بين عطلة الميلاد المجيد وانتظار حلول العام الجديد أيام قليلة يستغرق فيها اللبنانيون في بهجة وإن منغصة بمفاعيل أعتى أزمة يمر بها لبنان.
ففي الأزمة المالية وبعد عمليات مضاربة وتهريب الدولار خارج الحدود سجل تحرك لمصرف لبنان ببيانين(2) أكدا على سعر جديد لمنصة صيرفة وهو 38 ألف ليرة لبنانية والسماح للأفراد والمؤسسات ومن دون حدود بالأرقام أن يتقدموا من كل المصارف اللبنانية لتمرير تلك العمليات وذلك طبعا أدى الى تراجع الدولار في السوق السوداء ليعاود ارتفاعه لاحقا.
أما على خط الرئاسة الأولى فإن المعنيين بإنتخاب رئيس للجمهورية ينتظرون كمفتاح -مؤشر أن تتوسع دائرة الإتصالات الداخلية بالتوازي مع تفعيل الرئيس الفرنسي اتصالاته ولقاءاته الإقليمية لإحداث أرضية تؤدي الى انتخاب رئيس ثم تأليف حكومة منسجمة معه والدخول بإصلاحات حقيقية.
وقد شهدت عين التينة اليوم لقاء جمع الرئيس بري بالرئيس ميقاتي الذي قال: نحن على خط واحد ومتابعة دائمة مع الرئيس بري.
وعلى خط حادثة العاقبية كانت لافتة زيارة قائد الجيش الى مقر قيادة الكتيبة الإيرلندية – البولونية في الطيري حيث قام بتكريم الجنود الإيرلنديين الأربعة الذين تعرضت آليتهم إلى إطلاق نار منوها بتضحيات عناصر وحدات اليونيفيل.
في وقت أكدت اليونيفيل عبر صفحتها على تويتر أنها تريد الحقيقة في حادثة العاقبية متطلعة لمحاسبة الجناة
إذا بيانان لمصرف لبنان خلقا خوفا لدى المواطنين.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
ما بين عطل العيدين هدوء نسبي وتراجع في الحراك السياسي خرقه اجتماع بين رئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الأعمال.
الإجتماع تمحور حول قضايا تتعلق بتسيير أمور الدولة بحسب ما أعلن الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال إنه والرئيس نبيه بري على خط واحد.
على الخط الإقتصادي والنقدي والمالي قرار لمصرف لبنان يرفع بموجبه سعر صيرفة إلى 38 الف ليرة ويتيح أن يشتري (المركزي) كل الليرات اللبنانية ويبيع الدولار على هذا السعر ويسمح للأفراد والمؤسسات ومن دون حدود بالأرقام أن يتقدموا من جميع المصارف لتمرير هذه العمليات.
قرار مصرف لبنان أحدث صدمة فورية في السوق السوداء هبط الدولار تحت وطأتها ليصل إلى حوالي 42 ألف ليرة بعدما كان صباحا بحدود 47800 ليرة.
لكن هذا الهبوط لم يعمر طويلا إذ استأنف دولار السوق السوداء صعوده ثم التلاعب على حبال الإرتفاع والإنخفاض.
ارتفاع سعر العملة الخضراء مقابل العملة الوطنية وازته قفزة جنونية لأسعار المحروقات وصلت بها إلى ستة وعشرين ألف ليرة بالنسبة للمازوت وأربعة وعشرين ألفا بالنسبة للبنزين.
أما بالنسبة لقضية زيادة الضريبة على رواتب الموظفين بالدولار فقد حطت اليوم على طاولة إجتماع عقد في السراي
وبحسب رئيس الهيئات الإقتصادية فإن هذه المشكلة على طريق الحل متوقعا صدور قرار عن وزير المالية بهذا الشأن.
في زمن الصمت السياسي شبه الكامل، لا صوت يعلو على صوت الدولار. وبعكس الايام الفائتة فان صوت العملة الخضراء حمل للبنانيين بعض التفاؤل اليوم. حاكم مصرف لبنان اصدر بيانا اعلن فيه رفع دولار صيرفة الى 38 الف ليرة. كما واتاح لمصرف لبنان ان يشتري كل الليرات اللبنانية ويبيع الدولار على سعر صيرفة الجديد. و بقراره اصبح يحق للافراد والمؤسسات ان يتقدموا من كل المصارف اللبنانية لتمرير هذه العمليات من دون حدود بالارقام وذلك حتى اشعارآخر. القرار المذكور ادى الى تهاوي سعر صرف الدولار بسرعة من 47 الفا و500 ليرة الى 44 الفا و500 ليرة، اي انه هبط ثلاثة الاف ليرة في يوم واحد.
