الجريدة ـ لبنان
يعد تذوق الشوكولاته من التجارب المميزة التي تثير حاسة التذوق لدينا، إذ تأخذنا في رحلة ثرية نتحسس فيها المرارة الخفيفة للكاكاو الطبيعي مع حلاوة السكر المضاف، ما يعزز شعور الاستمتاع.
لكن الشيء المثير للاستغراب في واقع الأمر هو أن الشوكولاته قد تثير الأنف لدى البعض أحيانا، لدرجة أنها قد تجعلهم يعطسون، وهو ما نلقي عليه الضوء باستفاضة أكبر في السطور التالية.
وعلّق على ذلك باحثون بقولهم إن عطس الشوكولاته يشبه ما يثير العطس لدى البعض إذا رأوا ضوءا ساطعا أو إذا تذوقوا نكهات أخرى قوية، وقد يندهش كثيرون لدى معرفتهم أن بعضهم قد يعطس عند التواجد قرب شخص يحبونه، وهو ما سبق أن أكده باحثون لموقع ذا أتلانتيك.
ورغم أن ذلك قد يُطلق عليه “نشوة الوجه”، فإن هذا المصطلح العلمي لتلك التفاعلات الحسية هو منعكس للعطس الضوئي، وصرح باحثون لموقع الدايلي ميل بهذا الخصوص أن تلك الأنواع من العطس لا تعني الإصابة بحساسية من الشوكولاته أو الأضواء الساطعة (خاصة في حالة عدم المعاناة من أعراض حساسية أخرى).
وبدلا من ذلك، قد يحدث العطس الناتج عن الشوكولاته حين تعتقد الأعصاب ثلاثية التوائم الموجودة في العين، الأنف والفك أن هناك شيئا يحك بأنفك، وبعدها يرسل الدماغ إشارة للعطس من أجل التخلص من شعور الحكة الحاصل.
أسباب حدوث ردود أفعال العطس الضوئية
يُحتَمَل أن تكون ردود أفعال العطس الضوئية ناتجة عن بعض التداخل بين الأعصاب ثلاثية التوائم والأعصاب الأخرى الموجودة في الدماغ عند رؤية الضوء الساطع.
فيما لم تتضح الرؤية إلى حد ما بشأن الأسباب التي تقف وراء حدوث العطس كرد فعل تجاه الطعام، لكن يحتمل أن يكون لمركب الثيوبرومين، الذي يوجد في الشوكولاته ويحفز الجهاز العصبي، دور في تحفيز العصب المبهم، إذ قد يحفز ذلك أيضا العصب ثلاثي التوائم لحدوث العطس.
واتضح أن مركبات الفلافونويدات الموجودة في الشوكولاته قد تؤدي أيضا لإنتاج أكسيد النيتريك، الذي يفتح الأوعية الدموية الصغيرة بالأنف، وهو ما يترتب عليه بالتبعية حدوث العطس.
لمَ يعطس البعض بعد تلك المحفزات دون غيرهم؟
يرجع السبب وراء ذلك إلى أن العصب ثلاثي التوائم وتلك الأعصاب الأخرى تكون متقاربة قليلا لدى البعض، وفقا لجيناتهم. وقد تبين وفق ما توصل إليه باحثون في مجموعة من الدراسات أن منعكسات العطس الضوئية “وراثية” وقد تحدث لدى ما يصل إلى 30 % من الأشخاص.
