يختلط الأمر على النساء حين يشعرن بحاجتهن الملحة للذهاب إلى الحمام بغرض التبول، لا سيما حين يكون ذلك مصحوبا بشعور حرقان مؤلم، وهو ما يثير لديهن القلق الممزوج بالحيرة لعدم تمكنهن من التعرف على السبب الفعلي وراء ذلك.
لكن ربما يمكن لأي امرأة سبق لها التعرض لعدوى المسالك البولية مرة أو مرتين أن تتعرف على مثل هذه الأعراض المزعجة قبيل حتى ظهورها، ويمكن لتلك العدوى البكتيرية الشائعة التي تصيب أي جزء بالجهاز البولي أن تحدث حين تجد البكتيريا طريقها إلى مجرى البول، علما بأن مصدر تلك البكتيريا عادة ما يكون الجلد أو الشرج.
وبينما يمكن لعدوى المسالك البولية أن تنتقل من مجرى البول على طول الطريق وصولا إلى الحالب، المثانة والكليتين، فإنها تُسَبِّب في الغالب اضطرابات بمجرى البول والمثانة.
ومع أن عدوى المثانة تعد نوعا من التهابات المسالك البولية، لكن جميع التهابات المسالك البولية لا تشمل المثانة.
وهنا يأتي السؤال الذي يود كثيرون التعرف على إجابته، وهو كيف يمكن التفرقة بين العدوى التي تصيب أسفل الجهاز البولي والعدوى التي تشق طريقها وتصل إلى المثانة؟ وهو ما نلقي عليه الضوء بتفاصيل أكثر فيما يأتي.
ما الفرق بين عدوى المثانة والأنواع الأخرى من عدوى المسالك البولية؟
تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن عدوى المثانة هي أشهر أنواع عدوى أو التهابات المسالك البولية، وأنها عادة ما تقترن بأعراض منها الشعور بألم أثناء التبول، الشعور المستمر بالحاجة للتبول، عدم القدرة على إخراج أكثر من بضع قطرات من البول، الشعور بانزعاج في المعدة أو الحوض، تعكر البول وانبعاث رائحة كريهة.
ولعل ما يزيد من صعوبة التمييز بين عدوى المثانة وعدوى المسالك البولية أنهما يتشاركان في كثير من الأعراض، ولو أن ما تعانيه هو عدوى في مجرى البول لم تصل بعد إلى المثانة، فالأرجح أنك ستتمكنين من التمييز بينهما لأنك ستشعرين بألم وحرقان أثناء التبول، وقد تلاحظين حتى نزول بعض الإفرازات من مجرى البول عند الذهاب للحمام، ومع هذا، فإنك ستشعرين بغياب ملحوظ للألم في المنطقة المحيطة بالمثانة والبطن.
ونوه الأطباء بأن أكثر أنواع التهابات المسالك البولية خطورة هو ذلك النوع الذي يصيب الكليتين، فما إن يصل هذا الالتهاب للكليتين، حتى سرعان ما يبدأ الشعور بنفس أعراض التهاب المثانة بالإضافة لأعراض أخرى مثل الحمى، القشعريرة وألم أسفل الظهر.
ما الخيارات العلاجية المتاحة؟
علاج التهاب المسالك البولية يتوقف على شدة الإصابة، فهي إما أن تكون “بسيطة” أو “معقدة”، ومعظم الالتهابات التي تصيب المسالك البولية السفلية والمثانة تعتبر بسيطة، وتتطلب عادة تناول مضادات حيوية لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام، وفي المقابل، قد تتطور بعض أنواع عدوى المثانة وترقى لكونها عدوى “معقدة”، وحينها يتوجب الاستعانة بالمضادات الحيوية لمدة أطول، قد تستمر على مدار أسبوعين.
كما أن العدوى التي تصل المسالك البولية العلوية والكليتين تعتبر عدوى معقدة، بما يعني صعوبة معالجتها، علما بأن التهابات الكلى تستلزم في بعض الحالات دخول المستشفى من أجل تلقي علاجات تعتمد على السوائل والمضادات الحيوية عن طريق الوريد.