مع اقتراب شهر رمضان يواجه مرضى السكري معضلة في التوفيق بين واجباتهم الدينية والقيود التي يفرضها المرض، وتتردد قبل الشهر الكريم أسئلة نحاول الإجابة عنها هذا التقرير، ومن بينها: متى يصوم مريض السكري؟ وهل هناك فرق في صيام مريض السكري من النوع الأول والنوع الثاني؟
ـ صيام مريض السكري من النوع الأول
مريض السكري من النوع الأول يعتمد على تناول حقن الإنسولين، ويحتاج إلى تناول الغذاء بعد أخذ الجرعة مباشرة، فإذا لم يأخذها المريض ينقص السكر بالدم، وربما يؤدي إلى غيبوبة نقص السكر، ومن أعراضها العرق الشديد والدوخة وازدياد نبضات القلب.
تقول مؤسسة حمد الطبية في قطر إنه لا ينصح بصيام مريض السكري من النوع الأول، أما إذا أصر على الصيام، فيجب تحقيق التالي:
- يجب أن يكون مستوى السكر بالدم منتظمًا.
- يجب أن لا يعاني نقصًا في معدل مستوى السكر خلال شهرين على الأقل قبل رمضان.
حالات يمنع فيها صيام مريض السكري من النوع الأول للخطر الشديد على حياته، وهي:
- أن يكون مستوى السكري بالدم متأرجحًا وغير منتظم.
- المرضى المعالجون بمضخة الإنسولين.
- مصاب السكري الذي يعاني من مضاعفات مثل أمراض القلب والكلى.
ـ صيام مريض السكري من النوع الثاني
مريض السكري من النوع الثاني يعتمد على أخذ أقراص السكري عن طريق الفم.
وتقول مؤسسة حمد الطبية إن معظم المرضى في هذه الفئة يفيدهم الصيام، ولكن يتوجب عليهم تنظيم الوجبات في الإفطار والسحور.
ـ نصائح لمرضى السكري الذين سيصومون
إذا أخبرك طبيبك أنه يمكنك الصوم في رمضان، فيجب عليك الانتباه إلى الأمور التالية:
- مراقبة مستويات سكر الدم، ينصح بقياس مستوى سكر الدم لدى الصائم بين الفينة والأخرى، طوال ساعات اليوم، وهذا يعد ضروريًّا بصفة خاصة للمرضى الذين يعالجون بالإنسولين.
وتنصح مؤسسة حمد الطبية بفحص مستويات سكر الدم أربع مرات في اليوم، على الأقل، في الأوقات التالية:
- من 10:00 صباحًا إلى 11:00 صباحًا.
- من 03:00 مساء إلى 04:00 مساء.
- بعد 3 ساعات من الإفطار.
- قبل السحور مباشرة.
إذا تبين لمريض السكري وجود مؤشرات على حدوث فرط هبوط سكر الدم (الهيبوغلايسيميا) أو فرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرغلايسيميا)، فيجب قطع الصيام والإفطار على الفور، وذلك سعيا للحفاظ على مستوى طبيعي من سكر الدم، ومنعا لحدوث مضاعفات السكري الخطيرة.
- التغذية
اجتناب تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار أو تناول أغذية بها نسبة عالية من الدهون أو الكربوهيدرات.
ابدأ وجبتك بتناول كمية صغيرة من غذاء غني بالكربوهيدرات البسيطة، ويمكن للجسم امتصاصه بسرعة، مثل التمر أو الحليب.
تأخير وجبة السحور بقدر الإمكان؛ ويستحسن أن تحتوي على أغذية غنية بالكربوهيدرات المعقدة، مثل خبز الحبوب الكاملة، والخضروات، وذلك لأن الجسم يستغرق وقتا طويلا لكي يهضم الكربوهيدرات المعقدة ويمتصها، وهذا يبقي الجسم مزودا بالطاقة لأطول فترة ممكنة من النهار.
- التمارين الرياضية
بإمكان معظم مرضى السكري الذين يصومون رمضان أن يحافظوا على المستويات العادية من النشاط البدني والرياضي؛ ولكن من المستحسن، بشكل عام، اجتناب ممارسة التمارين الرياضية أثناء ساعات الصيام، لاسيما قبيل وقت الإفطار، لأنها قد تكون سببًا في إصابة المريض بفرط هبوط سكر الدم.
وعلى الرغم من أن الخلود للراحة قبل وقت الإفطار يعد أمرًا مستحسنًا، فإنه يتعين على مرضى السكري اجتناب النوم أثناء هذه الفترة التي تسبق الإفطار، وذلك لكي يبقوا متيقظين لمؤشرات فرط هبوط سكر الدم (والتي يرجح حدوثها خلال الساعات الأخيرة من نهار الصوم).