الأوساط تترقب زيارة لودريان.. ومصالحة الجبل حديث الساعة!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 8 أيلول 2023 

 

الجبل بخير إذا لبنان بخير.
مشهدية في الجبل اتت تثبيتا للمصالحة التي عقدت في العام 2001 بين البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط, وذلك من خلال زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليوم الى مناطق الشوف.

الراعي انطلق من شانيه من دارة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى مرورا بالباروك وبيت الدين وبعقلين والمختارة لتنتهي الجولة هذا المساء بعشاء تكريمي  على شرف الراعي في قصر المير أمين.

ووسط ترحيب واسع من الاهالي والفعاليات شدد الراعي  على ان الحياد الايجابي من صميم لبنان وهويته.. معتبرا ان لبنان أصبح غريبا عن ذاته ولا يمكن أن يستمر في هذه الحالة.

اما شيخ العقل فرأى أن الحوار هو  سبيل وليس غاية سائلا: لماذا لا ندعو إليه ونشارك به لإحداث خرق في جدار التعطيل سعيا إلى جمال التسوية النافعة المجدية؟! فالرئيس المنتظر لا يجوز أن يبقى مختطفا ومفقودا بينما الناس في حالة بؤس..
المحطة الابرز في الزيارة كانت مكتبة بعقلين الوطنية التي كانت سجنا خلال حروب الجبل وحولها وليد جنبلاط الى معلم ثقافي رفيع.

ومن قصر المختارة مستضيفا الراعي وابي المنى وحشد من الشخصيات على مأدبة غداء اكد رئيس الحزب التقدي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ان المصالحة  في الجبل تكرست على الرغم من بعض اصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور وفي ادبياتنا الشهداء كلهم شهداء الوطن دون تمييز. وسأل جنبلاط بدوره هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكستين وهل يمكن تسهيل انتخاب الرئيس يا سيد عبد اللهيان؟

رئاسيا تتحضر الاوساط السياسية للاطلاع  على ما يحمله الموفد الرئاسي الشخصي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الاثنين في جولة ثالثة تمهد لخريطة اللقاء الخماسي..
اما في الداخل اليوم تجددت الاشتباكات  في مخيم عين الحلوة على وقع مساع مكثفة لاحتوائها بعد سقوط  قرابة الاربعين جريحا.

 

بانتظار عودة لودريان المتوقعة مطلع الاسبوع المقبل بقيت تتصدر المشهد الداخلي دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار ببند وحيد: رئيس الجمهورية على ان يتم بعد ذلك الذهاب مباشرة الى جلسة انتخاب متواصلة دورة تلو الاخرى حتى انتخاب الرئيس العتيد وتصاعد الدخان الابيض.

دعوة الحوار مازالت تتنامى يوما تلو الآخر وهي حضرت اليوم في المواقف خلال زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى الجبل حيث توجه الوزير السابق وليد جنبلاط للراعي مثمنا تأييده للحوار رغم العقبات المتعددة

وفيما أكد البطريرك الراعي خلال جولته أن لبنان يجب ان يكون ارض الحوار والتلاقي شدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى ان الحوار سبيل وليس غاية وسأل: لماذا لا ندعو إليه ونشارك به لإحداث خرق في جدار التعطيل سعيا إلى جمال التسوية النافعة المجدية؟!

في شأن متصل بالدعوة للحوار علق المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل على الكلام الصادر خلال حفل عشاء بالأمس بالقول:بين زجل العم والصهر… وجولات الأنس تتبدل المواقف بين عشاء واخر وليس غريبا على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد ان يبدل ترحيبه بمبادرة الرئيس بري الحوارية وينتقل الى نغمة الشروط والاولويات وإثقال المهمة بنقاش عبثي ليس الا لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته.

 

منذ اثنين وعشرين عاما تماما كانت مصالحة الجبل. ففي صيف عام 2001 قام البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير بزيارة تاريخية الى منطقة الشوف، كرست المصالحة المسيحية – الدرزية وأرست اسسها.

اليوم، وبعد عقدين وسنتين، ها هو خليفة البطريرك صفير على كرسي انطاكيا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يقوم بجولة في الجبل، هدفها تثبيت المصالحة وتجديد الرغبة في عيش مشترك بعيدا من الاحقاد ومن لغة الحروب. في الزيارتين محطة بارزة :قصر المختارة ولقاء بالنائب السابق وليد جنبلاط.

