب، إصراره على العودة إلى منزله، مشيراً إلى أنه ترك المنزل حتى لا يعطي العدو فرصة لقتل المزيد من اللبنانيين، وقال: “نحنا بدنا نعيش لنكفي المسيرة”.
بدورها، شددت فاطمة وهي من سكان بلدة كفركلا الحدودية، على أنها لم تغادر منزلها في البلدة منذ بدء الإعتداءات، وهي متشبثة بالبقاء، قائلة: ” إذا في حدا لازم يفل هني الإسرائيلية”.
وكان قد أصدر الجيش اللبناني، بياناً حذر فيه من مخلفات القصف المعادي ولا سيما الذخائر الفسفورية والذخائر غير المنفجرة، داعياً إلى عدم الاقتراب منها.
حركة العودة الفورية إلى القرى الجنوبية ليست مستغربة، فأهل الجنوب الذين ذاقوا مرارة الحرب لسنوات طويلة، وآخرها حرب تموز 2006، أثبتوا تمسكهم بأرضهم، بعودتهم يوم إعلان الانتصار، ونصبهم الخيم فوق البيوت المهدمة.
ومن يعلم جغرافية الجنوب وتاريخ صموده، يعرف جيداً أن معظم القرى الحدودية التي تحررت عام 2000، تعج اليوم باللبنانيين، وقد أصبحت “عامرة” ببيوت أهلها ومحلاتهم وأعمالهم وحرفهم، مؤكدين أن الصمود بمثابة مقاومة حقيقية بوجه غطرسة الإحتلال.














