عادل إمام

“الزعيم” بخير.. ولكن!

/ محمد جابر /

من منا لم يبتسم لمشهد تمثيلي لعادل إمام، ولم تصله رسالة من فيلم فيها خليط من الواقع والخيال. انه الزعيم.. نجم فوق العادة وكوميدي من الطراز النادر.

منذ أن كان عادل إمام يشارك في الأدوار الثانوية، ظهر على “العشريني” يومها بوادر النجومية، كان يثير في جمهوره البسمة ويدفعنا للضحك الخالي من التهريج،  وكان يؤكد دوماً أنه نجم  فوق العادة.

بعدها بدأ عادل إمام يحتل المساحة الأوسع من الاهتمام، فانهالت عليه العروض السينمائية بمواضيع تعالج مشاكل الساعة، من قضايا وطنية الى ملفات الفساد في مصر الى العلاقة بين الرجل والمرأة، ومشاكل المجتمع وما أكثرها.

تناول عادل إمام المواضيع الجريئة في المجتمع المصري والمجمعات العربية، وكان يطلق الرسائل في اتجاهات مختلفة، ويلامس القضايا الحساسة بأسلوب ساخر فكان يضحكنا ويبكينا، ويدلنا على مكامن الخلل.

ورغم كل ذلك، فإن “الزعيم” الذي يحمل هذا التاريخ المشرق وقع في الخطأ الكبير في الآونة الأخيرة، حينما أصبحت خياراته خاطئة ولا تتناسب مع مكانته الحالية.

لقد أصبحت أفلام عادل إمام ومنذ ما بعد التجربة الدانماركية تراوح مكانها، وكأنه يحاول دوماً التصويب على نفس الهدف، فلا جديد لديه، بل مواضيع مستهلكة ونكات حول “المواضيع الجنسية”، وكذلك مشاهد تتكرر ولم يعد عادل إمام قادراً على إضحاك  الناس بأسلوبه المعتاد، حتى أن العفوية اختفت، وقد يكون السبب أن عادل إمام اليوم ليس هو نفسه بالأمس،  بسبب فارق السن.

الزعيم دخل العقد الثامن من العمر، ومن المنطقي ان تتراجع قدراته التمثيلية، ربما كان عليه ان يعتزل الفن ويترك في داخلنا تلك الصورة المشرقة التي لازمتنا عن أعماله المميزة.

“الزعيم ” يبقى زعيماً رغم مرور السنين، فمسيرة عادل إمام ليست حدثاً عابراً بل هي رسالة لكل  الأزمنة.

من الإرهابي، والارهاب والكباب، والزعيم، وطيور الظلام، وحنفي الأبهى، والغول، والمولد، والجن والانس، وغيرها  الكثير.. من الصعب أن تلد الشاشة السينمائية زعيماً في الدراما والكوميديا كما كان “عادل إمام”.

واليوم تلاحق “الزعيم” الشائعات كل يوم وكل ساعة، تتحدث عن وضعه الصحي وتصل الى حد الحديث عن وفاته، كل ذلك يؤكد ان عادل إمام فناناً متميزاً  له مدرسة خاصة في عالم الكوميديا.

وعند كل إشاعة، يخرج عشاق “الزعيم” متمنين له العمر المديد، وأن يستريح ويكتفي بما قدم، لأن من يملك تاريخه لا يحتاج لمزيد من الأعمال الفنية.

وأصبح من المعيب اطلاق الشائعات حول صحتهن التي لا معنى لها سوى الاساءة لمن نشر الابداع ورسم البسمة الهادفة عند الجمهور.