فهل سيواصل الدولار هبوطه الامن، ام سيعود الى الارتفاع ما يجعل قرار مصرف لبنان مجرد ابرة مسكن لا اكثر ولا اقل؟
سياسيا، الجمود يسيطر بانتظار انتهاء فترة الاعياد. لكن اللافت اليوم الحركة في عين التينة ، حيث التقى رئيس مجلس النواب كلا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعضو اللقاء الديمقراطي وائل بو فاعور. الواضح ان اللقاءين جاءا على وقع حركة الاتصالات غير العادية الي اجراها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الايام الاخيرة.
وقد ترددت معلومات انه يستعد لاستكمالها، حتى لا تصل الى سدة الرئاسة شخصية تشكل خطرا سياسيا عليه. ولأن المشاورات المحلية لن تؤدي الى اي نتيجة عملية حتى الان على الاقل، فان الاتصالات الديبلوماسية جارية بقوة اعدادا لاجتماع باريس الذي سيتطرق الى الازمة اللبنانية.
ووفق آخر المعلومات فان المؤتمر المذكور الذي يضم ممثلين عن السعودية وقطر وفرنسا واميركا اضحى من شبه المؤكد انه سينعقد في النصف الاول من شهر كانون الثاني المقبل. فهل يحقق حراك الخارج ما عجز عنه حراك الداخل؟.
في البلد المعمية آفاقه الاقتصادية والسياسية، تجدد التاكيد اليوم انه متروك باهله وعملته وكل اقتصاده الى تعاميم المصرف المركزي ..
فيكفي ان يقرر الحاكم حتى ينزل سعر الدولار اكثر من اربعة آلاف ليرة بتعميم، ويرفع دولار منصة صيرفة سبعة آلاف ليرة، وبين حابل صيرفة ونابل السوق السوداء ضاع البلد والناس والاقتصاد، ولم ينج من تلاعب الدولار الا من التحق بحاشية المصرف المركزي وعمل له في كل الاسواق السوداء منها وغير السوداء..
وفي ظل الايام الاقتصادية السوداء والزمن السياسي الأغبر، لا آفاق سياسية ولا كلام الا عابرا على موائد المعايدات ومنابرها، ومنها كان اليوم كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي زار عين التينة معايدا، وناقش مع الرئيس نبيه بري امور تسيير الدولة كما قال. اما قول موفد رئيس الحزب الاشتراكي الى عين التينة النائب وائل ابو فاعور أن لا حل اقتصاديا للازمة وانما الحل سياسي ولا سبيل اليه الا بالحوار، وما اللقاءات التي جرت وتجري الا بداية لتلمس سبيل للحوار – ليس الا..
والى ان تسود هذه القناعة الجميع فان البلد معلق على حبال الانتظار..
اما الموقف المنتظر فللامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الذي سيطل عند الثامنة والنصف من مساء الجمعة المقبل عبر شاشة المنار متناولا عددا من التطورات السياسية المحلية. على ان تليها اطلالة ثانية عند السادسة من مساء الثلاثاء المقبل في الاحتفال الذي يقيمه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الشهيدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني والحاج ابي مهدي المهندس..
من أجل فلس الواتساب، قامت قيامة الكثيرين، ولم تقعد بعد. أما من أجل الخمسين ألف ليرة التي لامسها سعر صرف الدولار الواحد اليوم، بعدما كان حتى أمس القريب رقما خياليا، فلم يحرك أحد ساكنا.
لا ثورة جديدة اشتعلت، ولا الناس في الشوارع، ولا وسائل الإعلام أطلقت العنان لبثها المباشر المتواصل ليلا نهارا دفاعا عن حقوق الناس.
أما السبب، فيحتار المتابعون مرة بعد مرة في تفسيره، بين متهم للغالبية بالصمت لأنها مستفيدة من الأزمة، ومعتبر أن اليأس أحكم سيطرته على المجتمع. غير ان ما يجمع عليه الطرفان، هو ان الهدوء الواضح اليوم، لا يعدو كونه دليلا إضافيا إلى أن ما جرى اعتبارا من 17 تشرين الاول 2019، والذي انساق اليه كثيرون من اصحاب النوايا الحسنة من الناس، لم يكن في الأصل إلا ترجمة لقرار سياسي خارجي وداخلي، قضى بتحقيق ثلاثة أهداف:
أولا: هدف بعض الخارج في التصويب على المقاومة عبر حلفائها، بعدما فشل في بالمباشر.
