تحضيرات غير مسبوقة لـ”اليوم الكبير”: من “يكذب” على الجبهتيْن؟

/ كلير شكر /

يسود الاعتقاد، أنّ جولة الاشتباك الديموقراطي التي ستفرضها المنازلة الانتخابية، ليست سوى مرحلة انتقالية قبل القفز مباشرة إلى مربّع التفاهمات والتسويات التي يريدها كلّ من الاصطفافين الاقليميين، المتمثلين بايران والسعودية.

بهذا المعنى، يتمّ رصد المراجعة التي أقدمت عليها الإدارة الفرنسية من خلال تعيين وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان موفداً خاصاً إلى لبنان، الذي يفترض أن يكون في بيروت بعد انتهاء جولة الكباش الأولى بين فرنجية وأزعور، ليبني على أساسها.

ويرى المواكبون أنّ تأجيل زيارة لودريان إلى ما بعد انتهاء جلسة يوم 14 حزيران، بعدما كان يفترض حصولها خلال ساعات من إعلان تعيينه، دليل واضح على أنّ الفرنسيين ينتظرون بدورهم ما ستفضي إليه الصندوقة الانتخابية من تكريس لموازين قوى نيابية جديدة، للانطلاق في مبادرتهم الجديدة القائمة على أساس “التوافق الفعّال”. ولهذا يعمل كلّ فريق من فريقي المنازلة على استثمار هذه المحطة لمصلحته، ولو أنّ البوانتاج الأولي يعطي الغلبة لأزعور، ولذا يعمل خصومه على تقليص الفارق بين رئيس “المردة” ووزير المال السابق… قدر الامكان.

بانتظار”اليوم الكبير”، تعمل الماكينات الانتخابية على وضع البوانتاجات الأولية لكلٍ من المرشحين، وتنشط على خطّ النواب المترددين والمستقلين، وهؤلاء يتخطى عددهم العشرين نائباً، تتوزع مواقفهم بين رافض للمواجهة وللاصطفافات وبين اعتبارات شخصية تملي عليهم البقاء على رصيف انتظار اللحظات الحاسمة… ولهذا لا تزال طبيعة خيارات هؤلاء موضع تكهّنات متناقضة.

بالتوازي، يبدو أنّ أزعور لا يخوض معركته كانتحاري، كما يعتقد بعض داعميه، لا بل هو يأمل مع الوقت، كسر الفيتو الذي يرفعه الثنائي الشيعي بوجهه ليكون مرشحاً توافقياً قادراً على جمع من لم يجتمعوا، خصوصاً وأنّ العمل جار على قدم وساق من جانب داعميه لكي يلامس سكور أصواته عتبة الـ65 صوتاً، ليكون بمثابة ضربة قاضية، تقصي فرنجية من الجولة الأولى وتبعده عن الحلبة.

المفاجأة فتكمن برأي المتابعين في مجموعة من النواب (أربع أو خمس نواب)، وهؤلاء أودعوا الفريقين الخصمين موقفاً مؤيداً لكل منهما، أي أنهم وعدوا كلّ فريق بالاقتراع لمرشّحه.

واذا ما تأكد للثنائي أنّ هؤلاء، أو بعضهم سيعطون فرنجية أصواتهم، فهذا يعني أنّه قد يقارب الـ58، ما قد يجعلها معركة متوازنة بوجه أزعور الذي يفترض بهذه الحالة أن لا يتجاوز الـ60 صوتاً، فيكون الفارق قد تقلّص إلى حدود أصوات معدودة.