رغم ما بلغه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في كلامه الأخير من “مستويات غير لائقة في التعاطي بهذا الشكل التشهيري في مقاربة العلاقة بين “التيار الوطني” و”حزب الله” عبر الإعلام”، على حد تعبير مصدر رفيع في قوى الثامن من آذار لـ”نداء الوطن”، فإنّ قيادة “الحزب” لا تزال تتعاطى “بحرص وترفّع مع المستجدات صوناً لهذه العلاقة واحتراماً للتفاهم الاستراتيجي والوطني الذي أرسى دعائمه كل من الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون بين الجانبين”، موضحاً أنّ “حزب الله” من هذا المنطلق آثر الصمت “رغم أنّ لديه الكثير ليقوله مقابل حملات التجني والتشهير التي تطاله، ويحرص على أن يمتصّ “الفوعة” بانتظار أن تهدأ النفوس الغاضبة لكي تعود لغة العقل والتعقّل ويصار تالياً إلى إعادة الأمور إلى نصابها السليم”.
ولأنّ “الوعاء الكبير يتسّع للصغير”، يلفت المصدر إلى أنّ “حزب الله” اعتاد على تلقّي “سهام اللوم من الحلفاء بصدره الواسع”، مذكراً بأنها “ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها “الحزب” لمواقف مماثلة هي في الحقيقة أقرب إلى الطعنات في الوجه من تلك الطعنات في الظهر التي تحدث عنها باسيل، لكنه دائماً ما يعضّ على الجراح ويغلّب مصلحة حلفائه على مصالحه والشواهد كثيرة على ذلك سواءً في الانتخابات النيابية أو في التشكيلات الحكومية أو حتى في الاستحقاقات الرئاسية”، وختم: “يكفي أنّ ما يشكو منه باسيل اليوم في الملفين الحكومي والرئاسي، سبق أن شكا منه الكثيرون من الحلفاء والخصوم على حد سواء بحيث كان الجميع يلوم “حزب الله” على مرّ السنوات الماضية باعتباره هو من يقف إلى جانب “التيار الوطني” في سبيل تحقيق شروطه ومطالبه الرئاسية والحكومية منذ العام 2006 حتى الأمس القريب… لكن من دون منّة ولا “تربيح جميلة” بخلاف الأسلوب الذي يعتمده باسيل في استعراض مسار العلاقة مع “الحزب” كلما استشعر ضيقاً أو تأزماً ما”.