الألم الذي تعانيه المرأة في جزء معين من جسمها عادة ما يكون مصدرا للإزعاج والضيق، لكن الأمر يختلف وتصير الأمور أكثر تعقيدا، حال انتقال ذلك الألم من جزء إلى آخر أو من منطقة لأخرى، فحينها يكون الألم أشبه بشعور الطعن أو يأتي مصحوبا بحرقان.
وفي بعض الحالات قد يكون هذا الألم نتاج تناول بعض الأدوية، التعرض لإصابة، حدوث نقص بالفيتامينات أو حتى بعض الحالات الصحية مثل القوباء المنطقية، الألم العضلي الليفي، السكتة الدماغية أو مرض السكري، طبقا لما أوضحه باحثون بهذا الصدد.
ومن ضمن أنواع الألم الشديد الذي ينتشر بشكل حاد من منطقة لأخرى وقد يعاني منه الأشخاص بمختلف أعمارهم هو الألم الذي ينتقل من الرقبة وصولا إلى الذراعين.
ويُشار لهذا الألم من الناحية الطبية باسم “اعتلال الجذور العنقية”، فيما يعرفه معظم الناس باسم آخر هو “العصب المقروص”.
وقال الباحثون إن الألم الذي ينتج عن العصب المقروص قد يختلف من شخص لآخر، فقد يأتي حادا لدى بعضهم، وقد يأتي مصحوبا بحرقان لدى البعض الآخر، وغالبًا ما تشمل أعراض اعتلال الجذور العنقية فقدان الإحساس، وخزا باليدين أو الأصابع أو ضعفا في عضلات الرقبة أو الكتف أو اليد.
احذري خطر الإصابات الذاتية
عادة ما يكون القرص الغضروفي الناتج عن الإصابة هو السبب وراء انضغاط العصب في الرقبة لدى الأشخاص صغار السن، وأن ذلك الألم الذي يمتد من منطقة لأخرى عادة ما يكون نتاج القرص المتورم الضاغط على أحد أعصاب الرقبة الممتد من الحبل الشوكي، ولهذا السبب قد ينتقل الألم من الرقبة وعبر الذراع وصولا في الأخير إلى اليد.
فيما يختلف الوضع بالنسبة للأفراد البالغين الأكبر في السن، إذ يرتبط هذا الألم العنقي بتقدمهم في السن وليس بالتعرض لإصابات، فمع التقدم في السن، تصير أقراص العمود الفقري أكثر هشاشة وتبدأ في الانتفاخ، ولتعويض تلك التغييرات، يبدأ الجسم في تكوين المزيد من العظام حول القرص ليصير أكثر استقرارا، لكن هذا التكوين العظمي الزائد يشغل مساحة أكبر بطول العمود الفقري وقد يضغط لاحقا على الأعصاب المحيطة.
متى يجب الرجوع للطبيب؟
الخبر الجيد أنه لا يجب العودة دوما للطبيب من أجل معالجة “العصب المقروص”، إذ توجد بدائل يمكنها تخفيف الحالة وتقليل الألم مثل الحصول على قسط كاف من الراحة، الحفاظ على وضعية مناسبة للجسم والقيام ببعض تمارين الإطالة الخفيفة للعنق والكتف.
أما في حال استمرار الألم المصاحب لمشكلة العصب المقروص لمدة تزيد على بضعة أيام، فيجب الرجوع في تلك الحالة إلى طبيب رقبة مختص من أجل فحص الحالة عن قرب واستكشافها، ومن ثم تحديد العلاج المناسب وفق ما يتراءى له من أسباب وأعراض.