/ رندلى جبور /
بعد شهور من إعلان مخفوض الصوت لترشيح الثنائي، “حزب الله” وحركة “أمل” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، أعلنه الرئيس نبيه بري جهاراً المرشح الرسمي، وأكد السيد حسن نصر الله دعمه كمرشح طبيعي له.
ليس الموقف جديداً، ولكنّ التعبير عنه بهذا الوضوح هو الجديد.
وقبل الوصول إلى مفاعيل هذا الاعلان، لا بدّ من بعض الأسئلة “الطبيعية”:
ـ أولاً، هل يملك فرنجية التمثيل الكافي للمسيحيين؟ أو على الأقل، هل تدعمه الغالبية المسيحية ليتمكن من العبور إلى بعبدا واثق الخطوة؟
ـ ثانياً، هل “بروفايل” الرجل، مناسب لمرحلة تتطلّب الانقاذ والاصلاح؟ وهل يتمتّع بالمواصفات التي تؤهّله لأداء هذين الدّورين؟
ـ ثالثاً، هل يمكن لمرشح “الثنائي” أن يُسهم في بناء الدولة، وهو الحلم المنشود والمنتَظر؟ وألا يثبّت وجوده رِجْلَي المنظومة على أرض الدولة التي تعاني ما تعانيه بسببها؟
ـ رابعاً، هل يمكن لـ”الثنائي” وحلفائه، من دون “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” وجماعة ١٧ تشرين، أن يؤمّنوا نصاب الثلثين الذي أكّده السيد، ثم النصف زائداً واحداً، أي 65 صوتاً؟
ـ خامساً، هل فرنجية قادر على تأمين “البَرَكة” الاقليمية والدولية؟ وإذا أمّنها، هل يسير به “حزب الله” بلا حرج وبشكل طبيعي؟ وماذا إذا أعطت السعودية والولايات المتحدة الأميركية الضوء الاخضر له، ولو كان ذلك مستبعداً؟ هل يقبل الحزب بأن يكون مرشحه هو نفسه مرشح الاميركيين مثلاً؟ وهل هو مستعد للمواجهة إذا لم يحصل مرشحه على أي إشارة إيجابية من الخارج؟
الاجابة عن الأسئلة الأربعة الأولى هي لا، والإجابة عن السؤال الأخير لا زالت غير واضحة، وهنا لبّ الموضوع.
وبالتالي، يكون ترشيح فرنجية رمية حجر في المياه الراكدة، ولكنه لا يغيّر المعادلة القائمة، إلا إذا أدّى إلى حرق هذا الاسم بناء على بوانتاج مخفوض الرصيد كونه أُعلن رسمياً، وعندها ننتقل إلى مرحلة جديدة قوامها التفتيش عن إسم من خارج كل تلك المطروحة، وهذا أساس مبادرة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، والباب الذي تحاول بكركي الدخول منه سعياً لحل الأزمة الرئاسية، إذ أعلن سيّدها رفض أي مرشح فئة أو محور أو اصطفاف، وهذا يعني مع حرق ورقة ترشيح فرنجية، حرق ورقة كل من ميشال معوض وجوزاف عون.
وعليه، فرنجية أُعلن مرشحاً ولكن ذلك لا يعني أنه قد يُعلَن رئيساً…