كتب رضوان الذيب في “الديار”:
ستة ايام هزت العالم، من ظهر يوم الجمعة وستستمر حتى مساء االيوم، موعد اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الساعة السادسة في ذكرى الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابي مهدي المهندس، لانه بمجرد اعلان العلاقات الإعلامية في حزب الله عن إلغاء الخطاب المقرر لسماحتة مساء الجمعة الماضي “لاسباب صحية بعد اصابته بالإنفلونزا مما يعيقه عن الحديث بالشكل المعتاد والطبيعي، وهو يتلقى العلاج المناسب”، حتى اضطرب العالم، وهبت كل مخابرات الكون، ووسائل الاعلام العالمية، ومواقع التواصل الاجتماعي لرصد اي خبر عن صحة السيد، والاسترسال في تحليل كلمة انفلونزا، واستضافة اطباء ومعالجين، بدءا من اوستراليا الى اميركا وصولا الى اوروبا، ودخلت بعض الشاشات العربية على هذا الموضوع، واسترسلت وغرقت في بث الشائعات عن صحة السيد “وصعوبة النطق ” لديه والتنفس على الاوكسجين، واصابته بالكورونا التي تركت مضاعفات على صحته، الى آخر المعزوفة، وهللت المواقع العبرية والمعادية لهذا الخبر . حتى ان بيان العلاقات الاعلامية اخذ حيزا واسعا في الصفحات الاولى للصحف العالمية والعربية ومقدمات نشرات الاخبار ومواقع التواصل الاجتماعي.
وفي المعلومات، ان رؤساء دول طلبوا تقارير عما ورد في بيان حزب الله، كما طُلب من مراسلي الصحف العربية والاجنبية والوكالات العالمية في بيروت اعداد تقارير عن هذا الخبر، وهل يطل السيد مساء اليوم ام لا؟
ورغم نفي نجل الامين العام جواد حسن نصرالله جميع الشائعات حول الحالة الصحية الحرجة لوالده، وتأكيده انه تكلم معه، الا ان المواقع المعادية استمرت في بث الشائعات والاضاليل.
وحسب المتابعين، فان الغموض البناء في بيان العلاقات الاعلامية لحزب الله سيكسب الاعلام المقاوم جولة جديدة من المصداقية ضد الاعلام المعادي، الذي بنى كل تحليلاته وتقاريره على كلمة انفلونزا، وسقط في الفخ .
بالمقابل، تلقت قيادة حزب الله كمّا هائلا من الاتصالات والرسائل من لبنان والدول العربية والاوروبية، ورؤساء دول ومنظمات ومثقفين من مختلف القارات، وشكلت الرسائل من فلسطين النسبة الكبرى للاطمئنان على صحة السيد.
الحملة الدولية للاستقصاء عن صحة السيد تكشف مدى استثنائية التحولات الكبرى التي قادها نصرالله في الصراع العربي – “الاسرائيلي” وهزيمة الشرق الاوسط الجديد، وانهاء المشروع التكفيري، وحماية سوريا ، ودعم حركات التحرر على مستوى العالم، التي ادت الى توازنات جديدة، ووضعت مصير الكيان المؤقت ووجوده على طاولة البحث، من خلال تقديم كل الدعم للمقاومين الفلسطينيين، الذين فتحوا عهدا جديدا في المواجهات. هذا هو الاساس عند السيد الذي قدم ايضا نموذجا من التواضع في ادارة الازمات الداخلية، لكن البعض مصر على سياسة “عنزة لو طارت “.