ثانيا: هدف بعض الداخل في ضرب الحالة العونية بعد وصولها إلى رأس الدولة، لضرب ما كرسته منذ عام 2005 من ميثاق، وما استعادته من شراكة وما ثبتته من توازن.
ثالثا: هدف الفساد العابر للطوائف والمذاهب والمناطق والرئاسات وسائر المسؤوليات، في تصفير العداد، وتشريع النهب السابق، والافلات من اي عقاب محتمل.
وبالعودة الى الوضع الراهن، يمكن اختصار الصورة كما يلي: فراغ رئاسي وحكومي إلى أمد غير منظور، حركة اتصالات ولقاءات بلا بركة حتى الآن، اقتصاد مشلول، وضع مالي منهار، واستقرار نقدي ضائع بين التعاميم وتسعيرات الصرف الرسمية وغير الرسمية، وسعر تطبيق صيرفة الذي رفعه اليوم حاكم مصرف لبنان الى ثمانية وثلاثين الف ليرة لبنانية دفعة واحدة، تحت عنوان مواكبة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، ليدفع الثمن كل اصحاب فواتير الدولار غير المسددة، كالاتصالات الخلوية وغيرها، ذلك ان استثنائها من سعر صيرفة الجديد، يتطلب جلسة مستحيلة لمجلس الوزراء.
السياسة والسياحة في لبنان يتعاكسان ويتناقضان، فحيث تكون السياسة، لا أثر للسياحة، وحيث تكون السياحة، لا أثر للسياسة. كأن لسان حال اللبنانيين، في مخاطبتهم للسياسيين: “دعونا وشأننا ونحن نرتب أمورنا”.
اللبناني يفتعل البهجة ويريد أن يعيد مهما كلف الأمر، والسياسيون يفتعلون الأزمات وينكدون عيش اللبنانيين، وإذا ” جردنا ” اللائحة فقد لا ننتهي:
تمنين بساعات إضافية للكهرباء ، وحتى الآن لا شيء.
وعود بتحسين أوضاع السير ، فيما الطرقات تزداد ازدحاما .
تكرار واجترار لملف انتخاب رئيس الجمهورية وإغراق هذا الملف بالمواصفات ، علما أن القاصي والداني يعرف أن سلطة رئيس الجمهورية داخل جلسات مجلس الوزراء ، لا منفردا ، ما يعني أن كل حديث عن مواصفات ليس سوى تعبئة الوقت في انتظار شيء لا أحد يعرف ما هو .
في المقابل ، يغرق البلد في نكد سياسي ومعيشي، من مثل المساعدات للجيش ، هذه المساعدات المجمدة بسبب رفض وزير الدفاع التوقيع على صرفها ، لكن البلد الذي يعيش على ” ثقافة الأرانب ” قد يستخدم هذه السياسة مرة جديدة ، لكن الارنب هذه المرة لن يخرج من كم الرئيس نبيه بري ، بل من كم الرئيس نجيب ميقاتي الذي يمكن أن يبتدع مخرجا يتيح صرف المساعدات للجيش والتي قد يستفيد منها وزير الدفاع بصفته عميدا متقاعدا .
دوليا ، هل تكون افغانستان على طريق إيران؟ هل تقود المراة الأفغانية حركة مضادة؟ اليوم طالبة أفغانية تتحدى بمفردها قرار طالبان حرمان الفتيات من التعليم الجامعي، وقالت الطالبة التي اكتفت بذكر اسمها الأول، مروة، لوكالة فرانس برس، “للمرة الأولى في حياتي، شعرت بالفخر والقوة والعزيمة لأنني وقفت في وجههم وطالبت بحق منحه الله لنا”.
خطوة تستدعي المتابعة.
بالعودة إلى لبنان، وفيما الأجواء المفتوحة والحريات في العالم لا حدود لها ، تحاول بعض الهيئات التي تغطي نفسها بستار مذهبي وديني احيانا، ان تحل محل العقل والمنطق، فتعطي لنفسها أدوارا يفترض ألا تكون لها، وتغطي بهذه الأدوار قرارات لسلطات رسمية، الجامع المشترك بين هذه الهيئات والمراكز أنها تتوزع على كل الطوائف، فتحلل وتحرم وتعطي رايا ليس من اختصاصها، فقط لتقول: نحن هنا .
هذا الاداء الذي اقل ما يقال فيه إنه لا يواكب العصر، سيكون محط متابعة حتى لو أدى ذلك إلى تسمية هذه المراكز باسمائها لدى جميع الطوائف.
