عندما يكون الفارق شاسعاً بين “المعارضة ” و”الثنائي الشيعي”!

/ مرسال الترس /

بات واضحاً أن الفارق واسع جداً بين “الثنائي الشيعي” و”المعارضة” في حسم المشهد الرئاسي، المرتقب حدوثه في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، ليس بسبب أعداد النواب الذين يؤيدون هذا الفريق أو ذاك، وإنما جراء الوقائع التي تتحكم بأداء كل منهما.

فالتحالف القائم بين الأحزاب التي تمثل الطائفة الشيعية في لبنان، وتحديداً “الثنائي الشيعي” المتمثّل بحركة “أمل” و”حزب الله”، قادر أن يتحكم بمسار الاستحقاق الرئاسي في لبنان لسبب محوري وحيد وهو تكاتفهما وتضامنهما في دعم المرشح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وهو قادر أن يفرض مسار أي جلسة انتخاب، ليس بقوة سلاحه، وإنما بسبب قدرته على إنجاحها، من خلال مشاركته بها، أو الإنكفاء عنها لتصبح بدون ميثاقية بعدم جود أي ممثل عن إحدى الطوائف الرئيسية في البلد، لأن أياً من النواب المنضوين تحت لواء “الثنائي”، لن يخالف قرار المجموعة مهما تقلبت الظروف، وبخاصة إذا تطلب الأمر الغياب عن أية جلسة نيابية، وبالتحديد انتخاب الرئيس .

في المقلب الآخر، يبدو المشهد حزيناً، حيث تظهر مجموعات مشرذمة تتخبط في البحث عن مرشح يكون “قاسماً مشتركاً” بين أفرقائها، ولم تستطع على مدى ستة أشهر ونصف من البحث المعمق عبر “مناظير” جرى تصنيعها في الغرب، أن تجد ذاك الإسم، ولا يبدو أنها ستجده، لأن كل فريق منها يغني على ليلاه ومرشحه.

وفي حين تعترف هذه المجموعات، أن “الثنائي الشيعي” متقدم عليها في موضوع اختيار مرشح لرئاسة الجمهورية، لأن أحد أعضائه يملك أسلحة ثقيلة ومتطورة تخيفها، لكن أعضاءها يدركون في قرارة أنفسهم أن تلك الاسلحة هي لمحاربة الدولة العدوة اسرائيل، وأن ما يخيفهم حقيقة هو التنسيق القائم بين هذا “الثنائي”. في حين أن مجموعاتها إما أنها تعادي بعضها إلى حد الإلغاء (كالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر)، مضافاً الى ذلك ثقة تائهة في مهب الصراعات المكرسة منذ أكثر من أربعين سنة، والتي لا تلوح في الأفق أي امكانية لاستعادة تلك الثقة.

أو بين مجموعات تنظر إلى بعضها البعض بنظرة فوقية (القوات اللبنانية، الكتائب، الوطنيون الأحرار…) ومن المستبعد أن تتفق في ما بينها على مرشح، لأن النظرات متفاوتة بين إسم وآخر لمجرد طرحه من قبل هذه المجموعة أو تلك.

أو بين مجموعات وصلت إلى ساحة النجمة بالصدفة، او في غفلة من الزمن فصدّقت نفسها أنها قادرة على إحداث التغييرات في التركيبة السياسية، فإذا بها تقع في متاهات عفا عليها الزمن وانزلقت إلى صراعات فيما بينها، متكئة بمعظمها إلى تفاهات.

المؤسف أن السفراء المعنيين بالأزمة اللبنانية، يدركون الحقائق بتفاصيلها، والمرجح أنهم سيتعاطون ببراغماتية مطلقة مع الوقائع.

(*) الآراء الواردة في المقالات لا تعبّر بالضرورة عن سياسة موقع “الجريدة”