“عندما تتغير النفسيات يمكن الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ويبدو ان تغير النفسيات من عاشر المستحيلات”. هذا الكلام لمصدر مسؤول نَعى فُرَصَ الاختراق الإيجابي للطريق الرئاسي، مضيفا” أنه صار من الواجب الإعتراف بأن الأفق أصبح مسدودا” بالكامل… ولدى سؤال من جريدة الجمهورية عن رجاءٍ بألاَّ يَطيرَ الانتخاب نهائياً ردّ المصدر المسؤول بسؤال: “وهل ثمة ما يشير الى غير ذلك؟.. يجب أن نصارح اللبنانيين بأنه لم تعد ثمة إمكانية داخلية لانتخاب رئيس بالتوافق ومع الأسف علينا أن نتعايش مع التعطيل وإلى أجل يُخشى أن يكونَ بعيدا” جدا”…
وأردف المصدر: “أنا لا أغفل في كلامي أن كل الاحتمالات المتعلقة بالانتخاب ممكنة في أي لحظة ولكنْ في الوضع الذي نحن فيه بَدَلَ أن يتكتّلَ البعضُ حول مصلحة البلد فإنهم تكتلوا للتعطيل وقد نجحوا في تخريب المسار الرئاسي ومنع الانتخاب.. “لبنان يدفع ثمن الوضع الشاذ على كل المستويات وحتى على سلطاته.. وكلما طال الأمر سيكون حجم المرارات أكبر والخسارات أكثر وأما الخاسر الأكبر فهم المسيحيون والموارنة خصوصا بانتفاء دور وحضور موقعهم الأول في الدولة”..
هل من مبادرات داخلية يمكن أن تُطلَقَ لتصويب المسار؟ أجاب المصدر المسؤول :”سبق للرئيس بري أن بادر ودعا الى حوار من أجل التوافق على أنه الطريق الوحيد لانقاذ رئاسة الجمهورية وانتخاب الرئيس، وكذلك حاول وليد بك وأخفقت كل المحاولات… وأنا مقتنع بأن التوافق بين الأفرقاء السياسيين في الداخل غير ممكن.. وهو ممكن فقط إذا تغيرت النفسيات ويبدو هذا الأمر من عاشر المستحيلات”…
بالتوازي وفي خضم تطورات صاخبة عالميا وإقليميا ووضعٍ لبناني صعب ومستعصي داخليا أكد مصدر دبلوماسي في باريس أن ما جرى تداولُه في لقاء باريس الخماسي منذ عشرين يوما في شأن لبنان تستمر متابعتُه حرصا على دعم الاستقرار وإحاطة الأوضاع في لبنان ومساعدةِ الأفرقاء السياسيين اللبنانيين من أجل الوصول الى انفراج في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية… أوساط أخرى تعوّل على أجواء تقارب سوري-سعودي عام علّها تؤثر في موقف الرياض ويحصل الانتخاب الرئاسي.
أما جريدة اللواء فقد نشرت أن انتخاب رئيس المردة سليمان فرنجية رئيسا” للجمهورية سَيَحْضُرُ قريبا” في لقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب جبران باسيل.
حكوميا جلسة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي التاسعة من صباح الاثنين المقبل في السراي وبجدول محدود من ثماني مواد.
والأسبوع المقبل أيضاً ستحصل محاولات معالجةٍ رسمية للجم سعر الدولار وكذلك للموضوع القضائي-المصرفي.
لكنَّ النبأ المريب هو ما بثَّه موقع ليبانون 24: أنّه تم تأكيد مقتل إمام مسجد بلدة القرقف في عكار الشيخ أحمد شعيب الرفاعي بعد اعتراف موقوفين بهذا الأمر بحسب موقع أربعة وعشرين.
وقد انتقلت عصراً القوى الأمنيّة إلى منطقة ضهور حسين في عيون السمك – قضاء المنية، لنقل الجثة التي ذُكر أنّه تمّ رميها هناك…
وفيما التحقيقات مستمرة أفادت معلومات غير رسمية بأن إبن رئيس بلدية القرقف علي الرفاعي و المدعو م. م. اعترفا بقتل الشيخ أحمد الرفاعي فيما توارى آخرون مشاركون ودائما بحسب معلومات من مصادر غير رسمية… الشيخ خلدون عريمط أعلن مساء اليوم أن دار الفتوى تدعو أهالي القرقف إلى الهدوء وعدم الثأر والاحتكام إلى القانون.
