الجريدة ـ لبنان
وسط التناقضات الداخلية الشديدة التعقيد يواصل الموفد الرئاسي الفرنسي الشخصي جان ايف لودريان لليوم الثالث لقاءاته دون اي اشارة الى احداث خرق في جدار الازمة الرئاسية باستثناء الدعم المطلق لدعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار المجلسي وسيعرض لودريان خلاصة محادثاته مع الافرقاء السياسيين في لقاء ثان مع رئيس المجلس النيابي قبل مغادرته غدا ليتابع مهمته موفد قطري منتدب من (اللجنة الخماسية) من المرتقب ان يصل الى لبنان في العشرين من الحالي علما ان اللجنة الخماسية ستلتئم في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية الثلاثاء المقبل على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
لودريان الذي زار بكركي والتقى البطريرك الماروني قبل الظهر كانت له محطة بارزة في اليرزة من خلال اللقاء الجامع في دارة السفير السعودي وليد بخاري في حضور مفتي الجمهورية واثنين وعشرين نائبا سنيا
وفي المعلومات ان السفير بخاري وضع الحاضرين في أجواء المملكة عامة وموقفها المرتبط بالإستحقاق الرئاسي والواقع السياسي في لبنان مشددا على زخم حركة اللجنة الخماسية باتجاه لبنان..
وفي هذا الاطار لفت اليوم اللقاء الذي جمع بخاري الى نظيره القطري في لبنان حيث كان تأكيد على ضرورة انجاز الملف الرئاسي اللبناني ليعود لبنان بلدا فاعلا في محيطه العربي والاقليمي..
كما برز في بنشعي اللقاء الذي جمع بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد..
امنيا وبعد استخدام صواريخ نوعية \وارتفاع عدد القتلى والجرحى ودمار هائل في مخيم عين الحلوة نجحت المساعي التي بذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث تم التوصل الى وقف لاطلاق النار بدءا من السادسة مساءا بحسب ما اعلن مكتبه الاعلامي في مخيم عين الحلوة في وقت تفقد قائد الجيش العماد جوزيف عون صباح اليوم لواء المشاة الأول في مدينة صيدا.
بقيت عين عين التينة على أحداث عين الحلوة إلى أن نجحت المساعي التي بذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري طوال اليوم لوقف الإشتباكات والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في المخيم.
الأوضاع في عين الحلوة بكل تفاصيلها كانت حضرت في لقاءين عقدهما الرئيس نبيه بري مع وفدين من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد وحماس برئاسة موسى أبو مرزوق ووصف أبو مرزوق عمليات اطلاق النار في المخيم بأنها عمليات مشبوهة لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية وتعهد ببذل قصارى الجهد لتسليم المطلوبين وأكد الرهان على الرئيس بري لوقف ما وصفها بالمهزلة.
من جانبه أكد عزام الأحمد ضرورة الالتزام بوقف النار قائلا إننا مستعدون للتهدئة فورا ولاحظ ان الإعلام بدأ يتحدث عن انخراط دول عربية وأجنبية في المؤامرة على المخيم الذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني.
وقد استرعت الانتباه اليوم أيضا الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جوزف عون لمدينة صيدا حيث اطلع على الأوضاع في المناطق المحاذية لمخيم عين الحلوة واستمع في قيادة لواء المشاة الأول إلى المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات بالمخيم.
في الحراك السياسي واصل جان إيف لودريان مهمته لليوم الثالث فالتقى اليوم البطريرك الماروني في بكركي ونوابا في قصر الصنوبر قبل مشاركته في الاجتماع المنعقد بين نحو عشرين من النواب السنة والسفير السعودي في دارته باليرزة وهو جدد التأكيد امام من التقاهم ان مبادرة الرئيس بري تلتقي مع المبادرة الفرنسية.
قبل الاجتماع استقبل السفير السعودي وليد بخاري نظيره القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني وشددا على ضرورة إنجاز الملف الرئاسي ليعود لبنان بلدا فاعلا في محيطه العربي والاقليمي.
