أعلن البنتاغون، عقب عملية “طوفان الأقصى”، وصول قوات “دلتا” الأميركية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تختص هذه القوات بتنفيذ مهام معينة، وسبق أن نفذت عملية استهداف وقتل زعيمي تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن وتنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي.
لكن مجموعة من هذه القوة تم قتلها مع مجموعة من قوات خاصة للاحتلال الإسرائيلي، قبل أيام، عندما وقعت في كمين لمقاتلي حركة “حماس”، بعدما حاولت هذه القوة التسلّل إلى مشارف قطاع غزة.
في تقرير لموقع “ميليتري” العسكري، فإن “دلتا فورس”، تُعرف رسمياً، بأنها قوة العمليات الخاصة الأولى للقوات الخاصة، وهي إحدى وحدات المهام الخاصة الأميركية التي تركز بشكل أساسي على مهمة مكافحة “الإرهاب”، كما أنها وحدة انتقائية وسرية للغاية تعمل تحت قيادة العمليات الخاصة المشتركة.
وأكد موقع “ميليتري” أن قوة “دلتا” تعتبر قوة العمليات الخاصة الأكثر تدريباً في الجيش الأميركي، وهي موجهة خصيصاً للقتل أو القبض على أهداف ذات قيمة عالية أو تفكيك الخلايا المسلحة.
ويضيف الموقع، أن قوة “دلتا” مرنة للغاية، حيث يمكنها المشاركة في مهام العمل المباشر وعمليات إنقاذ الرهائن والمهام السرية التي تعمل مباشرة مع القوات المسلحة، مثل وكالة المخابرات المركزية، فضلا عن خدمات الحماية رفيعة المستوى لكبار القادة خلال زيارة البلدان التي تخوض حروبا.
وتخضع “دلتا” للسيطرة التشغيلية لقيادة العمليات الخاصة المشتركة رغم دعمها إداريا من قبل قيادة العمليات الخاصة بالجيش الأميركي.
وأوضح الموقع العسكري أن قوة “دلتا”، التي يقع مقرها الرئيسي في “فورت براغ” بولاية نورث كارولينا، تستقطب مرشحين من جميع وحدات الجيش، بما في ذلك خفر السواحل والحرس الوطني، ولكنها تختار أعضائها من الجيش عادة.
وشكلت الوحدة وفقا للموقع، عام 1977 على يد العقيد تشارلز بيكويث.
وتم تصنيف أنواع المهام التي شاركت فيها “دلتا” على مدى العقود القليلة الماضية بالسرية، لكن تم رفع السرية عن بعضها، وتمت الإشارة إليها علنًا في التقارير الإعلامية والكتب التي كتبها مشغلو “دلتا.”
واستعرض موقع “ميليتري” أبرز المهام التي نفذتها “دلتا” ورُفعت عنها السرية، موضحاً أن هذه القوات تولت عمليات إنقاذ عدد لا يحصى من الرهائن في جميع أنحاء العالم.
كما شاركت قوات دلتا في عمليات بالشرق الأوسط وتحديداً خلال حرب الخليج، إبان الغزو العراقي للكويت، والتدخل الأميركي في أفغانستان والعراق، حيث قامت بالعديد من العمليات السرية في هذه الحروب.
وأشار الموقع إلى أن “دلتا” شاركت أيضا عملية “مخلب النسر” التي حصلت خلال أزمة الرهائن الأميركيين الذين كانوا محتجزين في السفارة الأميركية بطهران في إيران عام 1980، حيث فشلت محاولة الإنقاذ.
وشاركت “دلتا” في معركة “تورا بورا” في جبال أفغانستان، وهو اشتباك مشترك ضخم كان هدفه قتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، أو القبض عليه، لكنها فشلت في ذلك. كما شاركت “دلتا” في عملية “الفجر الأحمر” بالعراق، عندما تم تحديد موقع الرئيس السابق صدام حسين واعتقاله.
وخلال عملية “درع العرعر” أثناء هجوم بنغازي عام 2012، ساعدت قوة “دلتا” في إخلاء السفارة الأميركية في طرابلس ـ ليبيا.
وكان للوحدة حضور لافت في المعارك ضد تنظيم “داعش”، خصوصاً أن لديها علاقات وثيقة بقوات البيشمركة، وبالأكراد في سوريا أيضاً.
كما نفذت “دلتا” عملية “كايلا مولر”، وهي الغارة في سوريا التي أسفرت عن مقتل زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي.
ونفذت “دلتا” عملية “السبب العادل”، وغزت خلالها بنما للقبض على الجنرال مانويل نورييغا وحماية حوالي 35 ألف أميركي يعيشون في بنما.
وذكرت مجلة “ذا ناشيونال إنترست” أن العدو الإسرائيلي يحتاج الوحدة بسبب خبرتها الطويلة في عمليات إنقاذ الأسرى، حيث ستقدم “دلتا” المشورة لوحدة استطلاع هيئة الأركان العامة “سايريت ماتكال”، وهذه هي وحدة المستوى الأول التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي والتي تحافظ على علاقة وثيقة جدا مع قوة دلتا.
وترى المجلة، “أن العدد الهائل من الأسرى الإسرائيليين في يد “حماس” يعني أن القوة “سايريت ماتكال” ستحتاج إلى المساعدة”.
وأشارت مجلة “ذا ناشيونال إنترست” إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، هو من قدامى المحاربين في وحدة “سايريت ماتكال”، وكذلك شقيقه يوناتان يوني نتانياهو الذي قاد وحدة العمليات الخاصة وقُتل خلال عملية إنقاذ الرهائن الشهيرة عنتيبي في عام 1976.
ونقلت المجلة عن مصادر مطلعة قولها، إن واشنطن وضعت قوات العمليات الخاصة الأميركية في حالة تأهب في دولة أوروبية مجاورة.
وأضافت، “أن المصادر وصفت هؤلاء الجنود بأنهم ‘منفذو الأبواب’، الذين يمكنهم القيام بجهود الإنقاذ بأنفسهم، إذا أمروا بذلك”.
وأكدت صحيفة “ذا ماسنجر” أن “الولايات المتحدة أرسلت خبراء في إنقاذ الرهائن لتقديم المشورة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن إطلاق سراح 220 أسيرا، بما في ذلك بعض الأميركيين، الذين أسرتهم حركة “حماس”.
وسبق أن أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن الولايات المتحدة لديها “أشخاص على الأرض” سيساعدون السلطات الإسرائيلية “بالاستخبارات والتخطيط” للعمليات المحتملة التي تنطوي على جهود إنقاذ الرهائن.
وأضاف أوستن، أن “البنتاغون لديه خلية اتصال في إسرائيل تعمل مع قوات العمليات الخاصة الإسرائيلية، حيث تستطيع الولايات المتحدة نشر موارد أخرى بسرعة في المنطقة”.