واللافت ان الاخير استغل الزيارة ووجود البطريرك الماروني في القصر التاريخي ليوجه رسائل الى الخارج قبل الداخل، اذ سأل باسلوبه المعهود: ” هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكستين؟  وهل يمكن تسهيل انتخاب رئيس يا سيد عبد اللهيان؟”

طبعا الاجابة عن السؤالين لن يتولاها لا هوكستين ولا عبد اللهيان، وان كانت المعلومات المتوافرة تؤكد ان القنوات الاميركية – الايرانية والقنوات السعودية – الايرانية  مفتوحة، وأنها يمكن ان تنتج رئيسا من الان الى ما قبل نهاية السنة الجارية. ومع ارتفاع الحماوة الرئاسية، فان الوسط السياسي ينتظر وصول الموفد الرئاسي الفرنسي مطلع الاسبوع المقبل.

وحتى الان فان خريطة الطريق التي سيلتزمها جان ايف لودريان لا تزال غير واضحة. فهل سيواصل مسعاه لاجراء حوار بين الاطراف اللبنانيين، ام انه سيغير خطته المعروفة وينتقل الى تنفيذ خطة اخرى؟

الاجابة النهائية رهن الايام المقبلة، علما ان الحراك الفرنسي لن يكون وحيدا، بل سيتبعه حراك قطري يصب بشكل أو بآخر في خانة دعم وصول العماد جوزف عون الى قصر بعبدا.

لكن قطر ليست وحيدة في التوجه المذكور، بل تشاركها فيه معظم دول مجموعة الدول الخمس. فهل تسير فرنسا في الركب الخماسي، ام ستبقى تغرد خارج السرب؟

في الاثناء، الحماوة العسكرية عادت الى مخيم عين الحلوة، اذ اندلعت جولة عنف جديدة على خلفية عدم تسليم الضالعين في اغتيال القيادي في حركة فتح العميد ابو اشرف العرموشي. ولم يقتصر العنف على المخيم بل امتد الى صيدا، اذ طاول الرصاص  بعض احيائها. فهل مسموح ان يبقى السلاح الفلسطيني متفلتا، وان يبقى اللبنانيون تحت رحمته؟

 

الموساد الصهيوني يفقد احد اهم شروط عمله وهو الكتمان والسرية، فالازمة المستفحلة فرضت على رئيسه رفع الصوت من خطر وصول الانقسامات السياسية الى عمق مقرات واقسام هذا الجهاز المعني بالتجسس وتنفيذ مهام خارجية لضمان أمن الاحتلال منذ العام 1949.

وصول زلزال الاهتراء الداخلي الى الموساد يعني سقوطا مدويا على المستويات الامنية كافة، وهي المصابة اصلا بفعل نمو المقاومة في الضفة المحتلة، فضلا عن الخلافات الداخلية المحيطة بهذا الجهاز، وسلاح الجو وتمرد عناصره بعض دليل .

في الاجواء اللبنانية،عناصر توتير ارتفعت مع اصوات الرصاص في مخيم عين الحلوة وسقوط الهدنة ، فيما لم تسجل الاتصالات اي خرق مركزي لوقف الاقتتال المتجدد بين حركة فتح وجماعة جند الشام ، ولا شك بان المستفيد الاكبر من ذلك هو العدو الصهيوني وجهاز موساده.

سياسيا كل حراك الاجهزة السياسية لم ينتج حلولا بعد، وبانتظار جان ايف لودريان القادم الاسبوع المقبل، فان الاقبال على دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية في ازدياد، وزاد من زخمها ما صدحت به منابر الجبل اليوم خلال زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى منطقة الشوف ولقاء شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى وعدد من مشايخها وفعالياتها والنائب السابق وليد جنبلاط، حيث اجمعت الكلمات على ضرورة الحوار املا بتحقيق اختراق بجدار الازمة الرئاسية.

في الازمة الاقتصادية نقاش الموازنة يربك اهلها، فيما مفاعيل موجات النزوح السوري المستجد تفاقم التحديات، فيما لا يزال البعض واقفا على خاطر الاميركي، يسوف التواصل المفروض مع الحكومة السورية.

