“الثنائي” يكتفي بالموقف: هل تنجح الجهود باحتواء أزمة “الجديد”؟

/ خلود شحادة /

تحول مقطع الفيديو الذي تظهر فيه جوانا كركي بشخصية “بتول”، إلى قضية رأي عام، بعد موجة الاعتراضات الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي.
كلٌ من موقعه، انبرى للدفاع عن شرف أهل الجنوب ونسائه، بأساليب مختلفة، وبطرق تعبير متنوعة، والرسالة واحدة إلى كركي “هذه إهانة كبيرة جداً.. وليست مزحة عابرة”.

لم يتحمّل أحد هذه الإهانة، وكانت الردود من كل المناطق والطوائف.
لم يتوانَ عن التعليق مساعد المفتش العام في دار الفتوى الشيخ حسن مرعب، والمعروف بمواقفه السياسية الحادة من “الثنائي الشيعي”، وأدلى بموقف ينتصر لنساء أهل الجنوب ويدافع عنهم ويهاجم محطة “الجديد” وبرنامجها.

تشعّب السجال على مواقع التواصل الإجتماعي، واحتدم بين نجل الأمين العام لـ”حزب الله”، جواد نصر الله، عقب انتقاد وجهه لقناة “الجديد”، وبين مديرة الأخبار والبرامج السياسية في محطة الجديد، مريم البسام، التي أيضاً ردّت على أحد المشايخ المحسوبين على “حزب الله”، الشيخ شفيق جرادي، وصعّدت من جديد. في الوقت الذي كان ينتظر الناس من الجديد والمسؤولين فيه الاعتذار عن الخطأ.

واصلت قناة “الجديد” حملتها عبر نشرات أخبارها، عبر التأكيد على أن ما حصل هو “مزحة تقيلة” لا تستحق كل هذا “التأجيج”.
الاعتراض الشعبي الواسع، انسحب على الصعيدين الرسمي والسياسي بمواقف شاجبة، لكن كان واضحاً أن هناك رغبة لدى الجميع باحتواء التداعيات وتبريد ردود الفعل.

أول المعلّقين على الحدث، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، الذي اتصل بـ”الجديد” وانتقد ما حصل، ودعا إلى موقف مسؤول.

بيان خجول جداً، صدر عن المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، لم يقوَ حتى على دفع القناة للإعتذار من البيئة التي تم توجيه الإهانة الأخلاقية لها.

عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، الدكتور ابراهيم الموسوي، وبصفته رئيساً للجنة الإعلام والإتصالات النيابية، أصدر بياناً اعتبر فيه أن “ما اقترفته قناة الجديد هو فعلة شنيعة جداً”، طالباً “من الجهات الرسمية معالجة الموضوع”.
الجهات الإعلامية المعنية في “حزب الله”، أبلغت موقع “الجريدة”، تبنّي الحزب بيان النائب الموسوي جملة وتفصيلاً، مؤكدة “الاكتفاء بهذا الرد حالياً”.

وفي حديث لموقع “الجريدة”، مسؤول المكتب الإعلامي المركزي في حركة “أمل”، الدكتور رامي نجم، استنكر بشدّة “التطاول على مقامات السيدات الجنوبيات المقاومات”، معتبراً أن “ما حصل مرفوض بالكامل، ولا يمكن القبول به لا بحق النساء الجنوبيات، ولا بحق أي مكون لبناني”.

ولفت نجم، إلى أن “اللبنانيين عامة، والحركيين خاصة، شجبوا واستنكروا هذه الإهانة المرفوضة بكل المقاييس”، مشيراً إلى أن “الكرامات الشخصية مقدسة ولا يمكن المساس بها تحت شعار الكوميديا والمزاح”.
هذا الاستنكار الرسمي والشعبي، دفع آل كركي إلى إصدار بيان تبرأوا فيه من “المدعوة جوانا كركي وأفعالها المشينة والمخالفة لأعراف وأخلاق أهل الجنوب والعائلة”.

قضية الرأي العام اليوم، ليست موقفاً سياسياً، ولا حدثاً أمنياً قد يعني البعض ويغيب عن بال الآخرين، لا يُقارن هذا الحدث مع مساحة الحرية الإعلامية، ولا يمكن تحويله لمؤامرة ضد “الحريات”.

ما جرى، يمسّ كرامة جميع اللبنانيين، ولا تصحّ المفاضلة هنا، بين الواقع المعيشي وهذه “السقطة” الأخلاقية.
وما يخلق الريبة الحقيقية من أن يكون ما جرى عن سبق إصرار وترصد، وفي سياق مشروع سياسي مقصود، هو استمرار قناة “الجديد” بالدفاع عن الخطأ، رغم الغضب الشعبي والرسمي العارم، وإصرارها على أن الطعن بالشرف يمكن أن يكون مجرد “مزحة”!

سقطة “الجديد”.. استباحة المحرّمات!