/ مرسال الترس /
هل يمكن فصل زيارة رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إلى العاصمة الفرنسية عن الزيارة المفاجئة لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى عاصمة “الأم الحنون”؟
تجزم مصادر سياسية أن لا رابط بين الزيارتين إلا صدفة التوقيت، وليس تنسيق التوقيت.
في رأي تلك المصادر أن زيارة “البيك الاشتراكي” إلى باريس لن تجترح المعجزات، نظراً لأنه قد تخطى في السنوات الماضية العديد من المتاريس التي حاول التلطي وراءها، وهو وجد نفسه أمام كمائن عدة، عربية ودولية، لن يتمكن من تجاوزها بالسهولة المبتغاة، حتى لا تأتي النتائج مكلفة.
أما سليل آل فرنجية، فإنه يدرك جيداً أن الوصول إلى قصر بعبدا ليس “شربة ماء باردة”، نظراً للتعقيدات الإقليمية والدولية التي صبغت المرحلة الحالية، والتي أقفلت منذ سنة على “ربيع عربي” إمتدّ لعشر سنوات عجاف. ولكن ابن إهدن مطمئن الى أن المرشح المنافس له في البوتقة المعارضة له بشدة، غير متوفر حتى اليوم، وهنا يكمن بيت القصيد!
على هذه القاعدة، شدّ فرنجية الرحال إلى العاصمة الفرنسية. ليس ليسمع اعتذاراً كان يمكن إيصاله عبر أية وسيلة ديبلوماسية متوفرة، وإنما ليبحث مع دائرة القرار الفرنسي، وتحت سقف قصر الاليزيه بالذات، المعطيات المطلوبة منه لطمأنة من لهم حق “الفيتو” غير المعلن، الأمر الذي يسهّل عبور الطريق الى قصر بعبدا.
ومن هذه الزاوية، علم موقع “الجريدة”، من مصادر مواكبة أن اللقاء اللافت في باريس كان “ممتازاً” و”يؤسس” لسلسلة من اللقاءات ذات القواعد الثابتة، ولمستقبل تنتظره فئات وازنة من اللبنانيين الذين يراهنون على قواعد ثابتة في التعاطي السياسي، وليس على أوهام أدخلت أصحابها، ومن رعاهم، في متاهات سلبية كانت مضرب مثل في تعاطي واشنطن مع السياسات الشرق أوسطية، و”الأرض اللبنانية” بالطبع جزء محوري منها.