الجريدة ـ لبنان
ربما تعرف أغلب النساء أن بروز سرة البطن من الأمور الطبيعية التي تحدث في الغالب للكثيرات خلال فترة الحمل، وعلى هذا الأساس يتعاملن مع المسألة على أنها شيء عادي تمامًا.
وهناك أطباء ينصحون بضرورة أن تتابع المرأة الحامل مختلف التطورات التي تطرأ على جسدها مع مرور أشهر الحمل، ومن ضمن هذه التغيرات بروز سرة البطن مع مضي الوقت، رغم أن الكثيرات لا يكترثن بذلك، كونه شيئًا عاديًّا ومتكرر الحدوث.
ومعروف أن سرة البطن تتصل بالحبل السري، ذلك العضو الذي يربط الأم بجنينها بدءًا من الأسبوع الرابع من الحمل.
ومن ضمن الأوعية الدموية الثلاثة الموجودة بالحبل السري، يوجد واحد مهمته نقل المغذيات من الأم للجنين، وينقل الاثنان الآخران فضلات الجنين للأم لتتخلص منها.
وبينما يكون لإزالة الحبل السري بعد الولادة أثرها على منطقة السرة، فإن ما يحدث هو أن السرة قد تبرز للخارج لدى المرأة في منتصف الحمل، مع توسع رحمها لاستيعاب جنينها أثناء نموه.
هل بروز السرة أثناء الحمل شيء طبيعي؟
تدرك أغلب الحوامل أن بروز سرة البطن أثناء أشهر الحمل هو شيء طبيعي تمامًا، وأوضح الباحثون أن السرة تبرز للخارج في معظم الحالات خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، أو قرب الأسبوع الـ 26 من الحمل، ويعد ذلك علامة دالة على نمو الجنين وتطوره داخل الرحم.
إذ يحدث ذلك مع ضغط الرحم المتوسع على المعدة وتمدد الجلد، ومع هذا، فإن هناك بعض النساء قد يلاحظن أن سرتهن كما هي ولم تبرز للخارج، هو ما علق عليه الباحثون بقولهم إن ذلك شيء طبيعي أيضًا، وإنه لا يوجد ما يدعو للقلق أو الخوف على صحة الجنين نتيجة لذلك.
بروز سرة البطن قد يكون علامة تنبيهية لذلك الخطر
بالرغم من أن بروز السرة خلال الحمل يعد شيئًا طبيعيًّا، كما أوضحنا من قبل، لكن هناك بعض الحالات النادرة التي قد يكون فيها بروز البطن علامة دالة على خطر الإصابة بمشكلة “الفتق السري”.
فالطبيعي بعد إزالة الحبل السري عقب إتمام عملية الولادة أن تُغلَق الفتحة التي توجد عادة بين عضلات المعدة، لكن بعض النساء قد تصاب بالفتق السري، إذا لم تُغلق تلك الفتحة بشكل صحيح.
ولهذا نبّه الباحثون إلى ضرورة الحذر، لأن الفتق السري الذي يحدث أثناء الحمل قد يتفاقم وربما يتسبب في ظهور فتوق أخرى استجابة للتوسع الذي يحدث للرحم مع استمرار نمو الجنين.
وفي حين لا يقترن بروز السرة بأي ألم تقريبًا خلال فترة الحمل، فإن الفتق السري عادة ما يأتي مصحوبًا بقدر كبير من الألم والوجع، رغم عدم ظهور أي أعراض على بعض النساء أحيانًا.
وقد تتفاقم مشكلة الفتق السري بشكل أكبر عند الجلوس أو السعال، وقد تنمو في بعض الحالات وتصير في نفس حجم ثمرة الجريب فروت.
ولعل أكثر من تتزايد فرص إصابتهن بالفتق السري خلال الحمل هن النساء اللواتي يعانين من الوزن الزائد، أو من مشكلة الفتق السري، أو من ضعف بعضلات البطن، أو لديهن سوائل زائدة ببطونهن.
وتابع الأطباء بقولهم إن الفتق السري العادي لا يؤذي الأم أو جنينها، لكنه لو كان شديدًا، فإنه قد يلوي الأمعاء، ويؤثر على الدورة الدموية ويسهم في حدوث مشاكل بالجهاز الهضمي للأم الحامل.
ويبقى من المهم في تلك الحالة المتابعة مع طبيب النساء والتوليد المختص لفحص الحالة عن قرب، ثم تحديد نوع الجراحة التي يمكن اتباعها عند الولادة لضمان سلامة المرأة والجنين معًا.
