أشار البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، إلى “أنّنا اعتدنا في صباح كلّ خميس، أن نبحث عفويًّا في الصّفحة الأولى عن افتتاحيّة الوزير السّابق سجعان قزي، المميّزة عن جميع افتتاحيّات الصّحف، بما تحمل من غنى في التّحليل السّياسي الدّاخلي والخارجي، وفي سعة الاطّلاع والثّقافة، وفي المقدرة على ربط الأحداث التّاريخيّة والخلاصات”.
وشدد في عظته خلال جنازة الوزير السّابق سجعان قزي، في كاتدرائيّة سيّدة العطايا، على أنّ “بوفاته، جفّ قلم من أخصب الأقلام إنتاجًا سياسيًّا وتاريخيًّا وإعلاميًّا وعلميًّا وأدبيًّا. ولئن لم يكتب افتتاحيّته هذه المرّة في جريدة “النّهار”، فقد امتلأت الصّحف بافتتاحيّاتها وصفحاتها الداخليّة ووسائل التواصل الإجتماعيّ المكتوبة والمسموعة والمرئيّة بالكلمات عنه”.
وذكر أنّ “هذا رأى فيه: رجل الكلمة والفكر والحوار والمنطق والإنفتاح واللّياقة، وآخر: سياسيًّا وحزبيًّا وصحافيًّا ومفكّرًا استثنائيًّا، وآخر: قامة سياسيّة صريحة وجريئة، وآخر: مناضلًا صلبًا في صفوف المقاومة اللّبنانيّة من أجل سيادة لبنان وهويّته، وآخر: مقاومًا مفكّرًا من أجل لبنان، وآخر: مثقّفًا سياسيًّا عاقلًا ودودًا، وآخر: قمّة في الحيويّة السّياسيّة والتّألّق الفكري والثّقافي، وآخر: لبنانيًّا أصيلًا حمل على منكبيه همًّا حفره في وجدانه هو همُّ لبنان، وآخر: رجل الحوار والكلمة العميقة والأنيقة، وآخر: مؤمنًا بالاعتدال ومناضلًا في سبيل الحياد، وآخر: الصّوت الصّارخ الحريص على صيغة لبنان وتماسكه الوطني، وآخر: وزيرًا نشيطًا وملتزمًا قناعاته الأدبيّة والأخلاقيّة، وآخر: مناضلًا كرّس حياته للدّفاع عن القضيّة اللّبنانيّة وكاتبًا حمل قضايا الوطن في قلمه، وآخر: رأس الحربة في نضاله السّيادي بحكمته وحزمه وبخبرته السّياسيّة والإعلاميّة الغنيّة، وآخر: ركنًا أساسيًّا من أركان عالم السّياسة في لبنان، وآخر لا الأخير: الكاتب السّياسي ذا الانتماء الوطني، الملتزم القضيّة اللّبنانيّة، واسع الفكر، سريع البديهة وتراتبيّ الأفكار”.