|محمد جابر|
غيب الموت الفنانة اللبنانية القديرة نجاح سلام عن عمر يناهز 92 عاماً، وهي من مواليد عام 1931، وعاشت سنواتها الأخيرة في مصر وهي حاملة للجنسية المصرية إضافة إلى اللبنانية، وبرحيلها يخسر الفن نجمة إستثنائية عاصرت أجيالا من الفنانين، وغنت لكبار الشعراء والملحنين، واشتهرت بغنائها في المناسبات الوطنية، فغنت لفلسطين وجنوب لبنان، ولقبت بـ “عاشقة مصر” لما قدمته لهذا البلد الذي أحبته وأحبها.
ولدت في بيروت. جدها الشيخ عبد الرحمن سلام مفتي لبنان، ووالدها الفنان والأديب محيي الدين سلام واحداً من أبرز الملحنين وعازفي العود في لبنان والوطن العربي. وأخوها الصحفي عبد الرحمن سلام.
تعلمت أصول الغناء من والدها الذي كان منزله أشبه ما يكون بمعهد فني.
عشقت الفن منذ نعومة أظافرها رغم معارضة والدها في البداية الذي وضعها في مدرسة داخلية لإبعادها عن أجواء الفن، وهي من منزل ملتزم دينيا، إلا أنه في نهاية المطاف بدأت مسيرتها الفنية والتي إستمرت لعشرات السنوات، وكان لوالدها الفضل فيما بعد وساعدها للتعرف على كبار النجوم.
بدايتها في الغناء كانت من خلال الحفلات المدرسية التي كانت تقام مع نهاية كل عام مدرسي، في العام 1948 صحبها والدها إلى القاهرة حيث عرّفها على كبار الفنانين مثل أم كلثوم والموسيقار فريد الأطرش وشقيقته المطربة أسمهان والشيخ زكريا أحمد وغيرهم، وفي العام 1949 سجلت لشركة بيضا فون أول أغانيها وهي «حول يا غنام»، وأغنية يا «جارحة قلبي»، وحينها احترفت الغناء.
وفي العام 1956م كان العدوان الثلاثي على القاهرة، فغنت أغانيها الوطنية مثل «يا أغلى اسم في الوجود» ثم قصيدة «أنا النيل مقبرة للغزاة» للشاعر محمود حسن إسماعيل، وفي فيلم «السعد وعد» اختلف المخرج مع البطل شكري سرحان فرشّح والد السيدة نجاح سلام المطرب اللبناني الراحل محمد سلمان للقيام بدور البطولة أمام ابنته، فتشاء الأقدار أن يكون هذا الفيلم سببا في زواجهما التي نتج عنه ابنتان جميلتان هما سمر وريم.، ثم غنت في الجزائر وتونس وذهبت إلى كان لعرض افلامها.
في العام 1974 اندلعت الحرب اللبنانية فسافرت إلى القاهرة وأقامت فيها حيث تم تكريمها بمنحها الجنسية المصرية وأطلق عليها لقب «عاشقة مصر» لما قدمته من أغنيات وطنية صادقة من عهد الرئيس جمال عبد الناصر إلى يومنا هذا، وعندما استلم الرئيس اللبناني إلياس الهراوي رئاسة الجمهورية اللبنانية، قام بزيارة القاهرة، وكانت الفنانة الكبيرة السيدة نجاح سلام أول المستقبلين له في مبنى السفارة اللبنانية في القاهرة، فبادرها بالقول أنها ثروة وطنية وفنانة عظيمة لا يجوز أن تظل خارج بلادها، فعادت إلى لبنان وقدمت أعمالا وطنية كبيرة مثل «لبنان درة الشرق» كلمات الشاعر صالح الدسوقي وألحان الفنان أمجد العطافي، وقد كرمها الرئيس الهراوي في قصر الرئاسة ومنحها وسام الإستحقاق برتبة فارس.
إشتهرت بأغنية “ميل يا غزيل” التي أنشدها فيما بعد عدة فنانين، إضافة إلى “برهوم حكيني” وغنت غشرات الأغنيات، كما كان لها مشاركات سينمائية من خلال عدة أفلام.
وعام 1949 سجلت أول أغانيها وهي “حول يا غنام”، وأغنية “يا جارحة قلبي”، وبعدها انطلقت فى مسيرتها الفنية وغنت في مصر و حلب، ودمشق، وبغداد، ورام الله.
وحصلت على جائزة الأوسكار من جمعية تكريم عمالقة الفن العربي في الولايات المتحدة عام 1995.
من أهم أفلامها السينمائية “على مهلك” عام 1952، “دستة مناديل” عام 1954، “السعد وعد” عام 1955، “في قلبها نار” عام 1960، “عنتر يغزو الصحراء”، عام 1960، “مرحبا أيها الحب” عام 1962، “يا سلام على الحب” عام 1962، “لبنان في الليل” 1962.