هكذا البداية من الرقابة في لبنان التي منعت عرض اغنية ميلادية لاحتوائها على عبارة قد يساء فهمها.
فجرا وصلت الرسالة بالبريد الناري العاجل، وبقنبلة مولوتوف حملت رأسا مشتعلا صاغته فتوى دينية صادرة عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وبعض المرجعيات الحزبية والسياسية وهذه المرجعيات والمجالس تركت فتاويها للمارة وحللت سفك الدماء عندما صنفت محطة الجديد في خانة خدمة المشروع الصهيوني.
وقبل صلاة الفجر احتمى مجهول بالحصانة الدينية والحزبية، ليصبح معلوما ويرمي بمولوتوف على مبنى المحطة.. في قرار جاء عن سابق تصميم سياسي وإصرار إلكتروني قادته جحافل التواصل تهديدا ووعيدا وتحريضا ضد الجديد والعاملين فيها رميت الجديد بما يسمونها “قنبلة الفقراء”، فأصابت بذعرها العاملين والقاطنين من السكان في محيط المحطة التي ما بدلت مكانها ولا استبدلته في أحلك الأزمات والأحداث والحروب ضد الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة، ما قبل تموز وما بعده.. وخلالها شكلت الجديد رافعة المقاومة بقلم من رصاص…
ولكن هذا القلم لن يسيل حبره للرذائل.. وسيقاوم العنف وكبت الحريات وفي مواجهة الفساد والطغمة السياسية، أيا كان موقعها، كانت رأس الحربة وقفت الجديد إلى جانب قضايا الناس.. واكبتهم في الشوارع وواكبوها من خلف الشاشات.. صادقوها وصدقوها.. وهو ما لم يرق للزعماء، سياسيين كانوا أم حزبيين أم روحيين، فرموها بجرم العمالة وأقاموا عليها الحد قاربت قضايا اللبنانيين وخصوصا الجنوبيين الممنوعة من الصرف في قنوات أولياء الأمر السياسي، ودخلت المناطق المحرمة دفاعا عن حقوق النساء وتحديدا الجنوبيات في مواجهة الأحكام الدينية العرفية فلكم أشباح الليل ولغة النار والاسفاف وتدني الخطاب وبلوغه حدا عنصريا بغيضا تدعون انكم تدافعون فيه عن نساء الجنوب وأمهاته الانقياء..
وللجديد قلم عصي على الكسر والانكسار ولديها من الجرأة ما يكفي، لا لتعتذر عن مقطع مجتزأ بفعل قصدي بل لتحاور بلغة العقل والمنطق وتهدئة النفوس منعا لاستثمار الموقف والاصطياد في الماء العكر، ودرءا لفتنة حذر منها العلامة علي فضل الله..
ولكن ثمة من لا يتقن إلا الحوار بالنار ومواده الحارقة والمحاربون في عتمة الليل عند بوابات الجديد, لن تجدهم يستنفرون نهارا ضد عتمة التيار أو ارتفاع أسعار المحروقات ودخول الدولار مضاربا، صعودا وهبوطا، من دون رادع أمني أو قضائي يلجم التلاعب في بورصة السوق السوداء واليوم تدخل المركزي رافعا سعر صيرفة إلى ثمانية وثلاثين ألفا، متيحا للأفراد والمؤسسات ومن دون حدود بالأرقام، أن يتقدموا من جميع المصارف لتمرير هذه العمليات حتى إشعار آخر وقال بيان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إن الارتفاع في السوق الموازية ناتج من عمليات مضاربة وتهريب الدولار وهذه التعاميم أفرزت اليوم إشكالا بين الصرافين في شتورة سرعان ما لملمت الأجهزة الأمنية آثاره…
وأما البورصة السياسية فاستقرت عند زيارة التهنئة بالأعياد بين السرايا وعين التينة، واتفاق بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي على تسيير شؤون دولة تسير نحو الهاوية بلا رأس يفرمل انهيارها تلا الزيارة لقاء كشف حساب قدمه النائب وائل أبو فاعور إلى الرئيس بري بمفعول رجعي عن اجتماع جنبلاط-باسيل الأخير ومن عين التينة قال أبو فاعور أن لا بديل عن الحوار، أكان ثنائيا أم جامعا، كسبيل وحيد للخروج من الأزمة السياسية المتمثلة في الفراغ الرئاسي وحتى اقتناع الطرفين المسيحيين بالجلوس وجها لوجه.. فان البلاد برمتها .. مؤجلة الى العام المقبل.