قصر بعبدا رئاسة

“عض أصابع” يسبق 14 حزيران.. وزغرتا تلتقط أنفاسها!

/ مرسال الترس /

بتحديده 14 حزيران موعداً للجلسة 12 لانتخاب الرئيس 14 للجمهورية، يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري قد تجاوز “التحدي” الذي رغب فيه الافرقاء الذين تجمعوا تحت إسم “المعارضة” رفضاً لوصول رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا.

كان رد بري هادئاً، محدداً موعد الجلسة في اليوم الثاني “لفرحة المعارضين” بتقاطعهم على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، والذي نما وظيفياً وسياسياً برعاية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة. وكأنه يقول لهم “ليست الشطارة في تجميع بازل المعارضة، وإنما في المحافظة عليه” إستناداً إلى الأهداف المتناقضة لكل منهم. وقد ذكّر أحد مهندسي “اتفاق معراب” النائب ابراهيم كنعان بأن الاتفاق لم يصمد سوى أشهر، فكيف بتقاطعات لا تملك مشروعاً أو رؤية إنقاذية؟

وفيما بدا التشنج واضحاً على “المعارضين” لعدم تمكنهم من تجميع الأعداد اللازمة لدعم أزعور، انطلاقاً مما ظهر في صفوف “التيار الوطني الحر” من تصدّعات، ومن تشتت في صفوف النواب المستقلين او التغييرين، بدت الساحة الزغرتاوية في ارتياح تام، إن في أوساط رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض الذي فضح توجهات الذين كانوا يدّعون تأييد وصوله إلى قصر بعبدا، أو في أوساط تيار “المردة” الذي اعتبر أن المنطقة قد تخطت “قطوعاً” كانت تنصبه القوى التي أعلنت تأييدها لمعوض في وجه فرنجية، وفي مقدمتها حزب “القوات اللبنانية” الذي كان يستهدف رَمْزَي المنطقة. وقد استطاعا بحكمتهما تمرير المرحلة “من دون ضربة كف”، لا بل بتبادل التعابير التي تصون اللياقات الاجتماعية. في حين كان آخرون على الساحة اللبنانية ينحدرون إلى أدنى درجات التعاطي في البروتوكول السياسي.

وفي حين ينتظر السياسيون في لبنان، ولا سيما منهم من يشكلون قطاع “المعارضة”، العبارات التي سيتلفظ بها فرنجية في الذكرى 45 لمجزرة إهدن يوم الأحد المقبل، وقبل ثلاثة أيام فقط من موعد الجلسة الانتخابية، سارع المراقبون الى إعطاء التفسيرات المختلفة والمتناقضة لخلفيات زيارة رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون إلى دمشق واللقاء مع الرئيس بشار الأسد، ابتداء من العلاقة المتشنجة بين “التيار البرتقالي” و”حزب الله” المتمسك بأقصى طاقاته بترشيح فرنجية، وصولاً إلى الجسور المقطوعة بين بنشعي والبياضة.

من هنا، لا يستبعد المراقبون أن تشهد الأيام المقبلة مرحلة عض أصابع بالغة الصعوبة، لأنها تحتاج إلى نفس طويل، وقدرة فائقة على الصبر الذي اشتهرت به المقاومة.