/ مرسال الترس /
من منطلق توجهه لقطع الطريق على رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، سار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بركاب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، المعارض أيضاً للزعيم الزغرتاوي، واضعاً جانباً “الثقة المفقودة” بينهما منذ العام 2017.
فهل نجح باسيل فعلاً في “خداع” جعجع وحلفائه من التغييريين والسياديين طوال الستة أشهر المنصرمة، وكرّس نفسه “بيضة قبان” المعارضين لفرنجية؟ أم أنه نجح فقط بخطط المراوغة التي رسم خريطة طريقها، بأنه ليس متوافقاً مع حزب الله، “حليف” تياره منذ العام 2006، وأعاد لنفسه الوهج الذي خسره جراء الاحباط الذي لحق به – على الأقل – منذ بداية “التحرك الشعبي” في لبنان في خريف العام 2019؟
أحدث المعطيات التي تم تسجيلها، تشير إلى أن مختلف من حملوا راية “المعارضة” يشككون بنوايا باسيل، ويتهمونه باستغلال الفرص الى أقصى الحدود، تحت شعار “الشطارة” التي برع بها، حيث أنه جرّهم الى حيث يريد، لجهة محاولة التوافق على اسم مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية، ليعود فيبلغهم، بعد طول مماطلة وأخذ ورد، أنه يود طرح فكرته على الأفرقاء في المقلب الآخر، وأولهم “حزب الله” الذي لن يسير، حسب قناعاته، بأية تسوية من دون “التيار الوطني الحر”!
باسيل يصنّف نفسه أنه متقدم بأشواط على معظم المنضوين تحت رايات “التغييريين” و”السياديين” وكل ما يمت الى “الاصلاح” بصلة، لا بل أنه يرمقهم بنظرة فوقية، ويهزأ من أدائهم في الحقل السياسي، ولاسيما رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل، ورئيس حزب “الوطنيين الأحرار” كميل شمعون… و”هلم جراً”!
أحد نواب البقاع شكك في أن يفضي أي لقاء بين باسيل والحاج وفيق صفا إلى أية نتيجة، لأن باسيل لن يكشف عن مكنوناته، ويدرس بدقة أين يمكنه الاستثمار أكثر: في المعارضة أم في لدن “حزب الله”؟ لأنه على قناعة مطلقة أن الكل يستجديه، وفي أسوأ الظروف، أن الطرفين بحاجة ماسة إليه! ولكن الخوف الأكبر هو أن “يخرج من المولد بدون حمص”، لأن من يُكثر اللعب على الحبال لا بد أن يسقط على رأسه، لاسيما أن هناك حديث متزايد عن إمكانية خرق صفوفه بسهولة!
ولأنه بات معتّداً بنفسه، فقد راهن على مساومات بلا حدود، في حركات سريعة وغير محسوبة النتائج، وفق أسلوب “تجّار السواحل”، وأحياناً كثيرة باتت مكشوفة، ليصل أن يكون ليس “صانع الرؤوساء” فحسب، وإنما هو الرئيس بدون منازع. فهو، من خلال أدائه السياسي، يحاول أن يُظهر للآخرين أنه يجمع في شخصه عدة شخصيات فذّة عرفتها الساحة اللبنانية منذ ما قبل الاستقلال.
قد يكون ابن البترون، نجح في استدراج خصومه إلى حيث يريد، ولكن كلاً منهم سيكون بانتظاره عند أول “دعسة ناقصة” وأولهم سمير جعجع معراب!