| مرسال الترس |
انتظار مقلق يعيشه الحريصون على مستقبل النظام في لبنان، لانتهاء مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وفق ما يشتهي معظم أفرقاء الساحة اللبنانية، في ظل تضارب المعلومات حول موعد عودته إلى بيروت، لا سيما أن هناك جهات باتت تشكك في إنجازه لمهمته نظراً للظروف الاقليمية والدولية غير الميسّرة لها، وعدم قدرة فرنسا على فرض حلٍ وفق ما حصل في الدوحة وقبلها في الطائف.
والثابت أن هناك عدة اسباب جوهرية في عدم “تقليع” مهمة لودريان وفق ما يتمنى اللبنانيون، الذين يكتوون بنار الأزمات منذ بضع سنوات، أبرزها التالي:
* عدم أخذ الجانب الفرنسي الضوء الأخضر في إيجاد الحلول الناجعة للأزمة اللبنانية من المراجع الإقليمية والدولية المعنية بالساحة اللبنانية، وتحديداً اللجنة الخماسية بانتظار ان تنضم اليها إيران، إذ ظهر أكثر من مؤشر أن التقاطعات والمصالح تتضارب أكثر مما تتلاقى على وجوب تسليم هذه الساحة لفريق دولي أو إقليمي دون آخر.
* تشبث “الثنائي الشيعي” وحلفاؤه بدعم ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، من دون تسجيل أي خطوة إلى الوراء خلال ثمانية أشهر ونيّف من الفراغ. لا بل يبدو أن التشبث بدعمه ترسّخ أكثر مع استكشاف نوايا المعارضة بأن ليس هدفها “أكل العنب” وإنما “قتل الناطور”.
* بدا واضحاً أن تقاطع المعارضة على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور ما هو إلاّ مشهد في مسرحية طويلة، وهذا مع اعتبره فريق “الممانعة” نقطة ضعف للمعارضة التي ما إن انتهت الجلسة الثانية عشرة في سلسلة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، حتى انفخت دف أزعور ولم يعد متشبثاً به إلاّ حزب “القوات اللبنانية”، وتفرّق “المتقاطعون” يفتّشون عن مرشح آخر يمكن أن يتقاطعوا حوله، أمثال الوزير السابق زياد بارود الذي “يفضله” رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وبعض المستقلين، فيما آخرون من الذين “تقاطعوا” يفكرون بأسماء أخرى وسط دوامة لا تنتهي.
فهل سينجح لودريان في تركيب طاولة حوار على أرض لبنان، وفي داخل ساحة النجمة؟ ثمة قناعة تامة بأن معظم الأفرقاء اللبنانيين تعودوا على أن لا تحل عليهم “هيبة الوفاق والتوافق” إلاّ في ظل راعٍ، الأنسب أن يكون عربياً شقيقاً، له القدرة على “تليين” الأفكار بـ”إمكانياته الإقناعية” غير المتوفرة لدى أي مرجع دولي!
وحتى يظهر ذلك “الراعي”، يبدو ان طقس الاستحقاق الرئاسي سيبقى ملبّداً، ربما لأشهراً، وعسى أن لا تتحوّل إلى سنوات!