أبعد من لبنان كشف مسؤول في حركة أنصار الله اليمنية عن وساطة عمانية سيقوم بموجبها وفد من الحركة بزيارة السعودية برفقة وفد عماني وعلى متن طائرة عمانية للبحث في الملفات الإنسانية وعلى رأسها صرف مرتبات الموظفين اليمنيين وفتح المطارات والموانئ والإفراج عن الأسرى والمعتقلين وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار وصولا إلى الحل السياسي الشامل .
زيارة جان ايف لودريان انتهت مبدئيا ، وإن كانت مستمرة عمليا الى الغد ، عبر زيارة وداعية يقوم بها الموفد الرئاسي الفرنسي الى الرئيس نبيه بري.
خلاصات ثلاث يمكن استنتاجها من الزيارة الثالثة للودريان الى بيروت . الاولى ان الحوار الذي دعا اليه سقط ، فهو يغادر بيروت من دون انعقاد اي حوار بين الاطراف اللبنانييين . وهو ادرك ذلك بوضوح ، لذلك اقترح في عدد من اللقاءات التي عقدها استبدال كلمة حوار بكلمة نقاش ، بعدما لاحظ ان قوى المعارضة لا تثق بأي حوار مع الطرف الاخر ، انطلاقا من تجاربها السابقة معه.
الخلاصة الثانية ان المرشحين (2) المعلنين الى الرئاسة سليمان فرنجية وجهاد ازعور تراجعت حظوظهما كثيرا بعدما طرح لودريان شخصيا ضرورة الذهاب الى مرشح ثالث يشكل نقطة التقاء بين اللبنانيين ، ويوحي الثقة للمجتمعين2 العربي والدولي.
الخلاصة الثالثة ان لودريان سيسلم الراية الى الموفد القطري الذي سيتولى المفاوضات بين الاطراف اللبنانيين ، تمهيدا لاجراء نقاش بينهم يؤدي الى عقد جلسة مفتوحة لمجلس النواب هدفها انتخاب رئيس للجمهورية.
هل تعني الخلاصات المذكورة ، ان انتخاب رئيس للجمهورية بات قريبا ؟ الأكيد ان الحراك الاقليمي والدولي جدي ، وان ثمة قرارا اتخذ بضرورة اخراج لبنان من مرحلة الشغورالقاتل . لكن لا شيء يؤكد ان الامور ستصل الى خواتيمها السعيدة . وعليه ، فان حظوظ النجاح والفشل متساوية ، وان كانت الكفة راجحة لانتخاب رئيس قبل انتهاء السنة الجارية .
وآخر دليل على الاهتمام الدولي بلبنان ما ذكرته مراسلة ال “أم تي في” في فرنسا نقلا عن مسؤول في قصر الاليزيه من ان الوضع في لبنان سيكون على جدول اعمال اللقاء الذي سيجمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالبابا فرنسيس في مرسيليا في 22 و23 الجاري . في الاثناء ، لفتت الزيارة التي قام بها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى بنشعي .
اهمية الزيارة انها تأتي بعد اللقاء الذي جمع رعد بقائد الجيش العماد جوزف عون ، كما تأتي بعد تأكيدات لودريان في زيارته الاخيرة انه لا يمكن الاستمرار بترشيح سليمان فرنجية لأن الهدف الوصول الى رئيس توافقي . فهل الزيارة لتطمين فرنجية بأن الحزب باق على تأييده له ، او لافهامه ان الامور أخذت منحى آخر واتجاها مختلفا؟
عين على عين الحلوة وثانية على عين التينة حيث تصاعد الدخان الابيض لاطفاء الدخان الاسود الذي احرق المخيم واهله وقطع اوصال صيدا ومحيطها..
دخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ بعد اجتماع الرئيس نبيه بري للمرة الثانية بحركة فتح وممثليها وحركة حماس وقيادييها في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وتعهد المعنيون بتثبيت التهدئة وتسليم المتورطين لكي لا يورط المخيم واهله بما هو اقسى من ذلك.. ولذلك فان التهدئة المنشودة قيد الاختبار والنتيجة على عهدة الوقت
في المواقيت السياسية حط الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بكركي للقاء البطريرك بشارة الراعي فعاجلته السفيرة الاميركية دوروثي شيا لتكون الزائر الثاني بعده، اما ابعاد لقاء السفير السعودي مع النواب السنة بحضور الموفد الفرنسي ومفتي الجمهورية فقد أكد السفير وليد البخاري ان اولى دلالاته وحدة الاجندة الفرنسية والسعودية
وعلى اجندة الحوار كتب البخاري تأييده له وان اسماه تشاورا منعا لتحسس البعض، حتى بات الحوار خيارا يطوق المكابرين، ولا ضير بتعديل التسميات لانزال البعض عن اعالي اشجارهم .
