مقدمات نشرات الأخبار المسائية 3/3/2023

كلما داويت جرحا سالت بدل الجرح جراح! هذا حال لبنان اليوم فلا ينتهي سجال حتى يشتعل آخر وآخر فصوله ما شهدته صفحات مواقع التواصل في الساعات الماضية حول كلام مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية ريشار قيومجيان عن زواج المتعة في معرض موقف سياسي وما لاقاه من استنكار شيعي سياسي وديني علما أن قيوميجيان عاد واعتذر.

لكن السجال الرئاسي فلا يبدو قابلا للاعتذار من أي من جهة لا بل بدا وكأنه معركة حرق أوراق أو بأحسن الأحوال خلط أوراق سواء على مستوى الاسماء المرشحة أو لجهة اختبار صبر القوى الأساسية في مجلس النواب والاستعداد للانتقال الى الخطة باء التي ما زالت بحكم النوايا ليس إلا وكأن كل فريق ينتظر كشف أوراق خصمه قبل أن يبادر والنتيجة حتى الآن لا جلسة انتخاب ولا رئيس وبالتالي لا تعاف في الأفق. (ألكن ألله).

وفي إطار تنفيس الاحتقان العام أعلنت جمعية المصارف استمرارها في تعليق الاضراب وإبقاء أبواب المصارف مشرعة أمام الحركة الاقتصادية. فيما بقي التخبط المالي سيد الموقف خصوصا في السوبرماركت حيث تآكلت القدرة الشرائية  للمواطنين مع التسعير بالدولار على الرفوف.

اما على مسار تنقيب النفط والغاز فكانت اليوم خطوة مهمة باجاه الامام مع اعلان  وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية  عن إتمام الإجراءات القانونية مشيؤا الى موافقة مجلس شورى الدولة لإنشاء مرفأ جديد مخصص للخدمات اللوجستية المتعلقة بالأنشطة البترولية.

 

إنتقل الإشتباك في الملف الرئاسي من الركود الى مرحلة جديدة إثر إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أن مرشح الثنائي الوطني معروف وهو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد أن سمته الورقة البيضاء من دون كتابة إسمه.

ولعل وضع ترشيح فرنجية في الصدارة وحده هو الذي كشف كل أوراق الأطراف الأخرى والتي تمت ترجمتها عبر جوقة أصحاب بيانات فارغة في السياسة… لا تنضح سوى بالإسفاف والشخصنة وتجاوز الحد الأدنى من الأدبيات وأسقط حظوظ مرشح (تجربة جس النبض) بعد أن استهلك دزينة من الجلسات وبإقرار من رئيس حزب القوات سمير جعجع نفسه الذي بدأ يكوع نحو خيار تعطيل الجلسات

معيشيا وزير التربية عباس الحلبي وعد ووفى واصدر عدة قرارات تتعلق بمطالب الاساتذة
فهل تتجاوب معه روابط المعلمين في التعليم الرسمي وتستأنف عملية التدريس صباح الاثنين ام ستمدد الاضراب لاسبوع اضافي من الاجازة القسرية للطلاب؟.

وفي المشهد ايضا انخفاض جديد في اسعار المحروقات ترافق مع تأرجح جديد للدولار في السوق السوداء نزولا وصعودا.
فيما بقيت قرارات حاكم المصرف المركزي الاخيرة الطاغية على المشهد المالي والاقتصادي ولاسيما رفع دولار صيرفة الى 70 الف ليرة.
قرار من المؤكد سيرفع معه الفواتير ومنها الكهرباء التي ستزيد عبئا جديدا على جدول اعباء المواطن اللبناني.

فلسطينيا لا يكاد يمر يوم من دون مواجهات واحتكاكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستوطنين واخر فصولها استشهاد طفل فلسطيني في الضفة  ومنع قوات الاحتلال مسيرة مناهضة للاستيطان من دخول بلدة حوارة.

والى طهران التي وصلها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (رافائيل غروسي) على راس وفد رفيع المستوى  والطبق الاساسي في محادثاته سيكون البرنامج النووي السلمي الايراني.

