صلاح تيزاني ابو سليم

“أبو سليم” لـ”الجريدة”: معظم نجومية اليوم “فقاعة صابون”!

| محمد جابر |

في عمر الـ95 عاماً، ما زال إسم صلاح تيزاني “أبو سليم” لامعاً، وهو آخر الكبار الذين يذكروننا بالفن الجميل الذي كان فيه الفنان يخوض معركة حقيقية من أجل البقاء والاستمرار، وكان يناضل للوصول، على عكس الزمن الحالي الذي يولد به النجوم بـ”تفقيس المكنات”.

دخل “أبو سليم” كل منزل وكل القلوب بلا استئذان، قدّم لنا في مسيرته عشرات، بلا مئات الحلقات التي تحاكي وجع الناس ومشاكلهم، بأسلوب قائم على الفكاهة والسهل الممتنع، فانتظره الكبار والصغار طيلة أجيال مضت، فكان “أبو سليم” يجمع العائلة وينشر البسمة.

لا يخفي أبو سليم في دردشة مع موقع “الجريدة” حزنه على الواقع الفني وعلى واقع البلد بشكل عام، ويقول بحسرة “صرخت كتير وحكيت: يا عمي لوين آخدين البلد”، ويؤكد أن المشكلة في لبنان، أنه لا يوجد رجال سياسة يحبون بلدهم وهذا سبب ما وصلنا اليه.

يستعيد “أبو سليم” ذكريات أعماله الفنية الكثيرة التي رسمت تلك المسيرة الطويلة، ليؤكد أن الفن واحد في كل الأزمان، ولكن الظروف هي التي تلعب الدور الأهم، إضافة إلى توفر الأشخاص الذين يستطيعون صناعة الفن الحقيقي.

ويبدو “أبو سليم” عاتباً على زمننا الحالي، حيث يأتي من هو “مش معروف قرعة بيو من وين” ويربح ملايين الدولارات، فيما هناك كبار من الوسط الفني يموتون على أبواب المستشفيات “لأن ما معهن مصاري يتحكمو”.

ويجزم “أبو سليم” أنه في نهاية المطاف “ما بيصحّ إلا الصحيح”، لأنه في الفن “ما بيبقى إلا المبدع”، ويشبّه بعض “النجومية” بانها كـ”فقاعات الصابون”، أي أنها تبرز ثم تنتهي بعد حين.

و”أبو سليم” عاتب أيضاً على النقابة، لأن أبسط الأمور التي يطلبها الفنان غير متوفرة، كضمان الشيوخة، فالعديد من النجوم ماتوا لأنهم عاجزون عن الطبابة، لافتاً إلى أن الفنان في حالة خوف على مصيره.

يقول “أبو سليم”، والذي فقد العديد من رفاقه النجوم الذين واكبوا معه انطلاقة مسلسلات “أبو سليم”، إنه حزن كثيراً على كل الذين رحلوا، ولكن الأثر الكبير كان رحيل “أسعد”، ويقول “أسعد كان قريب مني، وفي قرابة بيني وبينه، وكتير حزنت على رحيله”.

يستبعد “أبو سليم” عودة الزمن الفني الجميل، لأن الحياة تغيرت إضافة إلى الناس، ويقول بنبرة حزينة “اليوم صار مين ما كان بيعمل فنان”.

ما زال “أبو سليم” يتمتع بروح الفكاهة رغم سنوات العمر الطويل، وخلال احتفال تكريمه من المربي الدكتور علي أبو اسبر، الذي أكد أهمية تكريم الكبار كـ”أبو سليم”، حيث تم تسمية مكتبة مدرسة “إنترناشيونال لسنغ سكول” على اسمه كعربون امتنان لعطاءاته ودوره في عالم الفن، وذلك خلال احتفال شاركت فيه شخصيات تربوية وإعلامية وبعض الطلاب والأساتذة، حيث تم التقاط الصور التذكارية وأقيم حفل “كوكتيل” في المناسبة.

وكانت هناك عدة كلمات أشادت بالمحتفى به وبإنجازاته في عالم الفن، وتمنى الجميع لـ”أبو سليم” طول العمر ودوام الصحة.

أكثر من ساعتين طمأنت محبي “أبو سليم” أنه بخير، ورغم اتكائه على عكازه، إلا انه ما زال محافظاً على صحته، وهو لم يقطع تواصله مع الناس من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.

95 عاماً، وبقي “أبو سليم” كما عرفناه، صاحب الروح المرحة و”اللطشة” التي تصيب حيث يجب.

صلاح تيزاني ما زال يتحدى الزمن في وطن يصارع فيه اليأس في سبيل الحياة.

error: Content is protected !!