في المنحدرات الليبية التي ملأتها مياه البحر والسدود المتفجرة كارثة انسانية وتعداد لا ينتهي للضحايا والمفقودين وسط عجز رسمي عن التعامل مع الكارثة والمسارعة الى تقاذف الاتهامات.. اما زلزال مراكش المغربية فاعاد قذف الرعب في المنطقة مع الهزات الارتدادية التي زادت الازمة على اهل المناطق المنكوبة.
الحوار بمن حضر. هذا ما يبدو عليه توجه الرئيس نبيه بري بعد تلقي جرعة دعم من الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، الباحث عن انجاز ولو شكلي لبلاده في لبنان، بعد ثلاث سنوات من التعثر، اثر دخول الرئيس ايمانويل ماكرون بشكل مباشر على خط الازمة بعد انفجار المرفأ.
لكن الحوار بمن حضر، هل سيتضمن جدول اعمال محددا مرتبطا بالرئيس والعهد المقبل؟ ام انه سيكون على شاكلة سائر الجلسات الحوارية التقليدية التي شهدها تاريخ لبنان؟
والاهم من ذلك، هل سيكون هناك التزام بجلسة رئاسية مفتوحة ودورات متتالية كما ينص الدستور، للتوصل الى انتخاب رئيس؟ ومن سيكون هذا الرئيس؟
لكن، اذا كان الحوار الرئاسي بمن حضر، فوقف النار في عين الحلوة بكل من حضر.
فممثلو الفصائل حضروا الى مقر الامن العام، حيث أعلن عن اول اتفاق.
وعزام الاحمد حضر الى السراي، ليعلن نجيب ميقاتي حسم الموضوع.
واليوم، حضر موسى ابو مرزوق والمعنيون الآخرون الى عين التينة، ليعلن نبيه بري الانجاز الثالث.
فهل انتهت فعلا ازمة عين الحلوة؟ وعلى اي اساس؟ والاهم… الى متى؟
كما في لبنان، كذلك في ليبيا، ضحايا كثيرون كان يمكن تفادي سقوطهم لو لم تكن السلطات المعنية غارقة في الإهمال والفساد. أجهزة الإنذار في ليبيا كان بإمكانها، لو جرى تشغيلها، أن تنذر الليبيين في نطاق المناطق التي شهدت فيضانات، فكان بالإمكان إجلائهم وتفادي هذا العدد الهائل من الضحايا والمفقودين.
في لبنان، وفي عين الحلوة تحديدا شيء ما يشبه الإهمال، إنه الاستهتار بحياة المدنيين الفلسطينيين داخل المخيم وبحياة ابناء مدينة صيدا ومحيطها وهم الذين يعيشون تحت ضغط الرصاص الطائش والقذائف الطائشة، فيما الفلسطينيون يتقاتلون فوق رؤوس الجميع، متناسين أنهم ضيوف في دولة.
في الشأن السياسي والديبلوماسي، الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان في يومه ما قبل الأخير في لبنان.
نقديا، بدا واضحا أن عاصفة ستهب بين لبنان وصندوق النقد الدولي، بعدما تجمعت معطيات أن الصندوق بلغ حد اليأس من أداء المسؤولين اللبنانيين.
في زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، غدا يوم أخير وقد يختتمه بلقاء ثان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، واليوم ما قبل الأخير كانت له لقاءات عدة أبرزها في دارة السفير السعودي وليد البخاري حيث التقى النواب السنة.
عربيا، التطور البارز أن وفدا من جماعة الحوثيين يستعد للقيام بزيارة، وصفت بأنها نادرة، إلى السعودية، في خطوة تهدف لدفع عجلة الحل السياسي قدما، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية وسياسية.
وأفاد مسؤولون في الحكومة اليمنية ان الوفد العماني سيصل إلى صنعاء الليلة، وذلك بعد أيام على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى سلطنة عمان حيث يقيم مسؤولون حوثيون بينهم المتحدث الرسمي باسمهم محمد عبد السلام.
