بعد يومين من تمرّد “فاغنر” الذي أخمد سريعاً، ثارت التساؤلات بشأن الدور المستقبلي للمجموعة الروسية العسكرية في الحرب المستعرة بأوكرانيا منذ 16 شهراً، ومدى اعتماد موسكو عليها فيما مراحل الصراع المقبلة.
وكشف تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية أن المجموعة واصلت بعض عملياتها بشكل طبيعي يوم الإثنين، مع عودة المقاتلين إلى قواعدهم وفتح مراكز التجنيد في عدد من المدن الروسية.
والإثنين تحدث قائد “فاغنر” يفغيني بريغوجين لأول مرة بعد التمرد، لكنه لم يشر إلى مكان وجوده أو خططه المستقبلية، ولم يكشف مزيداً من التفاصيل عن الاتفاق الغامض الذي أوقف تمرده، علما أنه كان قد قال يوم السبت، انه سيغادر إلى بيلاروسيا بموجب وساطة رئيس ذلك البلد.
ونقلت “غارديان” عن مصدر مطلع قوله ان “بعض قوات فاغنر عاد إلى قواعده في المناطق التي تحتلها روسيا شرقي أوكرانيا”، وهو ما يتفق مع ما أعلنه بريغوجين السبت.
وقال المصدر : “إنهم يتعافون ويأكلون ويصلحون معداتهم بعد المهمة العسكرية. لا يبدو أنهم يعرفون ما سيحدث لهم أيضا. لكنهم ما زالوا مسلحين بالكامل”.
ولفت ممثلون في 5 مراكز تجنيد تابعة لـ”فاغنر” في أنحاء مختلفة من روسيا، لصحيفة “غارديان”، الى ان مكاتب المجموعة كانت مفتوحة للعمل كالمعتاد.
وقال الصحفي الروسي، صاحب المعرفة الواسعة بمجموعة “فاغنر”، دينيس كوروتكوف: “كل شيء يشير إلى حقيقة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون بعد كل عمليات بريغوجين”.
وأضاف كوروتكوف أن “بريغوجين بنى على مر السنين قوة فاغنر الهائلة التي كانت نشطة في عدة قارات، مما يجعل تفكيكها صعباً في يوم واحد”.
وأوضح: “تكشفت الأحداث بسرعة كبيرة، لدرجة أنه لم تكن هناك خطة قائمة لما يجب فعله مع بريغوجين وفاغنر”.
وفي السياق ذاته، شكك القيادي السابق في المجموعة مارات غابيدولين في إمكانية وجود “فاغنر” من دون قيادة بريغوجين، الذي يُعتقد أنه يحظى بشعبية كبيرة بين مقاتليه.