هل تضر منتجات الألبان بالأم أثناء الرضاعة الطبيعية؟

بخلاف علاقة الترابط التي تنميها الرضاعة الطبيعية بين الأم ومولودها، لاسيما في الفترة الأولى، فهي أيضا تحظى بعديد الفوائد الصحية التي تعود على الطفل الصغير بالإيجاب.

فحليب الأم مصدر غني بالمغذيات مثل البروتين، الدهون والكربوهيدرات، كما أنه يحتوي على أجسام مضادة وغيرها من العوامل التي تعنى بتعزيز القدرات المناعية للطفل.

وبرغم هذه الفوائد، لكن الرضاعة الطبيعية تعد مهمة شاقة في حد ذاتها، وقد تكون هناك صعوبة في اختيار نوعية الأطعمة التي يجب على الأم تناولها في تلك المرحلة، لاسيما حين يتعلق الأمر بمنتجات الألبان، وهو ما نلقي عليه الضوء بتفاصيل أكثر فيما يأتي.

لعل واحدا من أكثر الأسئلة التي تشغل بال كثير من الأمهات في المرحلة التي تعقب الولادة مباشرة، هو ما إن كان من المسموح لهن أن يتناولن منتجات الألبان خلال فترة الرضاعة الطبيعية أم أنه يتوجب عليهن إزالة مثل هذه المنتجات من نظامهن الغذائي كليةً.

ما هي حساسية بروتين حليب البقر؟

قال باحثون إن الكازين ومصل اللبن من البروتينات التي يشيع وجودها في حليب البقر، ومن ثم حال كان الطفل مصابا بحساسية تجاه بروتينات حليب البقر، فسيتفاعل جهازه المناعي مع تلك البروتينات وكأنها عناصر ضارة ومؤذية، وهو ما قد يتسبب في حدوث رد فعل مناعي قد ينتج عنه بعض الأعراض مثل حدوث حكة، احمرار وطفح جلدي.

وتابع الباحثون بقولهم إن الحساسية التي تحدث بسبب بروتين الحليب تعرف بالحساسية من بروتين حليب البقر، وأن هناك دراسة سبق أن تم إجراؤها عام 2016 وجدت أن تلك الحالة تحدث بنسبة ما بين 2 ـ 7.5 % في العام الأول من حياة الطفل المولود.

ولهذا من المهم معرفة أن هناك فارقا بين الحساسية من بروتين حليب البقر وبين عدم تحمل اللاكتوز، الذي ينتج عن نقص في الإنزيم الذي يعرف باسم اللاكتيز ويؤدي لظهور أعراض في الجهاز الهضمي، ومن ثم ينصح الباحثون حال اشتبهت الأم في إصابة طفلها بحساسية من بروتين حليب البقر بضرورة الرجوع للطبيب من أجل فحص الحالة عن قرب وتقديم التشخيص المناسب ومن ثم توفير الخيارات العلاجية الملائمة.

كيف يمكن للأم التصرف؟

يبقى قرار التوقف عن تناول منتجات الألبان وقت الرضاعة الطبيعية قرارا بيد الأم نفسها، لكن لابد من اتخاذه بعد الرجوع لطبيبها الخاص من أجل استشارته ومعرفة رأيه.

فالطبيب قد يوصي بالتوقف عن تناول أطعمة مثل الحليب، الجبن، الزبادي والزبدة ومن ثم مراقبة مدى تحسن الأعراض لدى الطفل، وكذلك قد يوصي بحليب صناعي معين يكون سهل الهضم على الطفل، بفضل احتوائه على بروتينات مجزأة لقطع صغيرة، يسهل على الطفل التعامل معها، ولا يُرجح أن ينتج عنها أية ردود فعل مناعية.

وآخر جزئية يجب على الأم أن تدركها أنه حال اتّباعها نظاما غذائيا خاليا من منتجات الألبان، فعليها أن تهتم بالاستمرار في الحصول على قدر كاف من الكالسيوم وغيره من المغذيات، ومن مصادر الكالسيوم الجيدة حليب الصويا المدعم، التوفو، البروكلي واللوز، وأن تتابع أيضا مع خبير تغذية مختص للتأكد من اتّباع نظام غذائي مفيد ومتوازن.