| مرسال الترس |
خمسٌ وخمسون دقيقة من اللقاء “راس براس”، بين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، كانت كافية لكسر الجليد الممتد بين الرجلين منذ سبع سنوات بالتمام والكمال، على الرغم من اللقاء العابر في إفطار دعاهما إليه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله.
وإذا كانت بعض الشكليات التي ظهرت للإعلاميين، الذين سارعوا إلى تغطية اللقاء، وهو الأمر الذي كانت تستبعده بنشعي منذ فترة ليست قريبة، قد طغت على مضمون اللقاء الثنائي الذي تحدث حول مضامينه باسيل بخفر كبير، حيث أصرّ على عدم الرد على أي سؤال، بعد مداخلته التي تطرقت الى الموضوع الاقليمي أكثر من موضوع الملف الرئاسي، على الرغم من أنه تحدث في عين التينة عن “مقاربة رئاسية” يوافق عليها معظم الأطراف. في حين كان فرنجية أكثر ليونة عندما رد على أسئلة الإعلاميين بعيداً عن الكاميرا، وبعد أن غادر باسيل دارته.
ولأن السؤال الذي كان يقضّ مضاجع الاعلاميين هو حول الملف الرئاسي، فقد أكد رئيس تيار “المردة” أنه لم يتم التطرق إليه مباشرة، من دون إغفال أنه ما زال مرشحاً.
ولكن، لدى إصرار بعض الزملاء على طرح علامات الاستفهام حول الملف قال فرنجية: لقد وعد باسيل بان “التيار الوطني الحر” سيدعم العهد في حال انتخبت أنا رئيساً للجمهورية.
أما في الشكل، فقد وصل باسيل إلى دارة فرنجية في بنشعي باللباس الرسمي متأخراً خمس دقائق فقط عن الموعد الذي كان محدداً عند الخامسة عصراً، فوجد فرنجية منتظراً عند مدخل المنزل بالجينز والجاكيت. وفي ختام التداول الثنائي توجه الرجلان إلى المنصة الإعلامية ليدلي كل منهما بدلوه من غير الدخول في معمعة الأسئلة التي قد لا تنتهي.
وفي حين لفت فرنجية إلى أن الجو كان إيجابياً بشكل عام، وأن التوافق بينه وبين ضيفه كان على تسع وتسعين بالمئة من المواضيع التي تم التطرق إليها، والتي سيشرحها باسيل في مؤتمر صحفي الخميس، ليلقي الضوء على ما حققته حركته في الأيام الثلاثة الماضية، كانت مصادر قريبة جداً من باسيل تؤكد لموقع “الجريدة” بأن الملف الرئاسي لم يكن جوهر الزيارة، لأن كل طرفٍ منهما ما يزال على قناعاته، مسلّمة بأن الزيارة فتحت على الأقل أبواب الحوار، ومهملة الجواب عن سؤال حول ما إذا كان في نية فرنجية زيارة الرئيس ميشال عون في المدى المنظور.
عددٌ من المراقبين الذين رأوا في الزيارة خطوة على طريق تحسين مقومات التواصل بين “التيار البرتقالي” و”حزب الله”، خصوصاً أنها جاءت بعد تواصل هاتفي بين باسيل والسيد حسن نصر الله على أمل اللقاء في وقت لاحق، إلاّ أنها سجّلت تراجعاً لباسيل الذي كان يصنّف فرنجية على أنه زعيم مناطقي فقط، فإذا به يدرجه بين الأقطاب الذين يجب أن يزورهم ويتشاور معهم عندما تحدق الملمات بالوطن.
وخارج السياق، لفت فرنجية إلى أنه لا يؤيد التمديد في قيادة الجيش، مستشهداً بما حصل في حاكمية مصرف لبنان وقيادة الأمن العام، وبأن الأمور فيهما سارت على ما يرام.