/ خاص “الجريدة” /
تعيش القدس المحتلة حالة من الترقب، على وقع ما يُسمى “مسيرة الأعلام” الاستفزازية التي تُنظمها جهات صهيونية سنوياً.
يطلق عليها الصهاينة اسم “يوم القدس”، وهي احتفالات بدأت مع احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في أعقاب حرب حزيران 1967.
والمسيرة التي يشارك فيها المتطرفون اليهود في 5 حزيران حسب التقويم العبري هو اليوم الذي سيطرت فيه إسرائيل على القدس الشرقية.
يشارك في هذا الاحتفال مئات “القوميين اليهود”، حيث يتوافدون على المدينة ويسيرون عبر شوارعها وأزقتها لإحياء ذكرى احتلال الجزء الشرقي، منها ووقوع المدينة برمتها تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ويحمل المشاركون فيها وبينهم عدد كبير من الصبية والمراهقين الأعلام الإسرائيلية ومكبرات الصوت وهم يرقصون وينشدون أغان وأناشيد “قومية”.
ازداد عدد المشاركين في المسيرة من عام إلى عام ويقدر عددهم حاليا بأكثر من 30 ألف مشترك معظمهم من الوطنيين المتدينين من القدس ومستوطنات الضفة الغربية المحتلة وكافة أنحاء إسرائيل.
تجبر قوات الاحتلال الفلسطينيين على إغلاق محالهم التجارية بالتزامن مع مرور المسيرة من البلدة القديمة حيث يعتدي المشاركون فيها بشكل استفزازي على بيوت ومحال الفلسطينيين ويطلقون شعارات “الموت للعرب” ويرقصون حاملين الأعلام الإسرائيلية.
يموّل المسيرة جمعية “عام كالبيا” الدينية الاستيطانية وبلدية القدس ووزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وشركة تطوير وإعادة تأهيل الحي اليهودي، ووصل حجم التمويل عام 2018 إلى نحو 300 ألف دولار.
تاريخ “مسيرة الأعلام”
عام 1968، نظمت المسيرة لأول مرة على يد الحاخام يهودا حزاني من المدرسة الدينية المعروفة باسم ميركاز هراف-مركز الحاخام وتحولت إلى تقليد سنوي.
بين الأعوام 2010-2016 منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في المسيرة من الدخول إلى البلدة القديمة عبر باب الأسباط.
عام 2011 حوّلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مسار المسيرة ليمر من حي الشيخ جراح مرورا بشارع رقم 1 الذي يفصل شطري القدس الغربي والشرقي وسمحت للمشاركين فيها بدخول البلدة القديمة من أبواب عدة.
بين عامي 2015-2016: رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، إلتماسات قدمتها جمعيات يسارية “إسرائيلية” لمنع مرور المسيرة من الحي الإسلامي.
عام 2017، في الذكرى الـ50 لاحتلال القدس سمح للمشاركين في المسيرة بالطواف حول أسوار البلدة القديمة والدخول إليها أيضا من باب المغاربة.
عام 2021، وتحت تهديد المقاومة الفلسطينية منعت حكومة الاحتلال، برئاسة بنيامين نتنياهو، مرور المسيرة عبر باب العامود وحوّلتها إلى باب الخليل.
يومها، أطلقت المقاومة الفلسطينية دفعة من الصواريخ صوب القدس، مما أجبر أجهزة الأمن الإسرائيلية على تفريق المسيرة على الفور، واندلعت إثر ذلك عملية “سيف القدس”.
عقب انتهاء الحرب على غزة، أعيد تنظيم مسيرة الأعلام في 15 حزيران 2022، ضمن المسار التقليدي واعتبر ذلك أول قرار مهم للحكومة الجديدة في كيان الإحتلال برئاسة نفتالي بينيت، حيث مرت من باب العامود وسط حالة توتر وترقب شديدة.
ـ عام 2022، قرر منظمو المسيرة تحديد عدد المشاركين في عبور القدس القديمة وصولا إلى حائط البراق بـ16 ألف شخص، نصفهم سيسير عبر باب العامود إلى طريق الواد، بينما سيمر النصف الآخر عبر باب الخليل. وحشدت عندها شرطة الاحتلال الإسرائيلي نحو 3 آلاف عنصر لتأمين مسار المسيرة واستدعت 3 كتائب تابعة لحرس الحدود من صفوف الاحتياط، فضلا عن نشر آلاف أفراد الشرطة في كافة أنحاء الأراضي المحتلة مخافة حدوث أي تدهور أمني، وأعلن عن وضع الشرطة في حالة تأهب قصوى.
ويرى الفلسطينيون أن هذا الاحتفال “عمل استفزازي من قبل الجماعات القومية وحركات الاستيطان المتشددة، حيث يحاولون المرور عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة انطلاقاً من باب العمود وصولاً إلى حائط المبكى/حائط البراق، أقدس المواقع لدى اليهود حيث يجتمع المشاركون في نهاية المسيرة”.
وتفرض شرطة الإحتلال إجراءات أمنية مشددة يشارك فيها الآلاف من رجال الأمن وعناصر الجيش في القدس والضفة الغربية تحسباً لوقوع أعمال عنف بين المتطرفين اليهود والمواطنين الفلسطينيين.
وبالتزامن، تنطلق عصر اليوم الخميس، مسيرة أعلام فلسطينية نحو الحدود الشرقية لمدنية غزة.
ومن المقرر أن يتوجه المشاركون في المسيرة إلى مخيم ملكة شرق غزة بعد صلاة العصر مباشرة، وسيتخللها رفع العلم الفلسطيني وفعاليات مختلفة، تأكيدًا على رفض العدوان الصهيوني على مدينة القدس والمتمثل بمسيرة الأعلام.
وتأتي هذه الفعالية تأكيدًا إضافيًا على تمسك الفلسطيني بمقدساته ورفضه المس بها وانتهاكها من قبل المستوطنين وقادتهم المتطرفين.
وتنطلق مسيرة الاعلام الصهيوينة من غرب مدينة القدس، لتشق طريقها عبر أبواب البلدة القديمة وصولًا إلى حائط البراق، وسط تأهب وتخوفات من اشتعال الأوضاع في القدس، حيث أعلنت شرطة الاحتلال حشد أكثر من 3200 شرطي بمناسبة ما تسميه “مرور 56 عاماً على توحيد المدينة”.
وخلافًا لسنوات سابقة، تُنظم هذا العام أيضًا مسيرات باتجاه البلدة القديمة وتنطلق من المستوطنات المقامة في شرقي القدس”.
بدورها، أكدت حركة “حماس” على أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي على هوية المسجد الأقصى المبارك ما زالت مفتوحة وماضية، مُشددةً على أنها لن تسمح له بتمرير مخطط بسط سيادته أو فرض سيطرته عليه من خلال تسيير مسيرة الأعلام للمستوطنين أو الاقتحامات المتكررة له.
وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في تصريحٍ صحفي، إن “سماح حكومة الاحتلال للجماعات المتطرفة بتسيير مسيرة الأعلام للمستوطنين والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك ولا سيما صباح اليوم، يجب أن تُشكّل استنهاضا لكل عربي ومسلم”.