 

الحراك الديبلوماسي مستمر في الملف الرئاسي . بطلة الحراك: السفيرة الاميركية دوروثي شيا، التي زارت  النائب ميشال معوض. زيارة المرشح الرئاسي للمعارضة  تأتي في سياق جولة تقوم بها السفيرة الاميركية على عدد من القيادات اللبنانية، في وقت يبدو ان الاجواء الرئاسية تتبلد والى مزيد من التعقيدات.

ففريق الممانعة مصر على موقفه بانتخاب سليمان فرنجية، وهو يوحي انه قادر على تأمين ال 65 صوتا له، علما ان لغة الارقام تناقض ذلك. في المقابل  فريق المعارضة  يتصلب اكثر فاكثر ضد انتخاب فرنجية، ويلوح بمقاطعة جلسات الانتخاب. وقد اصبحت المقاطعة عنده بمثابة قرار استراتيجي، في حال تبين له ان فرنجية يمكن ان يحوز الاكثرية في مجلس النواب.

وهو موقف عبر عنه النائب اشرف ريفي اليوم، اذ اكد ان فريق المعارضة ليس جمعية خيرية ليؤمن النصاب للفريق الاخر، وانه سيعتمد كل الطرق الديمقراطية لمنع وصول اي مرشح محسوب على محور الممانعة.

توازيا، ترددت معلومات ان الرئيس نبيه بري سيدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية قبل بدء شهر رمضان. والارجح ان سيناريو الجلسة المنتظرة سيكون تماما كسيناريو الجلسات السابقة.

هكذا يستطيع بري ان يقول لجميع الذين ينتقدونه انه ليس هو من يقفل ابواب مجلس النواب، بل حالة الاستعصاء السياسي. ماليا، جميعة المصارف اعلنت في بيان اصدرته، تمديد تعليق اضرابها حتى العاشر من آذار،  وذلك تسهيلا لعمل المؤسسات والافراد واعادة تقييم ما قد يستجد من تطورات بشأن تنفيذ مطالبها.

والواضح ان المسار القضائي الذي سلكته قضايا المصارف اراحها نسبيا ، لكنها لا تزال على حذرها بالنسبة الى التطورات، لذلك تكتفي بتعليق الاضراب من دون ان تعلن فكه نهائيا.

في الاثناء بدأ المواطن يشعر اكثر فاكثر بثقل المعاناة الاقتصادية والاجتماعية الناتجة من ارتفاع سعر منصة صيرفة الى سبعين الف ليرة. فهل من الطبيعي ان ترتفع اسعار كل السلع والخدمات ارتفاعا جنونيا  في ظل غياب اي اجندة اصلاحية تأخذ مطالب الناس وهمومهم في الاعتبار؟.

 

هل انتفت فجأة حظوظ كل من سليمان فرنجية والعماد جوزيف عون؟
لا اجابة حاسمة بعد، لكن من الواضح ان مواقف الساعات الاربع والعشرين الماضية خلطت كل الاوراق.
فبالنسبة الى فرنجية، بات اكيدا ان الرياض ابلغت موقفا سلبيا من دعم رئيس المردة، سواء على المستوى الاقليمي والدولي في اجتماع باريس، او على الخط المحلي، عبر الاجواء التي سمعها تيمور جنبلاط ووائل بو فاعور خلال زيارتهما الاخيرة للسعودية، او من خلال التصلب الذي عاد اليه سمير جعجع لناحية تعطيل النصاب، بعدما ابدى مرونة نسبية في المرحلة الماضية في انتظار اشارة الرياض. واليوم، اكد اشرف ريفي المؤكد من معراب، التي زارها مشددا على تعطيل النصاب لمنع وصول فرنجية او اي مرشح حليف لحزب الله، لأننا لسنا جمعية خيرية كما قال.
اما بالنسبة الى قائد الجيش، فقرار الثنائي الشيعي السلبي من دعمه عبر عنه بصراحة كبيرة امس نبيه بري، الذي خصص الجزء الاكبر من حديثه لإحدى الصحف لابراز رفضه تعديل الدستور، في موازاة اعلان فرنجية المرشح الرئاسي الرسمي لحركة امل وحزب الله.
فهل قضي الامر؟ اجابتان محتملتان:
اولى متسرعة، تؤكد ذلك وتدعو الى التفتيش عن الاسم الثالث الذي سيتوج الحل.
وثانية تدعو الى التمهل، لأن الجمود ليس من طبيعة السياسة المحلية، على وقع السياسة الاقليمية والدولية المتحركة، ولاسيما على الخط السعودي-السوري.
لكن، في كل الاحوال، يبقى سؤال اخير لعله الاهم: بغض النظر عن شخص الرئيس المقبل، ما هي اولويات الولاية الرئاسية الجديدة، وماذا عن الخطوط العريضة للحل المنشود للأزمة؟
حتى الآن، وحده التيار الوطني الحر قدم ورقة، وجال بها على الكتل، باستثناء القوات التي تقفل الباب على نفسها منذ الانتخابات النيابية الاخيرة، رافضة اي تلاق مع التيار، وساعية بذرائع مختلفة الى اجهاض مبادرة بكركي الهادفة الى التوصل الى تفاهم رئاسي يحفظ للمسيحيين ما تبقى لهم بعد التنازل الكبير في السيادة والصلاحيات، الذي لم يبخل به جعجع على حساب المسيحيين واللبنانيين قبل ثلاثة عقود على الاقل.

