هل الخارج مستعجل لحل أزمات لبنان؟

| مرسال الترس |

 

في روزنامة الموفدين إلى لبنان هذا الأسبوع، موفد قطري غير واضح المعالم، سبقه إلى بيروت مجموعة من الموفدين السريين الذين أمعنوا تمحيصاً في أزمة الاستحقاق الرئاسي، إضافة إلى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي أجرى سلسلة مستحدثة من الحوارات الجانبية، ينتظر نتائجها رئيس مجلس النواب نبيه بري ليبني على الشيء في حواره الموعود، الذي قد يفضي بعد سبعة أيام إلى فتح أبواب ساحة النجمة أمام سلسلة متواصلة من الجلسات الانتخابية، التي يُفترض أن تفتح الباب أمام رئيس الجمهورية الرابع عشر في قصر بعبدا.

على هامش ذلك، رسم الأفرقاء في لبنان أكثر من علامة استفهام حول إلغاء اللقاء، الذي كان مقرراً بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الهند، على هامش قمة العشرين، مع إعطاء باريس تبريرات مبهمة. في حين ستكون الأزمة الرئاسية في لبنان في صلب محادثات اللجنة الخماسية في نيويورك، إلاّ إذا جرى إلغاء الاجتماع لأسباب مبهمة أيضاً.

في غضون ذلك، ينتظر السياسيون والمسؤولون في لبنان كـ”خيال صحراء”، لا يعنيهم ما يجري على أرض لبنان، ويتطلعون إلى حصيلة ما يتم بحثه في الخارج، وكأنه هو المعني بالبحث والتمحيص للتفتيش عن حلول للأزمات اللبنانية.

يُقال إنه في آلية تنفيذ “الديمقراطية التوافقية” المعتمدة في بعض الأنظمة حول العالم، هناك، وفق العلم السياسي، ثلاثة أنواع من المسؤولين يتحكمون بهذا الطراز من الحكم، ويعكسون في أدائهم التالي:

* عندما تدير الحكم نخبة “منزّهة”، ليس لديها هموم بالصفقات أو تعمل لهدر المال العام، تنجح، ومعها تكون الصيغة قدوة، وقد خَبِر اللبنانيون نماذج منهم في بعض العهود السابقة!

* “الوسطيون”، الذين يتوسطون الساحات السياسية من دون طعم أو لون أو رائحة، ولا يبادرون لطرح الأفكار المنتجة، فيلجأ لهم المفسدون لكي يساعدوهم كي يكونوا في الواجهة من أجل حماية أنفسهم!

* “غير المؤهلين”، الذين ليست لديهم أية أهلية لتولي سلطة بسيطة، فكيف بحكم دولة وشعب، ويوجد منهم العديد في دول العالم الثالث وبعض الدول النامية أو حتى الأكثر نمواً.

إزاء هذه النماذج التي يمكن أن تستأثر بالسلطة، بات اللبنانيون على قناعة راسخة أنهم بعيدون جداً عن النموذج الأول، ومتورطون حتى العظم بنماذج لا تستطيع اتخاذ قرار وطني حاسم، ولا هَمّ لها سوى التفتيش عن مصالح آنية ضيقة جداً، أوصلت البلاد إلى أبعد من جهنم. ولا يبدو أن ذلك الخارج المهتم بأمورنا مستعجل لإيجاد تلك القدوة، لأن مصالحه تتطلب غير مؤهلين!