من أبرز الأخطاء التي يقع بها كثير من الآباء والأمهات هو عدم التفكير بوضع حدود لأطفالهم فيما يخص اللعب، والأكل، والدراسة، وما إلى ذلك من نشاطات تخص حياتهم اليومية.
خير دليل على ذلك هو أن الطفل يجد راحته في اللعب على سبيل المثال، ويظل يتنقل بين نشاط إلى آخر ومن مكان إلى آخر على مرأى ومسمع من ذويه، وما أن يطلب منه والده أو والدته أن يكف عما يفعل، فإنه يستجيب فعلًا، لكن تلك الاستجابة لا تكون نتيجة حدود فرضت عليه، بل بطلب من ذويه، وهناك فارق شاسع بين الحدود التي تُفرَض عليه وبين الطلبات التي تُوجّه له.
ولهذا، يحذر الخبراء من تبعات تلك الطريقة، التي اعتبروها خاطئة في التعامل مع الطفل، لأن الأصح هو فرض حدود على الطفل، وليس السماح له بفعل ما يشاء ثم مطالبته بالتوقف، وهناك فارق كبير بين الأمرين، وهو ما يجب الانتباه إليه.
النبرة
وعلقت على ذلك بيكي كينيدي، عالمة النفس ومؤلفة كتاب “طيب من الداخل: دليلك لأن تصبح الأب الذي تريد أن تكونه”، بقولها: “يمكن تفسير ذلك بأن الكلمات التي يتلفظها الأبوان – حتى لو كانت بنبرة حازمة –لا تعبر في واقع الأمر عن حدود تم فرضها، وإنما مجرد طلبات”.
وأضافت بيكي في منشور شاركته مؤخراً عبر حسابها في إنستغرام: “يأتيني الكثير من الآباء والأمهات ويقولون: (أطفالنا لا يسمعون الكلام) لكني أسمع بعدها ما يصفونها بالحدود، فهم يقولون لأطفالهم (نحن لا نتحدث مع الناس بهذا الأسلوب) أو (انهض من على الأريكة)، “تلك الجمل ما هي إلا طلبات”، توضح دكتورة بيكي، “أما الحدود فهي أن تخبري طفلك بما عليه فعله دون مناقشة”.
وأشار الخبراء إلى أن فكرة فرض الحدود ترتبط بضرورة أن يوضّح الأبوان التصرف الذي سيتخذانه حال عدم انصياع الطفل لهما، لا التعامل بسلبية ومطالبة الطفل بالإنصات.
وعاودت هنا بيكي لتؤكد أن فرض الحدود بكلمات وعبارات حاسمة يجنب الأبوين المواقف التي لا يصغي فيها الطفل إلى حديثهما، ويوفر عليهما أيضا المواجهات عديمة الجدوى.