الإشكال الذي أثارته القاضية غادة عون مع المصارف إنتهى مبدئياً، لكنه تحت الاختبارِ عملياً! فالمؤسّسات المصرفيّة ستعاود عملَها بحذر بدءاً من الإثنين، وستراقب ما ستفعلُه عون، وما ستقومُ به الأجهزةُ الامنية. فاذا تبيّن لها أن هناك التزاماً بالإتفاق الذي عُقد مع رئيس الحكومة فإنَّ المصارف لن تعاود الإضرابَ من جديد. أما إذا تبيّن العكس فإنَّ القطاع المصرفي سيعود إلى الإضراب، مع كل ما يُخلِّفه إضرابُه من تداعيات مدمّرة على الواقع الإقتصاديِّ ككل. وفي الإطار عينِه قال الرئيس نجيب ميقاتي اليوم إن الموقف الذي اتخذه عبر الكتاب الموجّه الى وزير الداخلية بسام المولوي كان الهدفَ منه وقفُ مسارٍ خطير في استخدام القضاءِ والقانونِ لتصفية حساباتٍ سياسية، ولم يكن بقصد حمايةِ أحد. وعليه، فإنَّ سؤالا يُطرح: طالما أنّ المعركة بين غادة عون، والقطاعِ المصرفي، ومصرفِ لبنان معركةٌ بحسابات سياسية، كما قال رئيسُ الحكومة، فهل ستتوقّف الإثنين؟ أم أنَّ الطرف السياسي الذي يؤجّج النار، أي التيارُ الوطني الحر ورئيسُه جبران باسيل، لن يتوقف عن إثارة المعارك العبثية المدمرة قبل أن يهدِم ما تبقى على رؤوس اللبنانيّين؟
في الاثناء يستعد مجلس الوزراء للاجتماع الاثنين لاقرار جدول اعمال الضرورات القصوى. ومع ان بند التمديد لمدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم غير مدرج على جدول الاعمال، لكن من غير المستبعد ان يُطرح الموضوع وان يُصار الى ايجاد مخرج له ، وخصوصا ان ابراهيم يحال على التقاعد بعد يومين تماما من انعقاد مجلس الوزراء. أمنيا، تم العثور على جثة الشيخ احمد الرفاعي بعد خمسة ايام على خطفه. وقد تأكد ان لا ابعاد سياسية لقتل الشيخ الرفاعي، وان الاسباب شخصية بحت. مع ذلك فان الجيش انتشر بشكل مكثف في قرية الشيخ الرفاعي القرقف، خوفاً من اي ردة فعل غير محسوبة. على الصعيد الرئاسي، المواقف على حالها ولا جديد فيها. تطور واحد فقط برز، ويتمثل في الزيارة التي يقوم بها النائبان تيمور جنبلاط ووائل ابوفاعور الى المملكة العربية السعودية. ومع ان الزيارة تتم بدعوة من الجالية اللبنانية في المملكة، لكن من غير المستبعد تحديد مواعيد مع مسؤولين سعوديين معنيين بالملف اللبناني. ووفق مصادر مطلعة فان السعودية لم تبدل رأيها في ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، ولا تزال تعتبره مرشح حزب الله. كما ان المصادر عينها تؤكد ان وليد جنبلاط لن يغرد خارج سرب المملكة في الموضوع الرئاسي، وبالتالي فهو ليس في وارد تبني ترشيح فرنجية او مسايرة الرئيس نبيه بري بهذا الموضوع. وقد يكون الموقف الجنبلاطي الواضح هو ما حمل بري على وقف تجميع اصوات نيابية لمصلحة فرنجية!