 

اليوم موقفان لافتان ، الأول لجمعية المصارف والثاني للهيئات الإقتصادية ، جمعية المصارف قررت الاستمرار في تعليق الإضراب حتى العاشر من هذا الشهر واتخذت سلسلة قرارات أبرزها، بحسب البيان :

تصحيح القرارات غير القانونية وغير المبررة المتخذة بحق بعض المصارف ورؤساء وأعضاء مجالس إداراتها، كالحجز على الأملاك الخاصة ومنع السفر لمدة غير محددة خلافا للصلاحية المكانية والنوعية للقضاة.

التحقق من صفة المودع المدعي على المصرف.

مطالبة الدولة بالإقرار بالديون المترتبة بذمتها لصالح مصرف لبنان .

أما الهيئات الأقتصادية فرفضت رفع الدولار الجمركي معتبرة أن هذا القرار هو بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على القطاع الإقتصادي الشرعي الذي ينازع من أجل البقاء، وإطلاق العنان للإقتصاد “الأسود” وللتهريب والتزوير.

وطالبت الهيئات الإقتصادية وبإلحاح بتعليق العمل بهذا القرار.

بين المصارف والهيئات ، يبدو واضحا أن الأمور المالية والاقتصادية ليست على ما يرام على الإطلاق.

هكذا ، لأن الأفق السياسي مسدود ، فإن الملفات السياسية تراجعت ، لتتقدم الملفات الحياتية والمعيشية والاقتصادية … الأسعار فالتة، لا من حسيب أو رقيب ، وزارة الإقتصاد عاجزة ، وقد سلمت رؤوس المستهلكين وجيوبهم إلى الصناديق في السوبرماركت التي تحولت إلى ما يشبه المقصلة لقطع الجيوب … لا أحد يعرف معايير التسعير بالدولار ؟ ما هي هوامش الأرباح بين كلفة السلعة إلى حين وصولها إلى مستودع المستورد ؟ ونسبة الأرباح حين وصولها إلى السوبرماركت ؟ كيف يتم التسعير بالدولار ؟ وعلى أي منصة يتم التسعير؟

المواطن في وضع كارثي ، وزير الإقتصاد أدى قسطه للعلى وأتاح التسعير بالدولار ، المستوردون وأصحاب السوبرماركت في ” شهر عسل ” بعدما شرعت لهم وزارة الإقتصاد ما كانوا يقومون به من دون قرار.

اللبناني اصبح مطوقا : التسعير بالدولار في كل القطاعات : من الطبابة والاستشفاء إلى الأدوية إلى المواد الغذائية ، وهذا التسعير لا يعتمد معايير مقبولة بل هناك تفلت بالأسعار حتى بالدولار… كما أن دولرة الفواتير على سعر المنصة ، ضاعف من إرهاق المواطن ، ومثال على ذلك فاتورة الكهرباء المثقلة بالضرائب ، هكذا ، السلطة تفتش على ” القرش السهل ” وهوالقرش الموجود في جيب المواطن ، ولكن حين تفرغ الجيوب ، كيف ستحصل السلطة ضرائبها؟ ماذا عن الشروط التي يضعها صندوق النقد الدولي ؟ الدولة في واقع اسوأ من الأنهيار ، إنها في واقع التحلل؟.

