حزب الله تيار وطني الحزب جبران باسيل حسن فضل الله

مَنْ يُقنع مَنْ: باسيل أم “حزب الله”؟

| مرسال الترس |

كثيرة ومتنوعة هي التحليلات والاستنتاجات في تقدير النتائج التي سيصل إليها الحوار المستعاد بين مسؤولين في “حزب الله” ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، والذي “شبط ولبط” إلى أن عادت “رائحة صيف الحوار إليه”، فقَبِل على مضض استئنافه مع القيادات في الحزب، وليس مع أمينه العام الذي تردّد أنه وضع شروطاً قاسية منذ آخر لقاء بينهما، وبعد أن تمادى قاطن الربوة واللقلوق في توزيع الاتهامات العلنية يمنة ويسرى، حتى أن بعضها طال “الوعد الصادق” مباشرة!

الواضح أن الطرفين متمسكان جداً بمواقفهما، ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: من سيكون الأقدر على إقناع الآخر بما بات لديه من ثوابت؟

أوساط سياسية ترتبط بما يسمى بـ “المعارضة” تسعى إلى التأكيد، أو ربما هذه رغبتها، أن الحوار بين الحليفين اللذين تظللا كنيسة مار مخايل في العام 2006، لن يفضي إلى أية نتيجة عملية، من دون أن تفسّر الأسباب الموجبة لهذا الاستبعاد. في حين ما زالت أوساط على صلة بالطرفين تحاول إقناع المستمعين والمشاهدين أن كل التوقعات واردة.

وتعتقد أوساط متابعة أن “التيار الحر”، وبرغم كل المشاهد، ما زال متقاطعاً مع “المعارضة” على أكثر من نقطة في مسألة الملف الرئاسي، بينما هو متفاهم مع “حزب الله” على ملفات أخرى!

ولكّن باسيل متّهم بأنه، ومنذ توليه رئاسة التيار في العام 2016 والتصاقه بعمه العماد ميشال عون في بعبدا منذ العام 2016 ودخوله إلى ساحة النجمة في العام 2018، لم يترك صاحباً له، قد استحدث خلافات مع معظم الأفرقاء في لبنان ومن كل الطوائف (حزب القوات اللبنانية وتيار المردة، تيار المستقبل، حركة أمل ولاحقاً حزب الله، الحزب التقدمي الاشتراكي والحبل عالجرار…)، وبالتالي لم يستطع إقناع أي من هذه الأفرقاء أن التعاطي معه قابل للأخذ والرد، ولم ولن يخطر ببال أحد أنه يمكن أن يكون يوماً مرشحاً مقبولاً لرئاسة الجمهورية مثلاً، كما يطمح أن يكون. وبات جلياً أن كل الأسماء التي طرحها هو للترشيح كانت للحرق ليس إلاّ، ولذلك يُقال إنه فتح خطوطاً مع العاصمة القطرية لمساعدته على إزالة العقوبات عنه، تمهيداً لوصوله إلى بعبدا، حتى أن عمه الرئيس عون نُقِل عنه القول أنه لا يرى سواه رئيساً للجمهورية.

في المقابل بات واضحاً أن “حزب الله” استطاع، في أحلك الظروف، هضم أعتى المشاكل التي رُفِعت بوجهه على الساحة الداخلية، والتي أتت من مختلف الطوائف، وحتى داخل الطائفة الشيعية التي هو أحد ركنيها، وبالتالي فلن تصعب عليه مسألة استيعاب باسيل بأعصاب باردة وبطول أنات، وهو المقتنع “بأن  النصر صبر ساعة”.

من هذا المنطلق تعمل حارة حريك، مع شبه ثقة كاملة بإمكان إقناع باسيل برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية رئيساً، إما اليوم أو غداً أو ما بعد بعد غد!

error: Content is protected !!