شنّ النائب فيصل كرامي هجوماً عنيفاً على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي شخصياً وعلى حكومته التي أكد أنه “مستقيلة من واجباتها” ورأى أن “الضرب بالميت حرام”.
واتهم كرامي الرئيس ميقاتي بأنه لم يستذكر رشيد كرامي في ذكرى استشهاده “كي لا يزعج القاتل وحرمه”. وتوجّه إليه بالقول “إذهب ونفّذ مشاريع للقوات قدر ما تشاء، وطرابلس ليست بحاجتك، وذكرى رشيد ليست بحاجة لبيان منكم، فلتزر جعجع وحرمه في معراب بالسر قدر ما تشاء. ذكرى رشيد أكبر منكم”.
وقد إفتتح رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل كرامي مستوصف الكرامة في منطقة القبة في طرابلس، تزامناً مع الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي.
وفي كلمة له، ذكّر فيصل كرامي بمشاريع الفتن واستخدامها في السياسة، مشيراً إلى أن “الاتصالات جارية والامور تسير بين الدول التي يتقاتلون بسببها”.
وحيا كرامي جهود السعودية الممثلة بالامير محمد بن سلمان بإعادة جمع العرب سويا، مؤكداً أن “قوة العرب هي قوتنا، ووحدة العرب من مصلحتنا”.
ورأى كرامي أن “مَن حرّضنا على بعضنا، وأعطونا السلاح، وزجوا أولادنا بالسجون وبعضهم في القبور، ها هم يتربّعون في السلطة. إنهم غير سعيدين بل ممتعضين من هذا التقارب العربي وغير راضيين عن انتفاء اللهجة المذهبية والطائفية. لماذا؟ لأنهم ميليشيات، والميليشيات تتغذى على الدم والفتن، وهذه الطريقة الوحيدة التي يجنون بها أموالهم. لذلك اليوم بدأ ينتفي دورهم وان شاء الله الدور القادم سيكون لبناء مؤسسات الدولة وان نعود من خلال الدولة نستطيع توظيف كل شبابنا وان نضع بلدنا على سكة الاستقرار”.
وتناول كرامي إعلان “تكتل التوافق الوطني”، مشيراً إلى أن هذا التكتل يجمع 5 نواب سنة، مؤكداً أنه اليوم “أكبر تكتل سني في لبنان”.
وسأل: “لماذا لا يريدون تكتّلاً سنّياً؟!”، وأجاب: “لأنهم يريدون إبقاء الطائفة السنية مُشرذمة وبدون قرار، وأن لا نطالب لا بحقوقنا ولا بحقوق طائفتنا ولا بحقوق مدينتنا. نحن نقول لهم من خلال هذا التكتل سنمدّ أيدينا لكل اخواننا في التكتلات الأخرى وغير المنتمين لتكتلات لإقامة اكبر قوة وأن نعيد لهذه الطائفة رونقها وعزها.”
وشدّد كرامي على أن دعوات بعض اللبنانيين إلى اللامركزية الادارية المالية الموسعة، لا تتّفق مع اتفاق الطائف، مؤكداً بقاءه مع اتفاق الطائف.
واعتبر كرامي أن الحديث عن اللامركزية الادارية المالية الموسعة “يعني انهم يريدون التقسيم ولكن بطريقة مُبطّنة”، مشيراً إلى أنه “في زمن الرئيس رشيد كرامي دعوا للفيدرالية والكونفيدرالية، واليوم يأتون بطريقة مُختلفة. نحن نقول لهم: نحن في طرابلس هذا الموضوع لا يزعجنا أبداً. طرابلس والشمال لديهما كل المقومات لنكون مستقلين اقتصادياً، مع العلم أننا تعرّضنا لظلم كبير. فلا يهدّدنا أحد بالتقسيم، نحن الوحيدون في لبنان ليس لدينا مشكلة: لدينا مطار ومرفأ واقتصاد وصناعة وزراعة ومعرض وتاريخ وآثار. حدودنا مفتوحة مع كل الأمة العربية… وإذا كنتم تقصدون أن هناك كمية ونوعية، أقول لكم إن زمان أول تحوّل! نحن مرتضون أن نكون في هذا البلد، ولن ندعكم تقسمونه والقرار ليس لكم وليس بيدكم. ونحن سنبقى بهذا البلد صمام الامان ورشيد كرامي ضحّى بدمه من أجل أن يبقى لبنان واحداً موحداً حراً سيداً عربياً مستقلاً”.
وتوجه كرامي إلى الحكومة ورئيسها قائلاً: “كثر يقولون لي إنني لا أنتقد الحكومة، والحكومة مقصّرة، أنا سأقول لكم لماذا لا انتقد الحكومة. أولاً: لأن الضرب بالميت حرام. ثانياً لأننا كلما انتقدنا الحكومة يتحسس أخونا الرئيس ميقاتي ويعتبر كلامنا شخصياً. أنا اريد القول لإن هذه الحكومة مُستقيلة من كل واجباتها: تأخير، تسويف، تعمية، هدر، تأجيل ولا قرار. لا أذكر أنهم وضعوا يدهم على ملف وأكملوه للنهاية! لا يوجد شبكة أمان إجتماعية، ولا يوجد بطاقة تموينية، ولا بطاقة تمويلية! ماذا ينتظرون من الناس؟! ينتظرون من الناس أن تتعوّد. الرغيف غير مدعوم، دواء السرطان غير مدعوم، دواء مرضى غسيل الكلى على الطريق، واللوم يضعونه على المستشفيات والحكومة غير ملامة. إنها حكومة غير موجودة. لذلك، نحن بانتظار ان يُنتخب رئيس للجمهورية وأن تتغير هذه الحكومة بحكومة فعلية قادرة على وضع خطة إنقاذية تنشل البلاد من الهاوية”.
وعن عدم صدور موقف عن الرئيس نجيب ميقاتي في ذكرى استشهاد رشيد كرامي، قال فيصل كرامي: “إن رئيس الحكومة، وكي لا يزعج القاتل وحرمه، لا يأتي على ذكر أو يصدر بياناً أو يستذكر الرئيس الشهيد الذي استشهد فعلا وهو رئيساً للحكومة. إن ميقاتي لم يصدر أي تعزية. إذهب ونفّذ مشاريع للقوات قدر ما تشاء، وطرابلس ليست بحاجتك، وذكرى رشيد ليست بحاجة لبيان منكم، فلتزر جعجع وحرمه في معراب بالسر قدر ما تشاء. ذكرى رشيد أكبر منكم”.