مقدمات نشرات الاخبار اليوم الاحد 18-12-2022

الأرجنتين بطل العالم في كرة القدم.. النهائي حبس انفاس العالم. الأرجنتين ثم تعادل ثم ارجنتين ثم تعادل. ثم فوز للأرجنتين بركلات الترجيح. فبعد أربع وستين مباراة على مدى تسعة وعشرين يومًا، أكثر نهائي مونديال إثارة.
تربعت الأرجنتين على عرش كرة القدم ..
قطر، بدورها، نالت كأس الفوز بحسن التنظيم فحازت إعجاب العالم على رغم الحملات التي استهدفتها، إذ كيف لبلدٍ عربي ان يحظى بتنظيم المونديال؟
غدًا يومٌ آخر في العالم، إنتهى العرس الكروي الذي امتد قرابة الشهر، ويعود العالم إلى مشاكله وأزماته وهمومه: من الحرب الأوكرانية الروسية وتداعياتها على العالم ولاسيما أوروبا ، إلى اضطرابات إيران.

أما في لبنان فالأزمات تتوالد: من العاقبية إلى رميش وصولًا إلى حرب الصلاحيات ومعضلة الفراغ الرئاسي.
في حادثة العاقبية، التحقيقات تجري على ثلاث مستويات: إيرلندي دولي، الأجهزة اللبنانية، وحزب الله، كل طرف يجري تحقيقاته بسرية مطلقة، والجامع المشترك بينها ان الرواية الأولية عن ردة فعل الأهالي، تحتاج إلى تدقيق وإلى توسع في التحقيق، ووفق مصدر قضائي فإن المعطيات ترجح أن إطلاق النار تمَّ من قبل شخصين على السيارة التي قُتِل فيها الجندي الإيرلندي.
في أزمة الأعتداء على أراضٍ في بلدة رميش من قبل جمعية تشكِّل واجهة لحزب الله، الأمور على حالها، ابناء رميش رفعوا الصوت لكن السلطة السياسية لم تسمع على ما يبدو، فهل يُترَك الطرفان وجهًا لوجه في غياب المعالجات؟
حدثُ عراقي، فقد أتلفت السلطات العراقية اليوم حوالى ستة أطنان من المواد المخدرة، مثل الكوكايين والحشيش وحبوب الكبتاغون، ضُبطت وحُفظت على مدى عشر سنوات.  تمت العملية أمام وسائل الإعلام في منطقة صحراوية محاذية لقاعدة عسكرية قرب بغداد، فيما أوضح وزير الصحة صالح الحسناوي أن الكمية المتلفة البالغة 5 أطنان و900 كيلوغرام ضبطت من قبل قواتنا الأمنية في المنافذ الحدودية وفي مواقع مختلفة من العراق.
وجاءت غالبية هذه المواد المخدرة، وفق المسؤول الحكومي، من إيران، ومن لبنان وسوريا.

قبل المواجهة الكبرى بأيام.. قال البرغوث الأرجنتيني, الذي وصل إلى خريف العمر الكروي, إن “دييغو مارادونا يدفعنا من السماء”، لم تكن هذه الذهبية التعبيرية تقديرا وحسب، بل استئذانا طال انتطاره ليونيل أندريايس ميسي الذي حمل عبء  الإرث المارادوني على أكتافه منذ أن سجل هدفه ضد خيتافي، فأدخل نفسه في سجن الهوس البشري بالمقارنات.. تحرر اليوم لم يحمل الكأس في أربعة مونديالات.. وها هو الآن يرفعها عالميا كملك كروي متوج على الكرة الأرضية الساحر  الأرجنتيني الذي أسر عشاق كرة القدم مذ لمست قدماه أرض الملاعب لأول مرة وهو في سن لا تسمح له حتى بقيادة السيارة.. انتظر رحيل الملك ليتوج خليفة بعده، وكأنه استأذن قبل أن يسمح للعالم بتتويجه الملك الكروي الثاني.. فالأرض لم تكن تحتمل ملكين على قيد الحياة رقص الأرجنتينيون التانغو على جثث الديوك بعد انتظار ستة وثلاثين عاما، حقق ميسي اللقب الأغلى للشعب الأرجنتيني وسار على درب سلفه مارادونا.. وكأن لسان حاله يقول: فعلتها يا أبي.. وبالثلاثة لقن سكالوني درسا كرويا كبيرا لديشامب  الان هو الوقت الإضافي القاتل.. آخر لحظات كأس العالم سحبت أنفاس العالم..
واحتبس الهواء في ستاد لوسيل ومنه إلى الكرة الأرضية تسعون دقيقة اقتسمها لاعبان.. فسيطر شيخ اللاعبين ليونيل ميسي على الثمانين الأولى، فيما قلب كيليان مبابي الميمنة على الميسرة في دقيقة واحدة وسطع نجم الغولدن بوي في العشر
الأخيرة الأرجنتين.. فرنسا، ومنازلة تجري الآن في المباريات النهائية لكأس العالم.. حيث قدم المنتخبان أداء تسبب بداء الصرع للمشجعين من الطرفين.. لما حمله من تشويق باتت نتائجه شبه محسومة  ولأن العبرة في الخواتيم.. استفاقت الديوك الفرنسية في النصف الثاني من اللعبة، وهزت العرش الأرجنتيي بهدف أول لمباني كان بمثابة قبلة حياة للزرق الذين الحقوا شباك مارتينيز بهدف ثان بعد اقل من دقيقتين كان ذلك بمثابة التحية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي وقف في اعالي ستاد لوسيل حماسة تأخذة وخيبة تعود به الى ارض الواقع الذي  الارجنتين يغادرها ثاني اوكسيد الكربون لتستعيد الهواء  النقي ..كما يعبر كبير معلقي المونديال عصام الشوالي.