جُمهوريةُ فَرع المعلومات وَضعت اليد على جريمتين: إحداها كادت تأخذ البلاد الى جمهوريات من الفتنة والاتهامات المبنية على قواعد َطائفية والسباقِ نحو الاهداف المحددة مسبقاً فقد تمكنت الشعبة من فك غموض الاختفاء الذي دام ثلاثة ايام للشيخ احمد الرفاعي واتضح ان الجريمة كانت بابعاد عائلية مزمنة وتم القبض على اربعة اشخاص متورطين في الخطف احدُهم اعترف بتفاصيل الاستدراج. وقالت مصادر امنية للجديد ان العملية نُفذت على خلفية نزاعات بين الشيخ واقاربه عمرها اكثر من عشر سنوات. وقد توصلت شعبة المعلومات الى المعطيات شبه الكاملة والتي تؤكد ان الشيخ فارق الحياة واسست هذه الجريمة للعديد من الفرضيات السياسية واتهاماتٍ سِيقت ضد جهاتٍ ومرجعيات وقوىً واجهزة وتحديدا ضد الامن العام وهو الجهاز الذي غالباً ما يعمل على خط سير تحرير المخطوفين والرهائن وليس العكس لكنه وُضع اليوم في عين العاصفة بسبب معاملاتٍ مرفوضة لاحد المستفيدين.
وفي يوم المعلومات الطويل وبمولوتوف ٍرجعي تمكنت الشعبة من توقيف المعتدين على قناة الجديد بعد مرور اكثر من شهرين على الاعتداء والفاعلان هما علي حيدر عساف ومهدي علي عقيل المنتميان الى حركة امل وقد اعترفا بأنهما أقدما على اطلاق الرصاص الحي عبر سلاح حزبي يملكه عقيل في منزله لكنْ ابعد من شخصين متهمين.. ماذا عن غطائهما السياسي، وكيف ستبرر أمل هذا الاعتداء الذي قد يعطيه الرئيس نبيه بري غداً الصِفةَ التشريعية والجديد اذ تتابعُ هذه القضية لدى تحري بيروت والقضاء، فإنها تسأل عن أدوارٍ ارفعَ من عنصرين اثنين فـ لعساف وعقيل عقلٌ مدبّر.
وهج الإستحقاق الرئاسي خافت في ظل غياب اي اندفاعة داخلية أو خارجية ذات صلة به.
في المقابل حراك حكومي بقوة دفع من ثالث جلسة لمجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال تعقد بعد غد الإثنين. الجلسة المؤمن نصابها القانوني يتضمن جدول أعمالها ثمانية بنود تكتسب طابع الإلحاح. ورغم أن بعض هذه البنود يتصل بحقوق لموظفي القطاع العام إلا أن إضراب هؤلاء مستمر ومن بينهم أساتذة التعليم الرسمي. ذلك أن هؤلاء ينتظرون حصاد الجلسة ليبنوا على الشيء مقتضاه نافين أن يكون الأساتذة “مكبرين الحجر” بحسب ما أبلغ أمين سر رابطة التعليم الثانوي حيدر خليفة الNBN قائلا إننا نأمل أن نلمس الإثنين جدية لأننا مستعجلون لإنهاء الإضراب أكثر من أهالي الطلاب، فهل يحصل الإنفراج ويتم إنقاذ العام الدراسي؟
إنفراج نسبي سجل على خط المصارف التي علقت إضرابها لمدة أسبوع ما يتيح للموظفين والعسكريين قبض رواتبهم آخر الشهر كما سيشكل هذا الإنفراج فسحة لاستكمال المعالجات على المسار القضائي- المصرفي. وفي هذا الشأن كلام للرئيس نجيب ميقاتي فيه أن الكتاب الأخير الذي وجهه إلى وزير الداخلية لم يكن المقصود به حماية أحد أو تأمين الغطاء لمخالفات أحد داعيا القضاء إلى معالجة ما اعترى مساره من تجاوزات وشطط ومشددا على أن هدفه حماية القطاع المصرفي.
جراح أعزت الأمة، وأبرأت بأوجاعها – ولا تزال – جراح الوطن، فكان العطاء بلا حدود من اجل القضية والراية التي لم ولن نسقطها. في يوم الجريح المقاوم يقف اهل الوفاء إجلالا لمن قدم بلا مقابل، وحمل أوجاعا مدى الزمن، لكي يخفف اوجاع اهله ووطنه. فكل التحية والوفاء لأهل الجراح. أهل التضحية والفداء.