اما المواقف الروسية من ازمة النزوح فاوكلتها موسكو الى سفارتها في بيروت التي اعتبرت في بيان ان لبنان يدفع اثمان العواقب الوخيمة للسياسات الاستعمارية الجديدة التي ينتهجها الغرب في المنطقة عبر الهجرة غير الشرعية الى اراضيه في إشارة الى النزوح السوري الجديد.

 

اللبنانيون اليوم، عين على زيارة جان ايف لودريان، وعيون على حوار نبيه بري.

العين على زيارة الموفد الفرنسي من الاوساط الشعبية، التي ترصد هل يحمل جديدا مفاجئا، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، في ضوء اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند، وفي وقت رشحت معلومات عن تواصل فرنسي-سعودي قائم في باريس في الوقت الراهن حول الملف اللبناني.

اما العيون على حوار رئيس مجلس النواب، فمن القوى السياسية، التي تترقب مصير الدعوة التي أطلقت في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، بعدما وصفها جبران باسيل امس بالتقليدية، التي تحاول ان تخض ما تم التوصل اليه مع الفرنسيين، ومحذرا من تحالف طيونة جديد يطيح الفرصة والرئاسة، واثر الرد العنيف الذي صدر عن المعاون السياسي لبري، متهما رئيس التيار الوطني الحر بمحاولة تعطيل الحوار.

فعين الثنائي، تترقب تحقيق مزيد من الخروق في صفوف المعترضين على الحوار، لصالح المصطفين خلف دعوة بري.

وعين وليد جنبلاط، المراقب من بعيد، كما وصف نفسه خلال استقباله للبطريرك الماروني في المختارة اليوم، فتترقب مواقف واشنطن وطهران، مع ترحيبه بحوار ساحة النجمة.

وعين القوات والكتائب، فتترقب المجهول، في ضوء السياسة الرفضية المتبعة، من دون تقديم اي بديل مقنع او ممكن.

اما عين التيار الوطني الحر، فتترقب حلولا جذرية، وصندوقا ائتمانيا وطنيا، ولامركزية ادارية موسعة، ومشاريع انمائية شاملة لكل لبنان، انطلاقا من نموذج مدينة البترون.

 

لا شك ان شهر ايلول سيكون شهر الحراك الرئاسي، حتى لو ان نتائج هذا الحراك لم تتضح بعد.

اولى البوادر، اجتماع يعقد في باريس الاثنين,بحسب معلومات للLBCI يضم جان ايف لودريان المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص بالملف اللبناني نزار العلولا المستشار في الديوان الملكي السعودي والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري.

مع انتهاء اللقاء، يتوجه لودريان محملا بالرسائل السعودية الى لبنان وابرزها ان لا مشكلة للرياض مع الحوار على ان يبدأ محادثاته الثلاثاء وقد وجهت الدعوات للمشاركة بها في قصر الصنوبر.

الحوار الذي يديره لودريان سيشارك به الجميع حتى المعارضة بحسب مصادرها التي اكدت للLBCI انها ابلغت الفرنسيين عبر النائب ميشال معوض اصرارها على العلاقة مع باريس ومشاركتها شرط ان يكون الحوار ثنائيا فقط اي يضمها الى لودريان وفريقه مع اصرارها على خطين اسمتهما احمرين:

– رفضها لاي رئيس يكون جزءا من مشروع الممانعة مع قبولها بتسوية عمادها رئيس وسطي
– ورفضها لمأسسة الحوار وجعله بديلا عن مؤسسات الدولة.

وتزامنا مع محادثات قصر الصنوبر، يبدأ الموفد القطري محادثات اخرى، يتخللها لقاء مع البطريرك الراعي منتضف الاسبوع، علما ان البطريرك الراعي يغادر لبنان الى استراليا في الرابع عشر من الشهر الحالي.

هذا فيما يخص الحوار بدعوة فرنسية، اما الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري والذي يستتبع بجلسات مفتوحة في المجلس لانتخاب رئيس، فيلفه الغموض حتى الساعة، لا سيما مع الشروط التي وضعها امس النائب جبران باسيل.

