كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول: “بالشكل والمضمون، بدا الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالته المتلفزة أمس مستشعراً هول القطيعة الخليجية للبنان وثقل تداعياتها على كاهل اللبنانيين في الداخل والخارج، فخفّض سقف خطابه إلى حدود “التظلّم” والتنصل من المسؤولية عما نتج وسينتج عما وصفها بـ”الأزمة القائمة والفعلية” من أهوال ومصائب على البلد وأبنائه، ليتراجع إلى خطوط الدفاع الورائية في مواجهة “معركة الرأي العام” التي صبّت بمجمل اتجاهاتها الوطنية والخارجية في خانة تحميل “حزب الله” مسؤولية مباشرة عما وصلت إليه البلاد، من تعطيل وتنكيل بالمؤسسات وقطع للأرزاق اللبنانية وللعلاقات العربية.
وبحسب رأي الصحيفة أن السيد نصرالله ذهب إلى حدّ “تسخيف” فكرة هيمنة “حزب الله” على لبنان و”الأسخف منها فكرة الاحتلال الإيراني”، شاكياً عجز الحزب عن فرض “تنحية” المحقق العدلي في جريمة المرفأ، واستحضار المازوت الإيراني مباشرةً إلى الزهراني وطرابلس، وتطبيع العلاقات مع سوريا وإنشاء معامل كهرباء إيرانية في لبنان… وخلص بعد طول تقديم وشرح وسرد، إلى إعادة توكيد العداء للسعودية وتحميلها المسؤولية عن تفاقم الأزمة اللبنانية الناتجة عن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي المؤيدة للحوثيين، مع تجديد موقف “حزب الله” الرافض لاستقالته أو إقالته… وما على اللبنانيين سوى أن يستعينوا بـ”الصبر” ويعضّوا على الجراح.
ولفتت الصحيفة الى أن نصر الله “عاد بالزمن إلى استقالة وزير الخارجية شربل وهبه باعتبارها كانت خطأ لأنها أتت من دون مقابل سعودي، إنطلق نصرالله من هذه الاستقالة لتبرير رفضه استقالة قرداحي، معتبراً أن كل من يطالب بهذه الاستقالة “يخضع للإملاءات الخارجية”، وصوّب بشكل غير مباشر على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من دون أن يسميه من خلال تصويبه على “الذين طالبوا وزير الإعلام بأن يقدم المصلحة الوطنية”، متسائلاً: “هل المصلحة الوطنية في الإستجابة لكل ما يطلبه الخارج؟ إذا كان يوجد إنتقاص من سيادة لبنان وإذلال وإهانة كيف يصبح هذا مصلحة وطنية؟”.