في الوطن الجريح، النزف على حاله، ولا من يقدر الى الآن على إبرائه – إن اقتصاديا أو سياسيا. فبعد تهشيم القضاء كرمى لعيون المصارف، ينتظر اللبنانيون ما سيؤول إليه الوقف المشروط لإضراب جمعية المصارف، ومدى تأثيره على السوق ودولاره الاسود الذي لا زال أقوى الاسلحة الفتاكة بيد اولائك المضاربين الحقيقيين. ومع الأزمات التي تضرب من كل حدب وصوب، مشت الحكومة بعنوان الضرورة نحو جلسة رابعة الاثنين المقبل، بدعوة من رئيسها نجيب ميقاتي، عسى أن تتمكن من مناقشة حلول تحقق اختراقا في جدار الاضراب الذي يعم القطاع العام، ويخنق العام الدراسي الرسمي.
أما المشهد الرئاسي فعلى اختناقه، ولا من يريد ان يمنحه بعض الامل بحوار جدي ينهي الفراغ ويخفف من الاختناق. فانتظار الخارج لن يحل لهم المشكلة ــ بحسب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ــ لان هذا الخارج هو من اوجد المشكلة، فيما مفتاح الحل، بحسب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بان نتفاهم داخليا برؤية اقليمية منفتحة لمصلحة بلدنا، ونأتي برئيس يستطيع ان يدير هذه المرحلة.
وفي ظل الصخب الذي يخيم على المنطقة في هذه المرحلة الدقيقة، خرقت ايران المشهد بصاروخ فرط صوتي، اخرس الكثير من اصوات التبجح لدى اعدائها في المنطقة. صاروخ قال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الاسلامي العميد أمير علي حاجي زادة ان رسالته واضحة.
عمليا، كما في ملف اجتماعات الحكومة، كذلك في قضية القضاء: فشلت كل المواقف والمساعي، في ثني رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن سياساته الخاطئة، سواء بالإصرار على عقد اجتماعات غير دستورية ولا ميثاقية للحكومة، او بالتدخل السافر في عمل القضاء، من خلال الكتاب الأخير الذي أرسله إلى وزير الداخلية، ومفاده الطلب إلى الضابطة العدلية عدم التعاون مع مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون.
فقد كرر ميقاتي اليوم ان الموقف الذي اتخذه كان يهدف الى وقف مسار خطير في استخدام القضاء والقانون لتصفية حسابات سياسية. ورد على مجلس القضاء الاعلى بالقول: مع احترامي الشديد للمجلس واعضائه، عليه ان يقوم بدوره الكامل في معالجة الوضع القضائي لاحقاق الحق والعدالة على الجميع، ووقف الشطط والمخالفات التي تحصل والبت بالمراجعات الكثيرة التي تقدم بها متضررون. وعلى كل معترض ان يقرأ نص كتابي بحرفيته، قبل اطلاق الاعتراضات والمواقف بخلفيات سياسية.
على هذا الكلام، علقت القاضية عون عبر تويتر بالقول: ميقاتي يطالب بوقف المسار القضائي الخطير. كيف يعني؟ فهمنا! لازم نروح نطلب اذن منك تنفتح دعوى؟ معقول رئيس وزراء بيخالف الدستور بهذا الوضوح ومش فرقانة معه لا القوانين ولا القضاء؟ واضافت القاضية عون: لازم تفهم يا دولة الرئيس، انو حقوق الناس مش خاتم بخنصرك وانو في قضاة مستعدين يستشهدوا كرمال الحق.
هذا على خط تدخل رئيس حكومة تصريف الاعمال بعمل القضاء. اما على الجبهة الرئاسية، فاللافت اليوم تسريب خبر مفاده ان تسوية يجري العمل عليها لانتخاب سليمان فرنجية وتكليف نواف سلام، بغطاء من القوات اللبنانية التي ابدت استعدادها لتأمين النصاب.
هذه التسريبات ردت عليها القوات ببيان نفي، مجددة رفضها وصول رئيس المردة. غير ان اوساطا سياسية متابعة علقت عبر الأوتيفي بالقول: بالنسبة لموقف القوات من فرنجية: ما تقول فول، ليصير بالمكيول. فيا ما اتخذ سمير جعجع مواقف وتراجع عنها، من مقولة “وهل تسأل القوات عن موقف من الطائف”، إلى التراجع عن قانون اللقاء الارثوذكسي، الى الانقلاب على عهد الرئيس عون، مرورا باعتبار رياض سلامة أحد انجح حكام المصارف المركزية، وإن غدا لناظره قريب.