تسعة ٌوعشرون يوما ًمن المنافسات ِوالفعاليات ِفي مونديال قطر، واربعة ٌوستون مباراةً تقفِلُ اليوم َعلى حماوة ِالمواجهة ِالنهائية ِبين َمنتخبي فرنسا والارجنتين.

بهدفين في الشوط ِالاول ظنت الارجنتين ُانها ضمِنت نجمتَها الثالثة ِفي تاريخيات ِالمونديال، قبل ان تعادلَها فرنسا بهدفين في الشوط الثاني، لتذهبَ المباراة ُالى الضغط ِالاقصى في الوقت ِالاضافي واحراز الارجنتين هدفاً ثالثا قبل قليل ِعلى أرض ملعبِ لوسيل القطري. فلحساب ٍمن سيكونُ الفوز بعد دقائق؟ لتكتيكِ الديوك ِالفرنسية أم للمهارة الارجنتينية؟

وهل ستتمكنُ فرنسا من المحافظة ِعلى الكأسِ الذهبية ِفي واجهِتها الزجاجية ام ستستعيدها الارجنتين بعد انتظارٍ دام ستةَ وثلاثين عاماً؟

بعد قليل، تُسدلُ سِتارة ُالمونديال على فائز ٍوخاسر، وغداً يعود ُكلُ اللاعبينَ ومشجعوهم الى بلادهم لينطلقَ التحضير ُللمونديال المقبل ِباستضافة ٍموزعة ٍعلى ثلاث ِدول ٍلاول ِمرة ٍوبمشاركة ٍموسعة ٍستضم ُثمانيةً واربعين منتخباً…

يقول ُالمتابعون الرياضيون ان هذا النظام ِالجديد ِسيجعل ُالساحرة َالمستديرة َاكثر َجذباً على مستوى الدول ِوالأعلام ِوالجماهير، وسيزيد ُفرص َمنتخبات ٍكثيرة ٍبالوصول ِالى نهائيات ِمونديال 2026 … فهل سيكون ُلبلدنا لبنان نصيب ٌباجتياز ِعتبة ِالتصفيات ِالاسيوية ِالمقبلة ِالى النهائيات؟

لا يُفقد الامل ُبان يكون لهذا البلد نصيب ٌجيد ٌفي مكان ما، بعدما افقده سياسيوه الكثير َمن الأحلام، ووضعوا شعبَه على سكة ِالافقار ِوالضَياع ِوالتهورِ السياسي ِالمفرط، وتركوه معلقا ًعلى حبال ِالدولار ِالذي تجاوز َالاربعة ِوالاربعين الف ليرة في رحلة ٍمفتوحة ٍنحو َسقف ٍاعلى وعلى عين ِالمركزي ِالمتحكم ِبكل اسواق ِالعملة ِالبيضاء والسوداء على حد سواء. اما في السياسة ، فاصبح واقعا ًان الجميع َقد شدوا الرحالَ الى العام ِالمقبل ِمع ازمتي الانتخابات ِالرئاسية ِوالجلساتِ الوزارية وكل ِالملفات ِالمعلقة ِعلى تسويات ٍلا يُتوقع انها ستأتي قريبا.

ِ

اما وقد انتهى المونديال، ففاز من فاز وخسر من خسر، ستذهب “سكرة” اللبنانيين الرياضية التي استمرت لشهر، لتعود اعتبارا من الغد، “فَكرة” الازمة المستمرة منذ ثلاث سنوات، والمرشحة للاستمرار سنوات طويلة، اذا استمر اداء غالبية الطبقة السياسية على ما هو عليه.
ستذهب سكرة الرياضة، لتعود فَكرة الرئاسة الشاغرة، والتطاحن الفارغ بين اطراف النزاع على ما تبقى من مقومات وطن.
ستذهب سكرة الرياضة، لتعود فَكرة الحكومة العاجزة، الا عن سعي رئيسها الدائم الى خرق الميثاق وضرب الدستور لغايات لا تخفى الا على من يرفض ان يرى.
ستذهب سكرة الرياضة، لتعود فَكرة السلطة التشريعية، غير القادرة على اقرار قانون بالغ الضرورة في ظل الازمة المالية، كالكابيتال كونترول الذي يتقاذفه الإرجاء من موعد الى آخر.
ستذهب سكرة الرياضة، لتعود فَكرة بعض القضاء، الذي لا يحاسب الا الاوادم، فيما المرتكبون المعروفون من الجميع يسرحون ويمرحون.
يتذهب سكرة الرياضة لتعود فَكرة الدولار، المتوثب نحو الخمسين الفا، فيما المآسي الحياتية والمعيشية تتراكم، ولا تُواجَه الا بالهرب الى الامام.
طبعا، كان من حق اللبنانيين جميعا ان يسكروا بالمونديال، فتنسيهم اخبار كرة القدم الممتعة، اخبار السياسة المحبطة. ومن حق اللبنانيين ايضا، ان يحلموا بوطن يعود يوما ما، مثل قطر، نقطة جذب واستقطاب، لا محطة نزوح وهجرة.
فكل مونديال وانتم بخير، عسى الا يحين موعد المونديال المقبل، الا ولبنان واللبنانيين بألف خير.