 

أهل مكة أدرى بشعاب بعبدا..

وبمفعول رجعي عن تغريدة سفير المملكة وليد البخاري، ومع قرب ظهور هلال رمضان يتبين بالوجه الشرعي أن البخار الابيض لم يصعد من مدخنة السعودية ليحلق فوق بنشعي.. وأنه بالتغريد قطع السفير الامل مرحليا على كل المتفائلين بموقف الرياض من ترشيح فرنجية ومعادلته بنواف سلام ، لاسيما عندما استند الى حكمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقوله: الأمل كالسراب يغر من رآه ويخلف من رجاه…

واستنادا الى فتوى تويتر فإن المملكة لا تزال تقيم الحد على رئيس تيار المردة.. وبينت أن ثنائية  فرنجية-سلام الفرنسية وضعت في سلة مثقوبة, أو أقله في المرحلة الحالية التي لا يتبين فيها عنب اليمن من بلح الشام.

وفيما السفيرة آن غريو لم تقطع الامل وتمضي في مبادرتها واستطلاعاتها الدولية للمعلومات الرئاسية.. فإن نظيرتها الاميركية دورثي شيا تجري مشاورات صامتة، وهي اختارت اليوم دعم الابن المعلن لقوى المعارضة ميشال معوض…

وعلى مدى ساعة من الوقت كانت الرئاسة طبق اللقاء الأساسي، وخرجت السفيرة شيا من دون تصريح.. ليتولى معوض مهمة نفي التهمة عن التدخل الأميركي في الملف.

وفي المقام، هادن معوض رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط على خلفية موقفه من السجال الذي اندلع بين مرشح قوى الرابع عشر من آذار ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي هذا الإطار أفادت مصادر اللقاء الديمقراطي  أن التناغم بين جنبلاط وموقف بري لا يعني التخلي عن معوض بقدر ما سعى لاحتواء التجييش في بالخطاب الطائفي.

ورأت المصادر أن لا مدخل الى التوافق من خارج الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري لأن الجدل العقيم لا يجدي.

وفي مقابل عملية بحث اللقاء الديمقراطي عن خيار جامع.. فإن مرشحه وبحسب المصادر هو الشخص التوافقي الذي تجمع عليه القوى السياسية استدارة جنبلاط نحو عين التينة، قوبلت بغزوة إلى معراب نفذها النائب أشرف ريفي. وبعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أعلن ريفي انضمام فصيل “تجدد” إلى الجمهورية القوية حيث أدى قسم التعطيل ومقاطعة جلسات انتخاب الرئيس..

وقال: لسنا جمعية خيرية لنؤمن النصاب للفريق الآخر، ولن نقبل برئيس غير سيادي إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه.. فعن أي سيادة يتحدث ريفي، والبلد واقع على فالق يفصل بين ضفتين أميركية وإيرانية.. يربطهما جسر محروق يمر بين اليمن والسعودية.

ومع اقفال ممرات العبور رئاسيا لفت كلام لحزب الله عن انه اليوم يخوض معارك ما قبل الفتح سياسيا وعسكريا واقتصاديا من دون ان يحدد مستوى المعارك وخطوط نارها.. وذلك بانتظار كلمة “نصرالله والفتح” يوم الاثنين المقبل بمناسبة تكريم الجرحى والاسرى المقاومين.

وأما القوات اللبنانية فعابت على غيرها ما في نفسها بتقديم النصح وعدم انتظار القرار الخارجي للتحرك في الموضوع الرئاسيوما مواقف وتطورات نهاية الأسبوع  ” النصفية ” إلا خميرة لما شهدته جلسة اللجان النيابية المشتركة التي فضحت المستور وأخرجت الانقسام الطائفي إلى العلن.

وما كان سرا تحت مسميات وذرائع الميثاقية والحقوق المسيحية كشف الحجاب عنه وصار اللعب على المكشوف ولهذه العملة وجه آخر لا يعفيها من مسؤولية التعطيل ولو بورقة بيضاء.