قبلان: المطلوب “تسوية شجاعة”

أكد المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان أن “قيمة البلد من قيمة ناسه، وقيمة الناس تتوقف على طبيعة محبتها وعونها وشراكتها، بعيدا من لغة التقسيم والتفريق ومتاريس الحقد والأنانية”، مشيرا الى أن “الله لا يريد خنق الناس وتمزيقها “طوائف وأديان ومشاريع أنانية”، بل يريدها شعبا محبا وأمة محبة، وهذا يفترض شراكتها وتعاونها، وهذا بنفسه يدين السياسة حين تتحول “شركة أرباح تجارية” ولعبة “متاريس وارتزاق”، وهذا ما حذر منه الإمام الصدر والإمام شمس الدين والإمام قبلان، وهو ما أدانه السيد المسيح والنبي محمد بشدة”.

وحذر قبلان من أن “البلد يعاني من لعب دولي إقليمي خطير جدا، ومشروعه تمزيق الناس وترويعها وخلق عداوات جذرية بينها، وخصوصا طوائف هذا البلد، ووظيفتنا بهذه الفترة مواجهة نزعات الحقد والطوأفة والتمزيق، ومنع لعبة تقسيم النفوس واللغات الطائفية والسياسية، لأن أي فتنة بين الطوائف تعني كارثة على البلد والناس، والأمريكان يقودون هذا المشروع ضمن جيش إعلامي وسياسي ولوجستي دولي وإقليمي خطير وفاعل”.

وبملف الاستحقاق الانتخابي المفصلي، أكد قبلان أن “هذا البلد عاش بالشراكة الوطنية، ووجوده يتوقف عليها، والمسلم والمسيحي يجب أن يكونا شريكين بالسراء والضراء بعيدا من الزواريب السياسية والانتخابية. كما أن هذا البلد عانى من حرب أهلية عاشت على الدم والجنائز والحقد، ثم من احتلال إسرائيلي هائل أراد قلب البلد وسلخ هويته، ووجود البلد اليوم هو نتيجة جهود كبيرة جدا، ودماء وأشلاء قاومت وضحت لتستعيد البلد والجميع شريك من جيش وشعب ومقاومة، لذلك لا يجوز أن نخذل من قدم وضحى ليحمي لبنان. والخطير أن المعركة اليوم على البلد وبصميم البلد، لذلك يجب أن نعي هوية المعركة وحجمها وأدواتها لنحمي البلد والناس”.

وأشار إلى أن “حاجة الناس ومعيشتها وقدرتها على الاستمرار من أكبر المقدسات الوطنية، ومعركتنا اليوم وغدا معركة حاجات الناس وحمايتها وسنبذل كل الإمكانات ونقود كل تحرك وسنتخذ كل قرار وخيار تحت هذا العنوان لإغاثة الناس إن شاء الله”.

ولفت قبلان الى أن “الإغلاق السياسي كارثي والأسوأ منه تمرير الألغام القضائية لتطيير البلد بخلفية “ثأر سياسي” وتحويل مجلس الوزراء إلى “غرفة تقبل تعازي”، لذلك المطلوب “تسوية شجاعة” لفتح البلد سياسيا، لأننا لن نقبل “لعبة الطعن من الخلف” بوقت يعيش فيه البلد لحظة كارثة استراتيجية بكل المستويات”.

ووجه قبلان خطابه “لشركائنا في الحرص على الوطن” بالقول: “حرام الرمي على سلاح المقاومة بهذه الطريقة، حرام تبديل الطيب بالخبيث، حرام تحويل المجرم إلى قديس والقديس إلى مجرم، حرام أن تتحول طهارة الأديان إلى سلعة سياسية بعيدا عما يريده الرب بمن قدم وضحى وقاتل دفاعا عن المسيحي والمسلم، ولن تقبل السيدة مريم الطاهرة أن يدان من حول نفسه “أشلاء وجنائز” ليحمي مزار السيدة مريم ورعية الرب من مذابح الشياطين، ولنقل معا: “المجد للرب الذي جمع الخليقة على محبته وبارك الذين يضحون من أجل الإنسان”، عندها سنرى المضحين عظماء كما يريد المسيح ومريم العذراء”.