الأميركيون يسعون جهدهم لعدم توسيع الحرب!

قال مصدر سياسي مسؤول لصحيفة “الجمهورية” انه “على الرغم من الاجواء السائدة، سواء في غزة او على الحدود الجنوبية، فحتى الآن، لست ارى ان العملية البرية التي تحدثت عنها اسرائيل ضد قطاع غزة مُيسّرة، ولو انها كانت كذلك لما تأخرت لحظة. كما انني حتى الآن لست ارى تدحرجا خطيرا للوضع على الحدود، فبتقديري انّ الهواجس المانعة للتدهور ما زالت موجودة بقوة، اولها الخوف الذي يعتري جميع الاطراف من الحرب الواسعة، وثانيها الحسابات. فالاميركيون وكما هو واضح يشجعون اسرائيل في حربها الانتقامية ضد حماس، وفي الوقت ذاته يسعون جهدهم لعدم توسيع هذه الحرب، بدليل تحذيراتهم المتتالية لحزب الله من فتح الجبهة، وكذلك بمحاولة مغازلة ايران والقول بعدم وجود دليل على وقوفها خلف هجوم حماس، او خلف العمليات التي تشنّ ضد الاميركيين في العراق. فالاميركيون يعرفون مسبقاً وقبل غيرهم، أيّ نتائج ستؤدي اليها أيّ حرب تقع، وتؤذي جميع اطرافها من دون استثناء”.

اضافة الى ذلك، يضيف المصدر عينه، “فإنّ الدول الاوروبية ورغم تغطيتها لحرب اسرائيل على غزة، فهي قلقة جدا من الحرب بل لا تريدها، ذلك ان اوروبا قريبة من الشرق الاوسط، ودولها قد تكون الاكثر تأثراً بما قد ينتج عن هذه الحرب من سلبيات ومخاطر على مصالحها في المنطقة، وكذلك مما قد تحرّكه تلك الحرب من هجرة واسعة وكثيفة اليها، وهذه الهجرة قد تكون عاملا قويا في تسلل ما تعتبره الدول الاوروبية الارهاب اليها. اما ثالث هذه الهواجس، فهو ميزان الربح والخسارة لدى اطراف الحرب المفترضة، والاكلاف الصعبة التي سيدفعها مَن راهن على ربح هذه الحرب فخسرها، حيث سيتسحيل عليه في حال خسارة الحرب، حتى اعادة ترميم نفسه”.

وفي هذا الإطار، أبلغت مصادر ديبلوماسية غربية الى “الجمهورية” قولها: “إنّ الوضع على حدود لبنان الجنوبية لا يبعث على الاطمئنان، ونلاحظ تكثيفا للعمليات العسكرية من قبل “حزب الله”، ومن شأن هذا الامر أن يخلّ بالإستقرار ويخلق وضعا متفجرا، وهو ما نسعى الى تجنّبه، وقد أبلغنا القادة اللبنانيين بأن ليس من مصلحة لبنان ان ينزلق الى حرب، ولمسنا حرصاً لدى رئيس الحكومة اللبنانية في هذا الاتجاه، وأكد ان جهوداً تُبذل لاحتواء اي امر يتسبّب بمفاقمة التوتر. ولكن ما نراه مِن تعمّد حزب الله تكثيف الأعمال العسكرية يثير القلق البالغ لدينا”.