فهل الرئيس بري الذي يحتسب اصوات الحضور، فعلا متفائل بتلبية النواب لدعوته، لا سيما مع انطلاقه من ان دعوته لم تقتصر على الحوار فقط، انما على عقد جلسات انتخابية مفتوحة تليه لا يطير فيها النصاب وصولا الى انتخاب رئيس…

وماذا لو لم يعقد الحوار، هل يدعو لجلسات انتخاب، او لكل حادث حديث؟

حواران مفصليان سيطغيان اذا على حراك أيلول، فإما ينجحان في التمهيد لانتخاب رئيس وهو مستبعد وإما يثبتان ان لا حل محليا للازمة الرئاسية، فتنطلق ربما بعدها مرحلة خارجية تأتي للبنان برئيس وفق معادلة دولية يقول البعض إنها لم تنضج بعد.

معادلة ذكر بها المراقب من بعيد وليد جنبلاط، في ذكرى المصالحة اليوم، مهاجما بقساوة، ومن دون تسمية، كلا من رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس التيار الوطني الحر فيما وقف البطريرك الراعي يقول حقيقة صعبة: المصالحة لا زالت في بداياتها ولتحقيقها لا بد من المصارحة.

 

جبل هادىء استدعى مصالحة.اما القيادات المتصارعة على جنس الرئيس فتشحن اسلحتها لجولة جديدة من القتال على ابواب وصول طلائع الانقاذ الفرنسية. فمصالحة الجبل اثنان, نفذها بطريرك الموارنة اليوم وعلى مسافة عقدين من مصالحة الكاردينال صفير التاريخية والنائب السابق وليد جنبلاط.

ومنذ اثنين وعشرين عاما وبشهادة الكنيسة فإننا نقف أمام ذواتنا ونخاف ان نشخص مشكلتنا, وهذا كما قال الراعي السبب الاساسي لتفاقم ازماتنا بحيث ان مرضنا بات كالسرطان يفتك بنا رويدا ليأكل الجسم وهذا التشخيص لم يعالجه وليد جنبلاط بالأبر المسكنة بل اختار المصارحة في يوم المصالحة ووجه في كلمته السهام الى النظريات الغبية وضمنا اولئك الذين ينادون بالفراغ ولا يسهلون الانتخابات الرئاسية, وتحدث جنبلاط عن نسخة أخرى من النظريات حول ما يسمى مواصفات الرئيس وكأن المطلوب ان يتعلم مجلس النواب دروسا في النحت والخياطة ,وقال ان الدول عندما تريد حل الامور ستحلها.

والرسائل السياسية الأبعد مدى طالت كلا من ايران واميركا على حد سواء, اذ قال جنبلاط : يأتينا وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان  بالتزامن مع زيارة رجل الترسيم اموس هوكستين وكلاهما صرح بتأييدهما انجاز الانتخابات الرئاسية, ممتاز كيف ؟ فهل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكستين وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيد عبد اللهيان ؟

وفي عنوان مصالحة الجبل اليوم انها صادقت على الحوار من رأس الكنيسة الى المدعوين, لتنطلق الاسبوع المقبل مراسم هذا الحوار بعد جولة لودريان مسبوقة بلقاء ماكرون بن سلمان يوم غد السبت على هامش قمة العشرين. ولكن المناوشات السياسية تجري عمليات قنص من المسافات البعيدة لاسيما على محاور الجبل معراب ,وميرنا الشالوحي عين التينة والتي ردت على ما أسمته “جولات زجل العم والصهر”.

ورصاص القنص الرئاسي لم يخضع لوقف اطلاق النار وكان اقرب الى الوضع في عين الحلوة التي اشتدت نارها وتفلتت محاورها بين فتح والمجموعات الارهابية المسلحة.

وعلى كل هذه المحاور سياسيا وامنيا فإن الساحات مرهونة بدفع الخارج بعد ان رسب اللبنانيون في تجارب الداخل. ووسط هذا الرسوب, نجاح جامعي عن مسيرة تربوبية سلكها رئيس مجلس ادارة الجديد تحسين الخياط وقد منحته جامعة المدينة في طرابلس شهادة دكتوراه فخرية, رمز تقدير لسنواته التي قضاها بين كتب ومناهج تربوبية وموسوعات علمية, اضافة الى دعمه للجامعة منذ ان تأسست على زمن الرئيس الراحل عمر كرامي. وحفز الخياط الطلاب الانقلاب على الواقع قائلا : ليبقى شعاركم دائما “كلن يعني كلن” ..سيروا به ولا تخافوا. فحناجركم قادت ثورة ومدينتكم طرابلس كانت عروسا للثورة وبعضكم تخرج قبل اربع سنوات من شوارع غاضبة ضد الفساد ونال شهادة رفض الواقع الأليم.