بعد “جريمة” رفع الدعم عن حليب الأطفال.. هذه لائحة الأسعار بكل أنواع الحليب

/ خلود شحادة / 

سقطت الورقة الأخيرة من شجرة الدعم، مع قرار وزراة الصحة رفع الدعم عن حليب الأطفال.

قرار أقل ما قال به أنه “وقح”، وبتبرير أوقح، طالع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، اللبنانيين، أن السبب وراء رفع الدعم، هو أن الحكومة تستورد الحليب “لدولتين وشعبين”.

إن كان الأبيض، يقصد التهريب، فتلك مصيبة، حيث أن الدولة في هكذا خيار، كعادتها، تمارس سياسة الهروب للأمام، وترمي مصائبها وتقصيرها على كاهل الشعب المنهك، وبدل أن يتم وقف التهريب بقرار صارم، يتم ايقاف الدعم… نعم انها دولة العجائب!

وإن كان الأبيض يقصد النازحين السوريين، فالمصيبة أعظم، أن يدفع الشعب اللبناني مجدداً، ثمن تهرّب الدولة من حلّ ملف النازحين السوريين، وثمن الأزمة السورية، وثمن قرارات المجتمع الدولي من جيبته!

هي شماعة يعلّق عليها الأبيض حجة رفع الدعم، متنكراً للحقيقة التي باتت “مطلقة”، بالنسبة للشعب اللبناني.

وهذه هي “الرواية الكاملة” لـ”جريمة” رفع الدعم عن حليب الأطفال، والتي تضاف إلى “جرائم” رفع الدعم عن الأدوية، وفقدان أدوية السرطان، ورفع الدعم عن الخبز والمحروقات…

بعد تخدير اللبنانيين بدولار “صيرفة” بدون سقف، وُضع سقف جديد لسحوبات المنصة، ومن ثم تم حصرها بالأفراد، يلي ذلك قرار رفع الدعم عن الحليب، بعدما قرر “الحاكم بأمره” عدم توقيع الاعتمادات اللازمة لدعم الحليب.

طبعاً، لم يفكر سلامة، ولا وزير الصحة، ولا أي مسؤول مدّعي في كيان الدولة المحطّم، بأن سعر علبة الحليب الصغيرة سيتخطى سعرها الـ400 ألف ليرة تقريباً، فكيف لصوت بكاء الأطفال أن تسمعه الطبقة الحاكمة، في حين أنها لم تسمع صرخات الناس والطبقة المسحوقة في الشوارع؟

نقيب الصيادلة جو سلوم، رفض التعليق على القرار، مشيراً الى أنه سيكون هناك موقف رسمي للنقابة فور التشاور مع المعنيين، وهذا ما يشي أن النقابة لا علم مسبقاً لديها بما قرره وزير الصحة. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه، كيف يُتخذ قرار كبير بهذا الحجم، وهذه الخطورة، من دون التنسيق مع الصيدليات، وما هو مصير علب الحليب الموجودة في المخازن على أساس السعر المدعوم، في بلد وصل التفلّت القانوني فيه حد إخفاء أدوية السرطان واحتكارها؟!

أليس من المفترض استمرار الدعم حتى نفاذ الكمية؟

ولأن شيئاً من ذلك لن يتحقّق، فإن أسعار حليب الأطفال حلّقت، وستحلّق مع كل ارتفاع لدولار السوق السوداء، وسيشرب الأطفال حليباً مغمّساً بلوثة الفساد، مع حكومة فعلت كل ما يقهر اللبنانيين، بمختلف فئاتهم، ومناطقهم، وانتماءاتهم… وكذلك من مختلف أعمارهم!

وفي ما يلي لائحة تم تسريبها عن أسعار علب حليب الأطفال بكل أنواعها، على أساس سعر الدولار 44 ألف ليرة، أي أن الأسعار سترتفع خلال اليومين مع الارتفاع في سعر الدولار في السوق السوداء.

إضغط على الصورة لرؤيتها بحجم أكبر