/ رندلى جبور /
يتلذذ البعض في رشق الخصم بحجارة اتهاماته، وتحميله مسؤولية كل شيء.
ويتلذذ البعض في إبعاد كل شبهة تقصير عنه وكل خطأ، لاصقاً التهمة والخطأ بالآخرين.
ولكن الحكمة لدى قاذف التهمة، كما لدى المتلقي، تفترض التفكير بماذا فعل المتَّهِم إياه.
فعندما يَتَّهم أحدٌ الآخر بأنه أوصل البلد إلى الانهيار الاقتصادي، يفترض أن يسأل نفسه أيضاً، وأن يُسأل ماذا فعل لمنع الانهيار، وأي خطة أو مبادرة اقتصادية قدّم؟!
وعندما يَتَّهم أحدٌ الآخر بأنه لم يفعل شيئاً صالحاً، يفترض أن يسأل نفسه أيضاً، وأن يُسأل عن أي قضية محقة حمل، وأي قوانين طرح، وأي مشاريع إنقاذية وضع بين يَدَي الرأي العام؟
وعندما يتهم أحدٌ الآخر بالمشاركة بجلسات تشريعية من دون وجود رئيس للجمهورية، يفترض أن يسأل نفسه أيضاً، وأن يُسأل لماذا شارك هو في عدّة جلسات تشريعية بغياب الرئيس، وهل يفضّل الشعبوية مع الفراغ في الإدارة المحلية على التشريع لبقاء هذه الادارة قائمة؟
وعندما يطالب أحدٌ أحداً بالاستقالة، يفترض أن يسأل نفسه أيضاً، وأن يُسأل ماذا أنجز بهروبه من المسؤولية؟
وعندما يسأل أحدهم عن الوفاء بالوعود، يفترض أن يسأل نفسه أيضاً، وأن يُسأل عن أي وعد صَدَق؟ وعد خفض الدولار.. أم وعد حلق شاربيه؟!
وعندما يتحدث أحدهم عن مواقف الآخرين يفترض أن يسأل نفسه أيضاً، وأن يُسأل أين هي المواقف والرؤى الاستراتيجية الصائبة التي أطلقها، ولينبش في أرشيفه تناقضاته، بدءاً من القانون الأرثوذكسي إلى مسألة تأمين النصاب وما بينهما!
وعندما يسأل أحدٌ عن مكافحة الفساد يفترض أن يسأل نفسه أيضاً، وأن يُسأل عن الإخبارات التي قدّمها إلى القضاء وعن الملفات التي كوّنها.
وعندما يسأل أحدٌ أحداً عن الدور المسيحي يفترض أن يسأل نفسه أيضاً، وأن يُسأل عن تاريخه في “الشرقية”، وعن “حكم الاخوان”، وعن عدم إعادة النازحين إلا على جثته، وحتى عن الشراكة التي ضربها!
وعندما يتباهى أحدهم بشيء، فليسأل نفسه وليسألوه: هل هو من حقق الإنجاز.. أم هو فقط قطفه ودار به مهللاً؟!