هل صحيح أن الثلج يعالج نوبات الذعر والتوتر؟

انتشرت مقاطع مصورة أخيرا على تيك توك، تروج لفكرة أن وضع كمادات من الثلج على الصدر من الممكن أن يساعد على تهدئة نوبات القلق والدخول في النوم بشكل أسرع.

والحقيقة أن تلك الحيلة منتشرة على المنصة منذ بعض الوقت، إذ ظهر من قبل بعض الأشخاص وهم يغمسون وجوههم في أوعية بها ماء مثلج، أو يأخذون حمامات باردة، وذلك بداعي أن هذا الماء المثلج أو البارد قد يجنبهم التعرض لنوبات الذعر، القلق والتوتر.

لكن مع بدء رواج تلك الفكرة الآن بصورة أكبر من قبل كثير من مستخدمي المنصة، خرج باحثون ليعلقوا على جدواها وما الفائدة التي يمكن أن تحققها وكذلك آلية عملها.

ما هي النظرية وراء تلك الحيلة؟

قال باحثون إن فكرة هذه الحيلة تتمثل في أن الثلج يحفز العصب المبهم، الذي يمتد من الأمعاء للدماغ ويرسل إشارات للأعضاء بطول الطريق، وهو من الأعصاب المهمة في الجهاز العصبي السمبتاوي، الذي يبطئ معدل ضربات القلب ويخفض ضغط الدم ليخبر الجسم بأنه في وضعية آمنة.

ومعروف أيضا أن الجهاز العصبي السمبتاوي يلعب دورا مهما في ضبط الحالة المزاجية، التنفس، الهضم والاستجابة المناعية.

كما أنه الجهاز الذي يخبر الجسم بالطريقة التي يجب عليه أن يتعامل على أساسها حال وجود خطر، لكن ذلك لا يحدث إلا بإيجاد طريقة تعنى بتحفيز العصب المبهم، كما يحدث بحيلة الثلج، إذ ينقل إشارة للدماغ تخبره بأن يقوم بتهدئة الجسم، وهو ما قد يخفف بدوره من الأعراض الفسيولوجية للتوتر والقلق.

كيف يمكن لدرجات الحرارة الباردة أن تخفف نوبات القلق والتوتر؟

عند وضع الثلج على الصدر، فإنه يزيد من تقلب معدل ضربات القلب، ما يقلل من الشعور بالتوتر، وسبق أن وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن تعريض منطقة الرقبة لدرجات حرارة باردة وتحفيز العصب المبهم لا يعمل فحسب على زيادة تقلب معدل ضربات القلب، بل يعمل أيضا على خفض معدل ضربات القلب، وهو ما يسهم بالتبعية في الحد من نوبات القلق.

وختم الباحثون بقولهم إن الفكرة من وراء غمر الوجه بالماء البارد أو وضع كمادة مثلجة على الصدر هي تقليل شدة المشاعر التي نكون عليها وقتها، ومن ثم الوصول لمرحلة أهدأ يمكننا التأقلم معها.