ما هي وضعية النوم الأفضل لتجنب حرقة المعدة؟

لعلَّ أكثر ما يؤرقنا وقت النوم هو الإصابة بحرقة المعدة أو ما تعرف بـ “الحموضة”، ذلك الإحساس الصعب الذي ينغّص علينا راحتنا ويزيد من تعبنا خاصة أنه يقترن بعديد الأعراض المزعجة.

وحرقة المعدة من الأعراض التي ترتبط بشدة بالإرتجاع المعدي المريئي، أيْ رجوع حمض المعدة إلى المريء، تلك العملية التي تعرف باسم ارتداد الحمض، وهو ما قد يؤدي إلى الشعور بألم في الصدر، وصعوبة في البلع، وإحساس بالحرقان في منطقة الصدر وغير ذلك.

والمشكلة أن أعراض الارتجاع المعدي المريئي قد تتفاقم خلال ساعات الليل لتشمل أيضًا التهاب بالأحبال الصوتية، أو الربو، أو السعال المزمن.

ووارد أيضًا أن يُفاجَأ الأشخاص الذين يعانون من هذا الارتجاع ليلًا، بالاستيقاظ من نومهم بسبب السعال، أو الإختناق أو مذاق الحمض في الفم.

تجربة وِسادة السرير المائلة

كشفت بحوث سابقة أن من أبرز الأسباب التي تُسرِّع ظهور أعراض الارتجاع المعدي المريئي أثناء النوم، هو تباطؤ وتيرة البلع بشكل كبير.

ومعروف أن البلع هو إحدى الطرق التي يطرد بها الجسم الإرتجاع القادم من المريء. لكن ما يحدث هو أن تلك العملية تتعرض للتعطل وقت النوم، ويمكن لوضعية النوم التي نتخذها في غضون ذلك أن تتسبب في تفاقم الأمر، لذا لو كنت تعانين من تلك المشكلة، فالأحرى بك أن تغيري وضعية النوم لتخففي من هذا الشعور المزعج.

ويعد رفع جذع الجسم إحدى وضعيات النوم المميزة التي تساعد في التخلص من حرقة المعدة التي تداهمك أثناء الليل، وبدلًا من استخدام وسادة قديمة لتحقيق تلك الغاية، ينصح الباحثون بتجربة وسادة مائلة من أيّ من الشركات الطبية المتخصصة، إذ إنها تشبه المنحدر المائل، ويمكنك وضعها بالأسفل لتدعمي الجذع، الرأس والكتفين وبالتالي تخففين الضغط على العضلة العاصرة المريئية السفلية، وهو ما يؤدي بالتبعية إلى الحد من حرقة المعدة المزعجة أثناء النوم.

جدوى النوم على أحد الجانبين

إذا لم تتوافر لديك تلك الوسادة المائلة، فلك أن تعرفي أن هناك بعض وضيعات النوم التي يمكنك اعتمادها كونها أفضل من غيرها، وأنها ستحقق لك النتيجة المرجوة بشكل مميز في الأخير.

اتضح من دراسة أجريت العام الماضي على 57 فردًا يعانون من مشكلة حرقة المعدة وتم تتبع حالتهم من خلال نومهم على الظهر، والجانب الأيمن والجانب الأيسر أن النوم على الجانب الأيسر هو أفضل تلك الوضعيات كونه يفيد في تخليص المريء من الحمض خلال 35 ثانية فقط (عكس النوم على الظهر خلال 76 ثانية والنوم على الجانب الأيمن خلال 90 ثانية)، وهو ما يعني أن النوم على الجانب الأيسر قد يكون الأفضل لتخفيف أعراض الإرتجاع المعدي المريئي.