أزيلت الضبابية عن الصوت السني الرئاسي فسقط خيار سليمان فرنجية بتداول جوهره لقاءات باريس واعلانه منتدى اليرزة الذي ظللته عمامة المفتي وكللته ثنائية دريان ولودريان في دارة السفير السعودي وليد بخاري. وفي اجتماع اليوم انهى السنة انتظارهم الطويل لقرار المملكة فاستمعوا الى مقاربات فرنسية سعودية مشتركة تدفعهم الى الانتقال نحو اسم يكون على مسافة من جميع اللبنانيين وتبني مرشح يجمع ولا يفرق وقالت مصادر الجديد إن هذا الطرح ولد في مشاورات العاصمة الفرنسية وحسم للمرة الاولى اسم فرنجيه وأخرجه من دائرة الترشيحات وهذا ما سيلغي ايضا اسم جهاد ازعور للاعتبارات غير الجامعة نفسها.
ودفع منتدى اليرزة النواب نحو الحوار لكن بتخفيض تسميته الى تشاور او جلسات نقاش وذلك لما يسببه الحوار من حساسية مفرطة لدى بعض المعارضين وما قد يفتح هذا الحوار على نقاشات تمس جوهر الطائف الذي يحتاج اللبنانيون الى تطبيق بنوده وليس العبث بآليته اما إدارة هذا الحوار المنخفض فإن الموفد الفرنسي رشح أن يكون تحت سقف الرئيس نبيه بري قائلا لا أجد افضل منه لهذه المهمة فيما طرح النواب افتتاح جلسات متتالية تجري من خلالها النقاشات الحوارية حول الرئاسة وتحت سقف الدستور بهدف تجنب حالات التشنج السياسي ولم يخض النواب المجتمعون في اليرزة بأي من الاسماء الرئاسية لكن الراعيين السعودي والفرنسي اكدا على اهمية وصول رئيس قادر على ان يحكم اذا قال لودريان إن اي مرشح قد يصل بخمسة وستين صوتا لكن كيف سيحكم وينفذ الإصلاحات المطلوبة وسمع النواب السنة من رعاة اللقاء عبارة : اذهبوا وفتشوا عن مرشح يتخطى المحاور ونحن معكم .
وفي رده على اسئلة النواب نفى لودريان تخليه عن الملف اللبناني عندما يتسلم مهامه في مدينة العلا السعودية وقال انا مكلف من رئيس جمهورية فرنسا وسأتابع ملفكم اينما كنت لكن لا تجعلوني اتابعه الى الابد .
وعلى توقيت اليرزة كان زمن بنشعي التي استقبلت اليوم وفق معلومات الجديد النائب محمد رعد الخارج قبل ايام من اجتماع ضمه وقائد الجيش العماد جوزاف عون. ولم يعط طرفا المردة وحزب الله اية ابعاد لزيارة رعد الى دارة مرشح الثنائي سليمان فرنجية لكن الابعاد في قلب الشاعر فهل بدأ الحزب بالهبوط التدريجي عن مدرجات بنشعي ؟
من المبكر استشكاف موقف الثنائي في الحال لكن المؤشرات تدفع نحو قراءة تفتح على اسماء جديدة ولاسيما ان النائب قاسم هاشم السني الهوية الشيعي الهوى في اجتماع اليرزة قال نقلا عن بري: اذهبوا للحوار ونحن مستعدون لنقاش اسم او اثنين او ثلاثة والى جانب القراءات في الاستعداد لنقاش الخيار الاخر كانت المنطقة تنفتح على تمتين العلاقات السعودية الايرانية وعلى رسائل ودية من طهران الى الرياض ومعها تطور في الملف الحوثي اذ تصل من صنعاء الى المملكة بعثة
من جماعة الحوثيين للقيام بزيارة إلى السعودية في خطوة تهدف لدفع عجلة الحل السياسي قدما في اليمن فهل فتح خط الحرير الرئاسي من اليمن وصنعاء والرياض ليمر عبر سكة بيروت؟
هذه الممرات الآمنة رئاسية ستلغي ترشيح الاسماء القتالية وضمنا رئيس تيار المردة لتطلق الخطة باء .. فهل يعلن حزب الله معادلته الجديدة ما بعد بعد سليمان فرنجية.
